الخميس 18 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“هكذا يروننا”

القاهرة 24
مقالات
الجمعة 27/نوفمبر/2020 - 06:15 م
  • فيه قصة حقيقية حصلت فى ألمانيا القديمة سنة 1141 م وتحديدًا فى مقاطعة “وينزبيرج”.. كانت المقاطعة مكونة من مجموعة قصور ضخمة بيضموا أثرياء المنطقة وحواليهم بعض البيوت البسيطة للمزراعين وحقول.. المقاطعة أساسًا كانت مساحتها صغيرة ومتحاوطة بسور وعدد أهلها سواء أثرياء أو بسطاء قليل.. الناس كانوا عايشين فى سلام وهدوء وكلهم كانوا مقتدرين بمعايير الفترة الزمنية دي.. يعني حتى المزارعين الغلابة اللي فيهم كان عندهم اللي يكفيهم، وحرفياً ماكنش فيه فروق ولا طبقية بين الناس وبعضها.. الكل حياته متنغنغة.. دهب، فضة، فلوس، ومجوهرات.. وياريت نحط تحت كلمة “مجوهرات” دي مليون خط.. ليه؟.. لإن كل ستات المقاطعة كانوا بيعتبروا المجوهرات بتاعت كل واحدة منهم مش مجرد شيء للزينة وخلاص لكن جزء من شخصيتهم!.. لما تحصل مناسبة ما كانت الست لازم تلبس كل المجوهرات بتاعتها حتى لو المناسبة دي في بيتها يعني مافيهاش زيارة لبيت تاني!.. كلها يعني كلها بدون ما تسيب أى حاجة منهم!.. لدرجة إن أى ست فيهم كانت بتشوف إن تفريطها في عدم التزين بكامل حاجتها؛ كإنها ماشية ناقصة!.. هما كانوا بيقولوا كده لما حد من أزواجهم يعاتبهم إن كفاية قطعة ولا إتنين مش لازم تلبسي العشروميت قطعة اللي عندك.. فيكون الرد: (هل تريدني أن أبدو ناقصة في عيون الناس؟، بالطبع لا).. فالزوج يستسلم، ويوافق على مضض!.. في مرة جت الأخبار إن فيه هجوم هيحصل على المقاطعة من مقاتلين جيش الملك “كونراد الثالث” اللى اتعود يهجم على المدن ويسرقها ويجيب عاليها واطيها ويقتل كل الرجالة اللى فيها!.. لكن ولإن أهل المقاطعة بطبيعتهم ناس فى حالهم ومسالمين؛ بالتالي ماكنش مفيش أى إستعدادات حصلت منهم لمواجهة الجيش اللى جاى غير بس إنهم لموا بعض كلهم واحتموا رجالة على ستات على أطفال على أثرياء على فقراء في كام قصر من قصور المقاطعة.. آه وبالمناسبة وطبعاً كل ست كانت حريصة تاخد معاها مجوهراتها اللي بتعتبر نفسها “ناقصة” بدونها!.. جيش العدو وصل ودخل المدينة بدون أى مقاومة تذكر وحاصروا المكان.. الملك “كونراد” بعت مندوبين لـ جوه كل قصر عشان يطلب من الستات يخرجوا بأمان هما وأطفالهم لأنهم مش بيقتلوا ستات ولا عيال، وبرضه يطلب من الرجالة إنهم يستعدوا عشان يقتلهم بشرف لما يهجم عليهم.. كانت لحظة مفصلية مهمة، وتقدر تتخيل كل راجل وهو بيبص للست بتاعته هتعمل إيه في الخيار الصعب ده.. مرت اللحظات تقيلة، ورخمة على الكل لحد ما كل الستات لموا بعضهم كل مجموعة في كل قصر وتناقشوا لمدة دقايق، وبعدها خرجوا كلهم يبلغوا ردهم للمندوبين بتوع الملك “كونراد”.. موافقين بس لينا طلب موحد وثابت.. خير يا هوانم؟.. قالولهم إن كل واحدة منهم عايزة تاخد معاها كل اللى إيديها تقدر تشيله من مجوهراتها، وإنهم عايزين الأمان إن محدش يتعرض لهم برضه بعد ما يخرجوا.. الملك واللي كان من أهداف الحملة بتاعته المجوهرات أساساً؛ لما وصلته الرسالة بتاعتهم حسبها ولقى إن مهما كل واحدة منهم شالت قد ما شالت فهتشيل قد إيه يعنى ما هو كده كده المقاطعة مليانة كنوز ملهاش حصر.. وافق وإداهم الأمان.. لما اتفتحت أبواب القصر وبدأ الستات يخرجوا؛ الملك وكل جنوده صعقوا لما لقوا كل ست خارجة وهى يا إما شايلة بين دراعاتها يا إما محاوطة بين دراعاتها جوزها وطالعة بيه ومفيش ولا واحدة معاها أى حتة مجوهرات حتى!.. محدش اتقتل من السكان وكلهم خرجوا بأمان بسبب الحيلة الذكية دي.. ستات مقاطعة “وينزبيرج” عرفوا إيه هو الكنز الحقيقى واللى باقيلهم، وإنهم حتى لو كانوا بيشوفوا نفسهم ناقصين بدون مجوهراتهم لكن في الحياة عموماً أحياناً بتقبل بـ نقصما عشان مكسب تاني أكبر وأقيم.
