لًقب بالحنجرة الذهبية وصوت مكة، وسفير القرآن، نظرا لقوة صوته وفصاحة ألفاظه،  وتحل اليوم 30 نوفمبر ذكرى رحيل العلامة الكبير عبد الباسط عبد الصمد، حيث ولد الشيخ في قرية المراعزة التابعة لمدينة ومركز أرمنت بمحافظة قنا بجنوب الصعيد عام 1927، فنشأ وترعرع في بيئة تحفظ كتاب الله بدءً من الجد مرورا بالأب حتى الأخوة، مما ساعده هذا على حفظ القرآن في سن صغير، حيث بدأ في سن السادسة من عمره.

امتلك الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، موهبة كبيرة وهي الحفظ السريع، بالإضافة إلى الصوت العذب، حيث لاحظ الشيخ الذي يعلمه القرآن هذه الموهبة، عندما سمعه يرتل آيات من القرآن الكريم بصوت جميل مع نطق الحروف بمخارجها الصحيحة.

قال الشيخ عبد الباسط، في مذكراته إنه أتم حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة من عمره، وعندما رغب في تعلم القراءات نصحه جده أن يذهب إلى طنطا لتلقى العلم على يد الشيخ محمد سليم، وكانت المسافة بين قريته أرمنت التي في جنوب مصر، وطنطا بعيدة جدا، ولكن القدر كان له رأى آخر في مساعدة الشيخ  للوصول إلى هدفه، ففي أثناء تجهيزه للسفر إلى طنطا عرف أن الشيخ محمد سليم قد جاء إلى أرمنت ليقيم فيها، فحفظ الشيخ القرآن كاملا عليه ثم حفظ الشاطبية وهي المتن الخاص بعلم القراءات السبعة.

عندما وصل إلى ال12 من عمره، رشحه الشيخ محمد سليم للناس، ولأن الشيخ محل ثقة للناس جميعًا فقد عُرف الشيخ عبد الباسط بين الناس، هذا ما جعل الشيخ الضباع ينصحه بالتقديم في الإذاعة، ولكنه رفض في بادئ الأمر لالتزاماته في قريته قبل أن ينضم للإذاعة لأول مرة عام 1951، ولكنه التحق  بشكل رسمي عام 1952.

بعد انضمامه للإذاعة تزايد شراء الناس للراديو، حيث كان يجلس الجميع في الثامنة مساءً حتى الثامنة ونصف لسماع الشيخ عبد الباسط، وكان الناس يرفعون صوت المذياع حتى يسمع الجيران الشيخ أيضا، وفي أحد المرات التي كان يقرأ الشيخ فيها في مسجد الشيخ تهافت الناس عليه لكي يستمر.

زار الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الأرض شرقا وغربا بدعوات من الإذاعات لإحياء حفلات أو تسجيل قراءة بصوته، وكانت أول دولة زارها هي السعودية التي طلبت منه تسجيل بصوته فوافق على الفور، كما زار الهند والعديد من الدول العربية والإسلامية.

في ذكرى وفاة إيليا أبو ماضي.. لم يستكمل تعليمه وأصبح من أهم شعراء المهجر 

حصل الشيخ على بعض الأوسمة مثل وسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين، ووسام  من رئيس حكومة ماليزيا وآخر من رئيس وزراء سوريا، ووسام العلماء من رئيس باكستان ووسام الاستحقاق من الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك عام 1987وغيرهم.

في أواخر أيامه أصيب بمرض السكري والتهاب الكبد ونصحه الأطباء بالسفر للخارج، بالفعل سافر إلى لندن وبعد أسبوع طلب من نجله أن يعود إلى مصر، لتفقد مصر يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988 علامة كبيرة في قراءة القرآن الكريم وودعته مصر بجنازة كبيرة ضمت الكثير من سفراء العالم والمشاهير.