من الدمار بالدماغ إلى عرض الأزياء.. قصة فتاة تغلبت على الموت (صور)

“لوسي داوسن” شابة 23 عامًا، تم تشخيصها بمرض دماغي قاتل، حتى اقتربت من مشارف الموت، بسبب تشخيص  الأطباء الخاطئ لحالتها، إلا أنها استطاعت الانتصار عليه، وها هي الآن عارضة أزياء ناجحة.

انتقلت “لوسي” من حياتها الطبيعية والمعيشية مع أسرتها وأصدقائها وتنزها فى عطلة الأسبوع، إلى حياة المستشفى والعلاج محتجزة داخل غرفة وحيدة تصارع المرض.

 وذكرت الصحيفة البريطانية “ذا صن” أن لوسي تم حقنها بعقاقير ذهانية شديدة، وبدأ جسدها في الانغلاق، حتى قيل لوالديها إنها على الأرجح ستموت.

كما أنها تعرضت لصدمات كهربائية انفجرت في دماغها، أثناء عيد ميلادها الـ21، حيث حاول الأطباء بشدة علاج حالتها.

ومع ذلك، لم تكن للوسي الشجاعة حتى تعاني من حالتها النفسية فقط، بل كانت تعاني من مرض نادر في الدماغ يسمى “التهاب الدماغ”، الذي يؤدي إلى حدوث نوبات عصبية، قد تؤدي إلى الموت. 

وبعد ثلاثة أشهر من الصراع، تم تشخيص لوسي أخيرًا بشكل صحيح، وبعد تعافيها أصبحت الآن عارضة أزياء ناجحة.

قالت لوسي لـ”ذا صن”: بالنظر إلى مدى الرعب الذي كنتُ أعيشه طوال هذه الفترة ،كنت أعتقد أنني أنتهتٌ بالفعل، وخطوات الموت تقترب مني، ولكن لا أعرف كيف حدث ذلك.

وتابعت: “اعتقد والداي أنهم فقدوني حرفيًا عندما قيل لهم إنني سأموت، كنتُ أجلس فقط وأبكي”.

كما تذكرت قائلة: “قال أصدقائي إن الأمر أشبه بتغيير شخصيتي بالكامل”.

قال والد لوسي: بدأت مشاكل لوسي قبل أربع سنوات عندما بدأت تعاني من الصداع النصفي الشديد، وشعرت بالاكتئاب الحاد، وقضت الكثير من الوقت في الفراش.

واستكمل:  تطور الأمر حتى مزقت غرفتها، وبدأت تضحك وتبكي بجنون، وتصرخ ، حتى هرعنا لمساعدتها، وتم نقلها إلى مستشفى بمقاطعة لينكولن.

وأضاف: في الطريق حاولت لوسي القفز من السيارة أثناء الحركة، ومزقت كل الستائر في منطقة الانتظار بالمستشفى، حتى تم إيداعها في وحدة الطب النفسي، وبقيت هناك لمدة 3 أشهر حتى تم تشخيصها بشكل صحيح، بأنها مصابة بالتهاب الدماغ.

وأشار قائلًا: تم ضخ لوسي بمزيج من الأدوية الذهانية، وبدأ جسدها في الانغلاق بسبب مرض في الدماغ.

واستكملت لوسي : “طوال الوقت ، اعتقدوا أنني أعاني من انهيار عقلي، في الحقيقة كنت مريضة، وكان إمكاني على التحدث  يقل كل يوم، ولم أعرف ماذا يحدث لي بالفعل، حتى أصبحت جامدًا، لم أستطع التحرك على الإطلاق”.

وبحلول عيد ميلاد لوسي الـ21 ، أخبر الأطباء والديها أنها كانت تحتضر، لذلك جربوا العلاج بالصدمات الكهربائية، الذي كان نادرًا ما تستخدمه “NHS” هيئة الخدمة الوطنية الطبية البريطانية، ولكن كانت الحالة ضرورية لتفجير التيارات الصغيرة عبر دماغها.

وبعد الصدمات الكهربائية عادت لوسي مرة أخرى إلى سرير المستشفى، وظلت تعاني من هذه النوبات الضخمة.

وأشار والداها إلى أنها ذات مرة تعرضت لنوبة عنيفة، سقطت بسببها من السرير على جهاز التدفئة حتى أحرقت نفسها.

وخرجت لوسي من المستشفى في عيد الميلاد الماضي، بعد صراع طويل مع المرض، لكنها لم تستطع المشي واضطرت إلى استخدام كرسي متحرك، وتم تشخيصها أخيرًا بأنها مصابة بالتهاب الدماغ.

 وبالتدريج  تعافت لوسي وبمرور الوقت، تمكنت من التخرج من الجامعة، حتى تم رصدها من قبل ” Zebedee Model Management “، الذين يضعون المعاقين في جلسات تصوير للأزياء، و أعجبوا بها للغاية، حتى أصبحت من ضمن فريقهم كعارضة أزياء، تعمل بدوام كامل لجميع العلامات التجارية الكبرى، و تأمل لوسي في تمثيل المعاقين لصناعة الأزياء.

من جهتها قالت الدكتورة “أنانتا ديف”، المدير الطبي في مؤسسة “لينكولنشاير بارتنرشيب”: “نحن نأسف حقًا عن أي رعاية  منخفضة تلقتها لوسي، مما أثر عليها وعلى عائلتها بالسلب.

وتابعت: “نحن ملتزمون بتقديم رعاية عالية الجودة وآمنة للمرضى، ولدينا عملية تحقيق داخلية قوية للتعلم  من الدروس السابقة وتفاديها في المستقبل”.