  •  
  • الكاتبة “روشيل بينينغتون” كتبت في واحد من مقالاتها واللي تم اقتباس أجزاء منها في كتب لنفس الكاتبة عن قصة حقيقية ومشهورة بتحكى فيها إن لما الزوجة الشابة “ديلا” خلصت الدًش اليومى بتاعها الساعه 6 المغرب رجعت بذاكرتها لـ سنة فاتت وقعدت تفكر فى حالها هى وجوزها “جيم”.. الزوجين الإتنين الشباب اللى عمرهم 22 سنة بس واللي رغم ظروفهم الصعبة والحال اللى كان على القد لكنهم صمموا يتجوزوا بمجرد ما حبوا بعض وقرروا يخوضوا معركتهم مع الحياة و ينفذوا خطوة الجواز بدون الإنتظار لما يكونوا نفسهم!.. عاشوا فى بيت صغير وضيق.. ضيق لدرجة إنهم لما كانوا بيشتروا أى حاجة كانوا لازم يتخلصوا من حاجة تانية قدامه عشان تفضى مساحة!.. بصت بصة باهتة من الشباك اللى في أوضتها على الشارع واتفرجت على الناس اللى رايحة جاية ودماغها في حتة تانية خالص.. بكره العيد.. عايزة تجيب هدية لجوزها وتفرحه.. المشكلة إن كل اللى في جيبها واللى قدرت تخنصره من فلوس البيت اللي أصلًا قليلة هو 1.87 دولار (يعنى دولار و سبعة وثمانين سنت) اللي هو بالمصري تقريبًا بتتكلم في حاجة مش مكملة 30 جنيه على بعض.. “ديلا” إتنهدت تنهيدة أسى وهى فعلًا مش عارفة تعمل إيه!.. كل اللي كانوا يملكوه من الدنيا هي وجوزها الساعة الدهب اللى ورثها هو عن أبوه، وشعرها البنى اللي هي ورثته من أمها!.. الحقيقة إن شعر “ديلا” كان طويل زيادة عن اللزوم وبيوصل لتحت نصف ضهرها.. ناعم.. ملمسه حريرى بدون أى زيوت أو مستحضرات.. “ديلا” كملت تفكير وهي بتسرح شعرها قدام المراية وفجأة عينيها لمعت و جت في بالها فكرة مجنونة!.. لبست البالطو بتاعها فوق لبس البيت العادى ولمت شعرها وحطت فوقه طاقية وضربت شبشب بسيط في رجلها ونزلت تجرى على السلم بسرعة ولسه لمعة عينها موجودة.. شكلها أصلًا كان مسخرة وهي ماشية بسرعة في الشارع بشكلها وشبشبها ده!.. بس كان باقي 3 ساعات وجوزها يوصل وكان واضح إنها قررت تبسطه وتنفذ الفكرة بسرعة قبل ما تترد أو تعيد نظر.. وصلت لـ آخر الشارع بتاعهم ووقفت قدام محل من المحلات مكتوب بالنور على اليافطة بتاعته: (مدام “سوفروني” لبيع جميع مستلزمات الشعر).. دخلت المحل وقابلت الست العجوزة اللي واقفه فيه.. “ديلا”: سألت: (مساء الخير، هل يمكنك شراء شعرى؟).. الست العجوزة شاورت على الطاقية اللي لبساها “ديلا” وقالت لها: (أرفعى قبعتك ودعيني أرى كيف يبدو).. “ديلا” شالت الطاقية بتاعتها وشعرها اتفرد.. الست العجوزة لمسته بإيد واحدة خبيرة وهزت راسها وقالت: (سأدفع عشرين دولارًا).. “ديلا” قالت: (إعطينى إياها بسرعة).. محلات الكوافير الحريمى متعودة فى كل مكان فى العالم إنهم يشتروا الشعر الطبيعى خصوصًا الطويل عشان يستخدموه في صناعة البواريك.. على مدى ساعتين تقريبًا الست قصت لها شعرها وبعدها إدتها الفلوس.. “ديلا” خرجت بسرعة للشارع تانى وهى لابسة البرنيطة بتاعتها