الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ينشر ثقافة.. قصة شاب يحمل الكتب “دليفري” عبر دراجته (فيديو)

القاهرة 24
أخبار
الأحد 01/نوفمبر/2020 - 08:09 م

شاب عشريني شغوف بالقراءة منذ نعومة أظافره، قاده عشقه وولعه بالكتب إلى أن يستغل دراجته القديمة المركونة بالمنزل، ويبدأ مشروعًا يمكنه من خلاله الاستفادة من الدراجة، إلى جانب إفادة الآخرين، وتوفير الجهد والوقت والمال عليهم، قائلا: “فكرت في حاجة تفيد الناس وفي نفس الوقت أستفيد أنا كمان من العجلة بتاعتي”.

دراجة هوائية بسيطة كان يستخدمها في قضاء مشاويره اليومية، ويشترك في سباقات رياضية مختلفة، وحقيبة ظهر كانت كل أدوات “بولا ناجي” إلى جانب ولعه الشديد بالقراءة، ليبدأ مشروعه التثقيفي الخاص، والذي أسماه “عَجلة دليفري”.

المبادرة التي أسسها “بولا”، تقوم على ثلاثة أركان أساسية حتى الآن، أولها التعاقد مع دور نشر معروفة، لتوزيع الكتب الجديدة والأصلية، وإيصالها إلى القرّاء بهامش ربح بسيط تحدده دور النشر تلك، والثاني هو شراء الكتب المستعملة التي يقتنيها الكثيرون ولم يعودوا بحاجة لها، أو يريدون التخلص منها، فبدلًا من بيعها إلى تاجر الخردة، يبتاعها “بولا” بدوره، شريطة أن تكون كتبًا أصلية غير مقلدة وبالطبع بحالة جيدة.

أما الشق الثالث والأخير من المبادرة، والذي يقوم أساسًا على الركن السابق عليه، هو عرض تلك الكتب المستعملة بغرض الإعارة لمن لا يقدر على شرائها، أو ربما تكون آخر نسخة من ذلك الكتاب القيّم، نظير مبلغ رمزي يحدده الشاب صاحب الـ23 عامًا، بنسبة تبدأ من 10% من ثمن الكتاب الأصلي.

بُترت قدماه فاعتنق الأمل.. قصة شاب يتحدى الإعاقة ليصبح أول مدرب غوص لذوي القدرات الخاصة بالوطن العربي (فيديو)

 

ولضمان جدية الطالب وحفاظًا على الكتاب الذي قد يكون آخر نسخه تلك التي بيد طالب الإعارة، يشترط “بولا” دفع القيمة النقدية للكتاب كاملة كمبلغ تأميني يُسترد عن إعادة الكتاب والانتهاء من مهلة الاستعارة، وتبدأ المهلة من أسبوع إلى شهرين حسب حجم الكتاب وعدد صفحاته وأجزائه.

“بدأت المشروع في نص 2018″، يتحدث بولا ناجي عن بداية مشروعه ومتى أسسه، وكذلك عن الصعوبات التي واجهته، فيقول: “لما بدأت المشروع ما كانتش ثقافة الدليفري خصوصا في الطلبات الأخرى غير الأكل منتشرة قوي في مصر”، فلجأ إلى التسويق الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي أخذ طابعًا مختلفًا خلال السنوات القليلة الماضية.

“عملت صفحة على الفيسبوك وبدأت أنشر عليها فكرتي والكتب اللي عندي، في الأول كان الإقبال ضعيف، فبدأت أنشر على الجروبات المهتمة بالقراءة والكتب”، كما يوضح مؤسس “عجلة دليفري”، فلم يجد الإقبال الذي يُرضي طموحه، ولكن بالعزيمة والتحلي بالصبر والإيمان بأهمية وقيمة ما يفعل، انتشرت فكرته ووصلت إلى مُريديها، وانهالت عليه الطلبات.

يطمح الشاب الذي ينتسب إلى إحدى كليات الآداب لدراسة النقد المسرحي، إلى أن يتوسع مشروعه وتصل فكرته إلى المحافظات والأقاليم والقرى النائية، من خلال فروع تغطي تلك الأماكن، من أجل وصول الكتب الأصلية وكذلك المستعملة إلى أبناء هذه المناطق، ومحاربة ظهور الكتب المقلدة والمضروبة التي تضر أكثر مما تنفع، إلى جانب إنشاء تطبيق ذكي يعمل على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، يتيح لعشاق القراءة الاختيار بين عديد الكتب المعروضة سواء للشراء أو الإعارة، أو حتى التخلص من الكتب المستعملة بطرق سليمة تفيد الطرفين.

أما بالنسبة للشباب فلدى “بولا” حلم كبير، وكله أمل، أن لا ينقطع الشباب عن القراءة أبدًا، “أنا طموحي للشباب إنهم يقروا كتير وبشكل مستمر، خصوصًا في مجالات الاقتصاد وريادة الأعمال، وتطوير الذات وكمان التنمية البشرية، لأن القراءة سلاح كبير ومهم الزمن دا”.

“أم رحمة” قصة معاناة بدأت بمرض زوجها وفقدان وظيفته وانتهت بنجاحها في تأمين مصدر دخل ثابت لأسرتها

 

يقطع “بولا” القاهرة شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، وهو لا يملك إلا الطموح وعشق القراءة والاستمتاع بالكتب، ولم لا وهو الذي يعرف قيمتها جيدًا ويقدّر عِظَم ومجهود كل كاتب أو مفكر أو مؤلف كان كل همه توعية وتثقيف الآخرين، وهو يعلم مدى أهمية القراءة والأفكار المستنيرة في الدفع بالشعوب إلى الأمام ورفع الجهل عن أمته، ومواكبة دول العالم المتقدم، فكل التحية لكل من ساهم في هذا ولو بكلمة حق لم يستطع أن يكتمها.

تابع مواقعنا