“وصلوا صوتي لوزير الدفاع”.. مأساة شاب أصيب بمرض نادر ووالده مسن يعمل باليومية لعلاجه (صور وفيديو)

يحلم بأن يرى الدنيا كما عهدها قبل ست سنوات، أن يزيح عنه الله الغُمة ويرفع البلاء ويرزقه بمن يرق قلبه لحالته وما أصابه، فجسده يتيبس يومًا بعد الآخر، وخوفه في ازدياد، لكن ثقته ويقينه بأن الله حتمًا سيستجيب لدعواته؛ لا يتزحزحان أو يخذلانه.

داخل منزل متواضع يبتعد أمتارًا قليلة عن مدخل بلدة “عزبة راجح” التابعة لقرية “الطحاوية” بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، تشهد الجدران على مأساة وظروف ليست بالهينة، عاشتها الأسرة البسيطة وبدأت معاناتها قبل نحو ست سنوات، بعدما أصيب الابن الوحيد على ثلاث بنات بمرض نادر فاق حدود التحمل، المادية والمعنوية.

“عبده لطفي عبد الفتاح حسن”، شاب في الرابعة والعشرين من عمره، ترتيبه الثاني في قائمة شقيقاته الثلاث، يعيش حياة صعبة هو وأسرته بعدما كان طالبًا في التعليم الأزهري، يحفظ القرآن ويُرتل آياته، قبل أن يُداهمه الألم بغتةً في قدمه اليُمنى، ليبدأ رحلة معاناة وبحث عند عشرات الأطباء، لتتأكد في النهاية إصابته بمرض مناعي، عبارة عن تصلب في الجلد والمفاصل بأنحاء متفرقة بالجسد، أبرزها قدماه ويداه، والتي جعلته لا يقوى على الوقوف أو حتى حمل ملعقة يأكل بها.

رحلة “عبده” مع المرض لم تكُن قاسية في البداية كما هي الآن؛ فالأب بات لا يملك أن يُريح جسده ولو ليومٍ واحد بعدما بات ما يكسبه من عمله في “الفلاحة” بمزارع أهل البلدة والبلاد المجاورة، باليومية، هو مصدر الدخل الوحيد للإنفاق على أبنائه الأربعة وزوجته المريضة هي الأخرى، والتي يصفها بأنها لا تقوى على تميز الغرباء بعدما أوهن المرض بصرها، فضلًا عن عدم قدرتها على معاونته حال غياب والده، والذي يتولى وحده مسئولية إدخال نجله دورة المياه لقضاء حاجته.

قد تكون فكرة قضاء الحاجة هينة في ظن من يفكر في أب يعاون نجله، لكن الموجع في الأمر أن الأب تخطت سنواته الرابعة والستين من العمر، وضرب المرض أوصاله، ورغم ذلك لا يزال يعمل كل يوم في مكان وأرض وزرع مختلف للإنفاق على أسرته، وبين هذا وذاك تخار قواه يومًا عن الآخر، حتى أنها خارت ذات مرة قبل بضعة أشهر وتسببت في إصابة “عبده” بكسر، لكن ما باليد حيلة فالمُصاب كبير والجميع لا يملك غير الدعاء.

سقوط 3 متهمين بحوزتهم كميات من الحشيش بالشرقية

“وصلوا صوتي لوزير الدفاع والرئيس السيسي”.. رجاء مُلح خرج على لسان “عبده” في حديثه لـ”القاهرة 24″، مطالبًا وراجيًا أن تصل استغاثته للمسئولين عسى أن يعود كما كان ليتعافى ويشارك والده حمل المسئولية، لكنه عبرَّ صراحةً عن شعور مُرعب يزوره كل يوم: “لما بصحى بحمد ربنا إني لسة عايش.. سناني مبتفتحش غير حتة بسيطة وكل يوم بتقل وخايف ييجي اليوم اللي مقدرش أفتحها وأتمنع من الكلام كمان”.