عشان تدور على أقرب محل هدايا وتختار حاجة عليها القيمة لجوزها.. باقي ساعة بالظبط و”جيم” يوصل.. فين وفين لما لقت محل فضيات وحست إن ربنا بيحبها لما لقت سلسلة فضة بسيطة وشيك وينفع تتركب للساعة بتاعت “جيم” بدل السلسلة القديمة اللي صدت.. سألت على السعر لقته 21 دولار!.. أووف ده بالظبط!.. جابتها.. لما وصلت البيت وبصت على شكلها في المراية وشافت دماغها اللي بتلمع والنُقر اللى بقت فيها حست بالكارثة اللي عملتها في نفسها!.. إنتى ضحيتي بالحاجة اللي بتميز أى بنت في أى زمن وأى مكان، ونقصتي من جاذبيتك عنصر مهم مالوش بديل!.. عشان تحسم تأنيب الضمير اللي جواها هزت راسها بعنف كإنها بتطرد الأفكار العتابية واللوم منها، وقالت لنفسها: (إذا لم يقتلنى “جيم” بعد أن يلقى نظرة على شعري بالتأكيد سيقول أننى أعمل كمهرجة فى ملاهى “كونى آيلاند”، لكن أوه ما الذى كان يمكننى فعله بدولار واحد وسبعة وثمانين سنتًا!).. بعد شوية تأقلم مع الوضع الجديد استعدت لمواجهته وحضرت العشا.. شوية بطاطس من اللى بيحبهم وشوربة طماطم وحتتين لحمة مشوية وشمعتين.. ترابيزة الأكل كانت جنب باب الشقة مباشرة.. قعدت منتظراه.. الساعة 10 إلا دقيقة سمعت صوت رجلين بيدبوا طالعين على السلم.. توترها ودقات قلبها زادوا.. عدلت لبسها للمرة الخامسة و دعت ربنا وقالت: (يا إلهى إجعلنى جميلة فى عينيه).. 10 بالثانية الباب اتفتح.. “جيم” دخل وقفل الباب وراه.. وقف شوية متنح وهو بيبص لها بصة؛ “ديلا” ماقدرتش تفهم معناها.. بصة غريبة.. مش زعل ومش دهشة ومش فزع من منظرها لكن بصة مختلفة.. فجأة حضنها.. حضن فيه ضمة أقوى من المعتاد وبعدها رمى جسمه على الكرسى فى إجهاد وقال لها: (لا تسيئى فهمى يا “ديلا” فإن شيئًا مثل قصة الشعر أو نوع الشامبو لن ينتقص أبدًا من حبى لحبيبتى؛ لكن عندما تفتحين هذا فستعرفين لماذا تسمرت لحظة عندما رأيتك).. قال الجملة اللى فاتت وناولها كيس صغير.. خدته وفتحته فى لهفة ولقت جواه طقم أمشاط مكون من 9 أمشاط مصنوعة من العاج كانت شافتهم قبل كده في فاترينة وهى معاه وكان نفسها تجيبهم وقتها بس ظروفهم المكعبلة الشِبه دائمة منعتها طبعاً!.. فهمت إن سبب صدمته إنها مش هتقدر تستخدم الهدية بتاعته دلوقتى بسبب إن شعرها خلاص بخ.. حبت تخفف عنه وضمت الهدية بتاعته لصدرها وقالت له: (لا تقلق يا حببيى إن شعرى ينمو سريعًا).. افتكرت السلسلة.. قامت بلهفة وحماس جابتها وإدتهالوا.. بص للسلسلة ومسكها فى إيده وضوء الشموع معكوس عليها وسألها إيه ده وجابتها منين.. ردت بفخر: (لقد بحثت فى المدينة بأكلمها حتى وجدتها، سوف تنظر إلى ساعتك 100 مرة فى اليوم بعد تركيب السلسلة لها).. ضم راسها لصدره وباسها وقال لها: (دعينا نحتفظ بالهدتين لبعض الوقت إنهما أجمل من أن نستخدمهما فى الوقت الحالي).. بعدت راسها، وبصت له بإستفهام.. رد: (لقت بعت الساعة حتى أشترى الأمشاط).

