بعد استقباله 100 طلب في يوم واحد.. شاب يستأنف تقديم الوجبات لمصابي كورونا
قبل بدء الموجة الثانية لفيروس كورونا “كوفيد-19″، وما تبعتها من زيادة في أعداد الإصابات اليومية، كان البرديسي، على موعد مع استراحة محارب، ليعود لحياته الطبيعية ويأخذ قسطًا قليلا من الراحة امتد قرابة الأربعة أشهر، قبل عودته مرة أخرى للعمل التطوعي وتقديم يد العون لمصابي كورونا بعد استقباله 100 استغاثة في يوم واحد من مصابي كورونا في القاهرة والجيزة والإسكندرية؛ لتوصيل الوجبات الغذائية.
في الموجة الأولى لفيروس كورونا، اختار الشاب العشريني ألا يقف مكتوف الأيدي ويستغل ما أنعم الله به من نعمة عليه وهي “الطهي”، ويبدأ في مبادرته في تقديم الوجبات لمصابي الجائحة، القائمة على التطوع كلها، فمنذ بداية ابريل الماضي وحتى منتصف يوليو، قدم البرديسي ورفاقه ما يقرب من 22 ألف وجبة، لكلٍ منهم مهمته ما بين الطبخ والتوصيل وعمليات تطهير للمنازل.
“رجعنا من تاني شغلنا في المطابخ” بتلك الكلمات أخذ الشيف أحمد في السرد، راويًا: “في يوم واحد بس استقبلت 100 طلب من مصابين” ليكتب على الفور على صفحته الشخصية على “فيس بوك” وعلى جروب المبادرة بعد شهور من الانقطاع، معلنًا العودة مرة أخرى، والذي وصل حتى الأن نحو 10 آلاف عضو، ويقول عنه: “بستقبل ناس متطوعين كتير بمجرد ما أكتب بوست على الفيس بوك، من خامات للطبخ لمساعدين لناس بالعربيات والموتسكلات كتوصيل وجبات وكله تطوعي”.
يدفع البرديسي رغبته في القضاء على وصمة الإصابة لألا يغفل ولو لحظة عن مصاب طلب منه العون، كمحاولة للهوان من وقع الإصابة والضغط النفسي على المريض، فبعد الموجة الأولى وحلول الثانية، لم يختلف الوضع كثيرًا، حسب قوله، مردفًا: “بحاول أقدم الدعم النفسي اللازم للمصابين.. عايز أحسسهم إن في حد جنبهم وحاسس بينهم ومايشلوش هم حاجة، الوضع ماختلفش كتير لسه نفس الضغط والضيقة”.
ويضيف خريج كلية السياحة والفنادق: “الحملة كلها قايمه على مساعدات الأهالي.. وبوقف الاستقبال لو متوفر خامات كتير”، لم يقتصر جهد البرديسي على محافظتي القاهرة والجيزة، وأيام قليلة تفصله عن سفره إلى الإسكندرية ليفتح أبواب المطبخ هناك مرة أخرى، ويعود مرة أخرى “كعب داير” بين المحافظاتين، ساردًا: “حتى الآن أنا موجود في مطبخي بالجيزة وبنقدم الوجبات للقاهرة كمان، وبسبب الضغط الكبير، متطوعين الجيزة هيتولوا المهمة هنا وأنا أفتح إسكندرية وأسلمه لمتطوعين، وهبقى بين المطبخين”.
يقدم الشاب الذي يزحف نحو الـ29 عامًا، وجبة صحية وحيدة لا بديل عنها، منذ بداية المبادرة، بناءً على تعليمات الأطباء خلال الموجة الأولى، وهي “فراخ مسلوقه ورز بسمتي وخضار سوتيه، علاوة على الفاكهة، ومع تقديم الوجبات يحرص البرديسي أن تكون مقرونة برسائل تبعث الطمأنينة في نفوس مصابي الجائحة، كـ”مستنينك ترجع لينا.. أنت أقوى من كورونا”.
كدَّهُنَّ عظيم.. أجنحة تاء التأنيث تحاوط مصابي فيروس كورونا بمصر
