رغم قلة الأنامل الذهبية.. صناعة الفخار مهنة تتزين بها عروس الصعيد (صور)
صناعة الفخار مهنة فنية موروثة منذ حوالي 5000 عام، ظهرت في عصر الفراعنة توارثها الأبناء من أجدادهم، تتربع على عرش الإبداع والجمال، لا سيما أنها تعتمد في الأساس على طين هذه الأرض التي نعيش فيها، كان يستخدمها المصري القديم لطهى الطعام وحفظ المياه بها، لها مكانتها في جميع محافظات مصر، كما هو الحال في قرية منشية الحواصلية، بعروس الصعيد محافظة المنيا.
توجه “القاهرة 24” لقرية الحواصلية، لنروي قصة صناعة الفخار بمحافظة المنيا.
أمارس المهنة منذ ثلاثين عاما “أتقنت المهنة من والدي الذي ورثها عن أجداده”، بتلك الكلمات بدأ عوض محمد حسين، أحد صانعي الفخار قصته مع هذه الحرفة القديمة، قائلا: أمارس المهنة منذ ثلاثين عاما، كان عمري في ذلك الحين 13 عاما، تعلمت من والدى اتقانها لتحويل الطين إلى أشكال فنية رائعة، لأنها تعتمد على نتاج يد العامل ومهاراته.
أسرار صناعة الفخار ومراحل تجهيزها
أوضح عوض أن أهم أسرار تلك المهنة يكمن في إتقان العامل ومهاراته في تشكيل الطين بالأشكال المختلفة، التي تتمتع بشيء من الإبداع والفن، ومن الأفضل أن يبدأ فيها الأطفال من سن 10 أعوام، حتى يتقن فنونها ليبدع بالقطعة التي يشكلها تحت يده، تجهز الخامات المستخدمة من جمع الطين الموجود في مصاريف المياه، “لأن مش أي طينة ينفع نشتغل بها”، ثم نقوم بعملية تقليب وتجميد وتسوية الطين عن طريق القدم واليد، وبعد ذلك نستخدم آلة تسمى “الدولاب” لتشغيل الطين، هذه الآلة تصنع كل الأشكال مثل “الزير ـ مأجور عجين ـ قلل ـ وأواني الزرع”، ويتم ترك الفخار يجف في الهواء والشمس، وبعد نفاد الكمية يتم إحراقه بطريقة التهوية والتحكم في الهواء لإعطاء اللون الأحمر، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي دهان اللون العسلي المحمر الذي يعطيه اللمعان.
نبيع أكثر من الماضي رغم حداثة العصر
استكمل عوض حديثه قائلا: إن أولادي يساعدونني في إنتاج أكبر عدد ممكن من الفخار لبيعه، بعد أن رفضوا استكمال دراستهم بالمدرسة ليتعلموا الصنعة، ورغم حداثة العصر والصناعات الحديثة المتقدمة فإننا نبيع أكثر من الماضي، ويرجع ذلك لقلة الفخارين التي أعطتنا مساحة خصبة لبيع أكبر كمية فخار داخل المحافظة.
نطالب الحكومة بدعم مهنة صناعة الفخار
ناشد عوض الحكومة بدعم مهنة صناعة الفخار ورعايتها حتى لا تندثر، مطالبا بأن يدخل العاملون في تلك المهنة تحت مظلة التأمينات والمعاشات.