 

*الإنبوكس:

– أنا “إبراهيم علي”.. عندي 33 سنة.. من أسرة متيسرة الحال.. بحلم من زمان بالحياة المثالية الخالية من أى منغصات.. شغل ممتاز يجيب فلوس ممتازة بالتالي أقدر أتجوز زوجة ممتازة وأعلم أولادي تعليم ممتاز.. من البداية كنت فاهم إن تحقيق ده سهل ومسألة وقت مش أكتر.. أنا عندى الأرضية اللي أقدر أبدأ بيها.. والدي كان صاحب أكتر من معرض سيارات قدر من خلالهم ومن خلال إسمه وتجارته اللي ماشية بفضل ربنا زي الفل من أكتر من 40 سنة يوفرلنا حياة كريمة بكل أشكالها.. اتعلمنا تعليم لغات في وقت كان فيه اللي يدخل مدارس لغات ده حاجة كبيرة.. بس هو عمل كده.. وفرلنا أنا وأختى شقة لكل واحد عشان يتجوز فيها.. كل واحد معاه عربية.. كل واحد تفوق في دراسته سواء أختى في كلية طب أو أنا في كلية تجارة.. كل اللي بنطلبه كنا بنلاقيه.. الحياة المرتاحة دى ماطلعتناش ناس متواكلة أو متدلعين بالعكس كنا دايماً قد المسؤولية ويُعتمد علينا.. أختى اتجوزت وهى عندها 25 سنة وسافرت مع جوزها أمريكا عشان يعيشوا هناك.. أنا أكبر منها بـ سنة.. طبعاً الضغوطات كانت شغالة عليا الله ينور من والدي ووالدتي من أول سن 20 سنة!.. ولما “رنا” أختى اتجوزت زادت الضغوطات عليا أكتر وأكتر.. أنا ماكنتش رافض المبدأ!.. بالعكس.. أنا بس ماكنتش عايز أتجوز أى جوازة وخلاص.. للأسف ومع كم الترشيحات اللي والدتي بتعرضها عليها أو حتى أصحابي أو اللي بختارهم بنفسي كانت عيني بتدور على العيوب قبل ما تشوف المميزات!.. لأ دي لدغة!.. لأ دي خال أمها كان عليه قضية!.. لأ دي مستواها الاجتماعي أقل مني رغم إن البنت نفسها جميلة جداً، ومثقفة ومش ناقصها حاجة.. كنت بدور على الكمال.. أو خلّيني أقول على المستحيل!.. مرت السنين ورا بعض وبسرعة مرعبة.. أختى بقى عندها طفل وإتنين وتلاتة.. والدي الله يرحمه اتوفي.. والدتي لسه بتزن.. واللي هي ماتعرفهوش إني أنا نفسي كنت بدأت اتقفل من فكرة الجواز.. ركزت في شغلي وبس.. التدوير على الحاجة الكاملة اتنقل معايا لشغلي!.. أنا بشتغل محاسب في شركة محاسبة كبيرة في مصر.. ولإن الشهادة لله أنا متميز في شغلي فعلاً مش مجاملة كان بيجيلي عروض في دول عربية أو شركات كبيرة في مصر وبمرتبات لا تقارن نهائي باللي باخده في شركتى الأساسية!.. وكنت برفض.. والسبب؟.. نفس الحيرة بتاعت لأ أنا مش هبقى مبسوط في كذا، وتطليع القطط الفطسانة في الشغل الجديد الفلاني وبالتالي رفضي له!.. لما كنت أحكي مع صديقي الأقرب والأقدم والأعز “وليد” ألاقي نظرات الدهشة في عيونه وإستغرابه إن إزاي طيرت من إيدي العروسة فلانة أو الشغل الفلاني.. كنت أرد إنى عارف إن ربنا شايل لى الأفضل!.. فيرد “وليد” عليا: (يا إبني ومين قال لك إنه مش بيبعت لك!).. أرد بإني أسرد قدامه كل عيوب الشيء أو الشخص اللي رفضته.. وطبعاً هو مش بيقتنع!.. نمط حياتي كان عاجبني، وقررت