الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المستشار عادل المسلماني يواصل تأملاته في شرح معاني بعض كلمات وآيات القرآن الكريم(فيديو) 

القاهرة 24
ثقافة
الأربعاء 18/نوفمبر/2020 - 02:18 ص

واصل المستشار عادل المسلماني تأملاته، في تفسير بعض ألفاظ وكلمات آيات من القرآن الكريم، حسب منهجه في التفسير، والذي يؤكد من خلاله علي أنّ هذه التأملات، تختلف كثيراً عن تفسير غيره لكلمات وألفاظ القرآن الكريم، تحت عنوان، (تعرّف علي كيف أخطأ المتطرفون، في تفسير لفظي”القِتال” و”الفتح” خلافًاً لصحيح الدين)، ويوضح “المسلماني من خلال هذه التأملات، وعلي قناته الخاصة على موقع يوتيوب، شرح معني ودلالة لفظي القِتال والفتح باستفاضة، ضمن هذه الحلقة، التي سوف يتابعها بشغف، كثيرٌ من المهتمين بتطوير وتحديث الخطاب الديني.

 

وفي بلدايتها قال: مازلنا نتحدث عن تجديد الخطاب الديني – بعد أن تحدثنا عن بعض الكلمات الشائكة التى فهمها المسلمون بعد ربطها بتراث قد مضى وانتهى مثل الغزو والعدوان .. واليوم نتكلم عن الحرب والفتح، ونأتي لمعني الحرب، والحرب هي من أصل حارب يحارب حرباً فهو مُحارِب، والحرب قد تكون التحضير للمعركة أو الحضّ عليها، وقد تكون أتون المعركة نفسها أيضا، ويسمي حرباً، فالحرب هي جِماع طرفي الزمان والمكان.

فجميع العمليات التحضيرية بما فى ذلك الحضّ عليها تُسمّي حرباً، والشاهد على ذلك قوله تعالي: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) سورة المائدة، وأي قِتال داخل أرض محددة في وقت ما يسمّي حرباً، والشاهد قوله تعالي:(فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) سورة الأنفال، وأيضاً وقوله تعالي:(حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ )، جزء من آية 4 سورة مُحمّد”ﷺ”، لذلك ففي آية الحِرابة، سمّي الله سبحانه وتعالي قطع الطريق حرباً، لقوله تعالي :(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )، جزء من آية 33 سورة المائِدة، لأن قاطع الطريق اختار مكاناً وزمانا لفعله فكان حرباً علي الله ورسوله.

 

إذن فالحرب أيضا يبدؤها المُحارِب غير المسلم، والمُسلِم العاصي، وقد ورد ذلك فى قوله تعالي:(كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ )، جزء من آية 64 سورة المائدة، وأيضا المُسلم العاضي، الذي يخرج لقطع الطريق، فقد جعلها الله سبحانه وتعالي حرباً علي الله ورسوله، كما في قوله تعالى:(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) سورة المائدة، والحرب أيضا جائزة لرد العدوان، كما قال المولي تبارك وتعالي:( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) سورة البقرة، ثم نأتي إلى “الفتح” وهو فَتَحَ يفتح فتحاً فهو فاتِح، والفتح يكونُ لأرضٍ أُغلقت دون أصحابها، فيجوز لأصحابها إعادة فتحها، وهو ماحدث في فتح مكة، التي هاجر منها النَّبِيِّ”ﷺ”، ورفض الكفار بعد ذلك ردهم ورجوعهم إلى مكّة، بل واغتنموا دورهم وأرضهم حتي أنهم ردوا المسلمين عن المسجد الحرام، عندما جاءوا مُحرمين لايحملون سلاحاً، ومنهم المهاجرين أصحاب المال والحق في الأرض.

 

فأجاز الله لهم فتح مكة ونصرهم نصراً عزيزاً، والشاهد قوله تعالي:( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)سورة الفتح، والفتح هذا هو فتح مكة، وكذلك قوله تعالى:( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) سورة النصر، ولا يكون فتحاً إلاّ بعد إغلاق، والشاهد قوله تعالي:( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ (11) سورة القمر، فقوم نوحِ الكفار الذين صدّوا عن سبيل الله، فتح الله عليهم أبواب السماء بماء منهمرِ وقويّ وشديد، لايتوقف، ودِلالة الفتح بعد إغلاق، أنّ كفار قوم نوحِ، كانوا ينتظرون الماء قبل فتح أبواب السماء، حتي أن ابن نوحِ عليه السلام، رفض ركوب السفينة، وظن أن الجبل سيعصمه من الماء، لأن هذا الماء المُنهمر لم يكن من طبيعة أرض سيدنا نوحِ عليه السلام، فلا يكون فتحاً إلاّ بعد إغلاق، كما قلنا سابقاً، ولكن أن نذهب إلي بلاد الآخرين، ونقول أننا نفتحها للمسلمين، فهذا ما لا يرضي عنه المولي تبارك وتعالي، لأن القتال في القرآن الكريم، والفتح في القرآن الكريم، يكون علي قاعدة عدم الاعتداء، لأن الله سبحانه وتعالي يرفض الاعتداء كُليّة، وهذا هو منهجنا في فهم كلمات كِتاب الله سبحانه وتعالي.

تابع مواقعنا