أكمل كده.. بس “وليد” كان مدرك إنى يمكن محتاج خبطة أو صدمة تفوقني.. آه ما إحنا ساعات كده بنحتاج حد يخبطنا على راسنا عشان نفهم، ونستوعب!.. “وليد” من ورايا عمل تصرف زعلني منه جداً في الأول.. زعلنا من بعض لدرجة القطيعة!.. راح لف على 5 من البنات اللي أنا رفضتهم!.. الـ 5 دول اللى رفضتهم في آخر سنة ونص مثلاً، وطبعاً كان فيه قبلهم كتير بس هما دول اللي هو قدر يوصل لهم لإنه كان قريب من تفاصيل الحكايات بتاعتهم كلهم.. قابل كل واحدة فيهم، وطلب منها إنها توصفني في كام جملة!.. آه مش أنا كنت برفضهم وبقول لهم بمنتهى البجاحة أنا رافضك عشان كذا كذا كذا، وبعدها بنهي أى تواصل بيني وبينها أو بين أسرتها؟.. خلاص يبقى هى كمان لازم تقول إنطباعها عنى واللي ماكنتش بدي الفرصة إنه يحصل.. ما هى كل بنت منهم كان لها إنطباع عني برضه.. والنتيجة؟.. 5 فويسات على الموبايل جابهم “وليد” من الـ 5 بنات وجه قابلني وأنا مش فاهم حاجة.. 5 فويسات إجمالي مدتهم 44 دقيقة!.. لما زارني في البيت قال لي إن اللي هسمعه ممكن يزعلني بس هو حس إن ده هو الصح عشان يفهمني الدنيا بقى وكفاية اللي ضاع من العمر.. إداني الفويسات على الواتس، وسابني ومشي.. طب أقعد معايا؟.. رفض.. بصراحة اللعبة عجبتني، وشوفتها مجنونة وغريبة، وكنت مشفق عليه وعليهم!.. أصل الحمدلله أنا مش ناقصني أى حاجة فهما مهمتهم هتبقى شِبه مستحيلة إلا بقى لو هيعيبوا على الورد ويقولوله يا أحمر الخدين!.. الفضول كان هيموتني.. قفلت على نفسي وبدأ أسمع بمنتهى الإنصات.. الرسالة الأولي كانت من “ريم”.. بدأت كلامها عن المزايا بتاعتي كاملة وبصراحة.. وبعد كده قالت إنى رفضتها عشان هى سمراء.. وإن ده جرحها.. وسألتني يعني أنت شوفت سماري وماشوفتش أخلاقي ولا تفوقي الدراسي ولا جمالي؟.. من إمتي بيتحكم على الإنسان بـ حاجات مالوش دخل فيها، وبعدين مين قال أصلاً إن السمار بيسيء لصاحبه!.. وقالتلي إنها لو هتحكم عليا بنفس المعايير بتاعتي فأنا “أصلع”!.. وده كان حقيقي لإن والدي كمان كان أصلع.. بس لما سمعت الجملة بصوت “ريم” اتصدمت كإني عرفت معلومة جديدة عليا رغم إني بشوفها كل يوم في مرايتي الصبح!.. كملت في الفويس بتاعها إن شعري الخفيف واللي بدأ الصلع يزحف فوق راسي ويشيله؛ عمرها ما شافته عيب في شخصيتي ولا تربيتي خلال الـ 6 مرات اللي اتقابلنا فيهم.. وفي النهاية اتمنت ليا إنى أكون عرفت ألاقى اللى بدور عليه.. الفويس التانية كانت من “شروق”.. المعيدة في كلية مهمة واللي رفضتها بسبب إن خالها اللي هما أصلاً مقاطعينه ومالهومش علاقة بيه نصب على حد ودخل السجن زمان من قبل ما هي تتولد أساساً!.. قالتلي إني حاسبتها على ذنب شخص تاني!.. قالت كلام كتير كتير معظمه بيدور في دايرة إن ربنا مش بيحاسب حد على غلطة حد تاني فإزاي البشر يدوا نفسهم الحق ده في حكمهم على غيرهم.. وفي نهاية رسالتها قالتلي مش عارفة أنت شايف ده في نفسك ولا لأ بس أنت “بتهته وأنت بتتكلم يا إبراهيم”.. بتهته!.. الكلام بيطلع منى بتهتهة يعني!.. أيوا أنا عارف إني عندى مشكلة في تكرار كلمة أو إتنين أثناء كلامي بس دول مش أكتر من لزمة ثابتة عندى زي اللى موجودة عند أى حد!.. كلامها خلاّنى رجعت بصيت على شات الواتس اللي بيني وبين أصحابي أو أمي أو أختى عشان أسمع صوتي وأنا ببعت لهم فويسات قبل كده.. سمعت بتركيز!.. أنا بتهته فعلاً وأنا بتكلم!.. إيه ده!.. إزاي ماخدتش بالي!.. بس لحظة، وهى مالها بحاجة زي دى أو إيه اللي قللته تفصيلة زي دي في شخصيتي!.. قولت لنفسي: (أها أنت بقيت بتتكلم أهو بنفس المنطق بتاعهم يا “هيما”!).. لف وإرجع تاني.. سمعت باقي فويسات البنات.. بقيت بدور في كلامهم على العيوب بتاعتي من وجهة نظرهم.. أنت بتدخن، وبسبب كده بتكح كتير، وأى حد بيقرب منك بيبقى متضايق من ريحتك!.. أنت بخيل، دايماً بتشوف غيرك جابلك إيه بس أنت نفسك عمرك ما جبت حاجة للى أنت منتظر منه!.. أنت بتخاف، ومابتعرفش تواجه فاكر لما كنا في مطعم كذا والأكل وصل متأخر وبارد وكان فيه حاجات أصلاً مش طالبينها بس أنت قولت مش مهم خلينا ناكل ونقوم وخلاص؟ أهو ده إداني إنطباع عنك إنك لا يعتمد عليك.. سلخ سلخ سلخ، وكلام زي السم نزل عليها زي السكاكين.. أنا إنسان سيء للدرجة دي؟.. أول حاجة عملتها إني اتصلت بـ “وليد” وقولتله كلمة واحدة بس.. “أنا مش عايز أعرفك تاني”.. قاطعته 3 شهور كاملين، وقفلت على نفسي خلالهم.. من البيت للشغل ومن الشغل للبيت.. أو على وجه الدقة من الأوضة للشغل.. حتى والدتي بطلت أقعد معاها.. ضغطت عليا عشان أحكي لها مالي.. كنت بتهرب منها لحد ما في مرة حكيت.. قالتلي أول حاجة تصالح “وليد”.. صاحبك بيحبك وعمل كده عشان مصلحتك.. عملت زي ما قالت فعلاً، وقابلته.. قال لى إن اللى عمله كان غرضه إنه يبين لى إن طريقة تفكيري وحكمي على الناس غلط.. مفيش حد كامل، واللي بيدور على الكمال بيضيع عمره واللي في إيده.. كل البنات اللي أنت رفضتهم اتجوزوا وبقى ليهم بيوت وأسر وأطفال.. وأنت؟.. واقف محلك سر.. الموقف غير طريقة تفكيري 180 درجة، وحالياً أنا خاطب إنسانة جميلة ومحترمة وقابلاني بكل عيوبي ومش شايفة غير مميزاتي.. وأنا كمان.. هنتجوز إن شاء الله خلال 3 شهور.. محدش يدور على الكمال لإن محدش كامل حتى اللي بيدور.. كمالك في رضاك باللي عندك.

في رحلة البحث عن “الكمال” الواحد بيضيع من إيده فرص وناس زي الدهب.. الكمال فكرة وهمية، وبتمسح بأستيكة فضيلة “الرضا”.. أثناء تدويرك على البعيد المستحيل بيضيع من بين إيديك المتاح الممكن.. محدش بياخد كل حاجة، وفي الحياة أحياناً بتقبل بـ نقص ما عشان مكسب تاني أكبر وأقيم.. المهندس “ويليس كارير” قال: (من الكمال أن تدرك نقصك، ومن النقص أن تظن بأنك كامل).. كمالك في رضاك.

تابع مواقعنا