الخميس 18 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ظل إدارة بايدن.. علاقات أمريكا الخارجية

القاهرة 24
مقالات
الإثنين 30/نوفمبر/2020 - 08:42 م

كشف الرئيس المنتخب بايدن النقاب عن قائمة الأسماء المختارة لقيادة السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي، وقال إن الولايات المتحدة “مستعدة لقيادة العالم وليس الانسحاب من العالم”، ما يشير إلى تنازل إدارة بايدن عن مبدأ “أمريكا أولاً” الذي التزمت به إدارة ترامب في السنوات الأربع الماضية.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة مستعدة لمواجهة خصومها وليس رفض حلفائها، والسؤال الذي يتبادر للذهن هو كيف سيعتمد فريق السياسة الخارجية والأمن القومي لبايدن على ركيزة “النظام الحليف” لتطوير تفكير دبلوماسي جديد مستقبلًا؟

يعتقد الخبير الصيني في الشئون السياسية ودراسات بحر الصين الجنوبي (مابو) أنه من المتوقع أن ينطلق فريق بايدن من أربعة جوانب في محاولة لاستعادة مكانة الولايات المتحدة كـ”قائدة للنظام الدولي”، تتمثل في عودة أمريكا للتعاون مع المجتمع الدولي، وإعادة بناء التحالفات، واستعادة دبلوماسية القيم المتمثلة في حقوق الإنسان والديمقراطية، وإدراك إدارة بايدن لنقاط القوة والضعف، ولنتناول ذلك بشيء من التفصيل.

أولاً: عودة أمريكا إلى أحضان المجتمع الدولي بتعزيز التعاون في المجالات المتعددة الأطراف للشؤون العالمية، كإعادة الانضمام إلى اتفاق باريس، والنظر في استئناف المفاوضات متعددة الأطراف بشأن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وإيران، وتوسيع النفوذ والقيادة في مجالات جديدة مثل بناء الفضاء الإلكتروني وغيره، لتصبح أمريكا فاعلة وغير متصادمة مع المجتمع الدولي.

ثانيًا: إعادة بناء التحالفات، مع التركيز على تعزيز التعاون المؤسسي بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من ناحية، ومن ناحية أخرى حلفائها في آسيا والمحيط الهادئ، ومن الواضح أن بايدن يفكر في بناء آلية رسمية لربط حلفاء الناتو بلحفاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ بما يتجاوز “استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ” التي اقترحتها إدارة ترامب ، ويكون الهدف الاستراتيجي إنشاء نظام تحالف بقيادة الولايات المتحدة عبر المحيط الأطلسي والهند والمحيط الهادئ للتعامل مع قضايا النقاط الساخنة، وتحقيق التوازن بين نفوذ أمريكا والنفوذ الصيني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ثالثًا: استعادة دبلوماسية القيم وتعزيزها، وتوحيد ما يسمى “بالدول الديمقراطية” والدفاع عما يسمى بالقيم الكونية مثل حقوق الإنسان والديمقراطية، ومن المتوقع أن يعلن فريق بايدن أهمية القيم الأمريكية للعالم في المستقبل من أجل تعزيز الثقة في “الديمقراطيات” وطاعة قيادة الولايات المتحدة واتباعها في الشؤون العالمية.

رابعًا: تدرك إدارة بايدن الانخفاض النسبي في القوة الشاملة للولايات المتحدة ولذلك يجب أن تتعامل بشكل انتقائي لكي تستثمر بشكل متناسب الطاقة والقوة في القضايا الدولية.

وبلا شك، فإن الصين وروسيا من الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة، لكن الولايات المتحدة استثمرت الكثير من الطاقة في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط. في الواقع، لا يعارض فريق بايدن إدارة ترامب في التخفيض التدريجي للاستثمار في الشرق الأوسط ومجالات مكافحة الإرهاب وتخصيص المزيد من الطاقة والموارد لدول نصف الكرة الغربي، حيث توجد الولايات المتحدة.

حاليًا هناك 20 مليارًا من بين عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية كمساعدات خارجية كل عام، يتم استثمارها في الدول الإسلامية مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، و12 مليارًا يتم استثمارها في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويتم توفير 2 مليار دولار فقط لدول أمريكا اللاتينية، ويعتقد فريق بايدن أنه في مواجهة الانكماش الاستراتيجي الذي يجب تنفيذه من المرجح أن تقوم الولايات المتحدة بمزيد من الاستثمار وتفضيلات السياسة في دول أمريكا اللاتينية في المستقبل.

بناءً على هذه الاعتبارات الاستراتيجية، فمن وجهة نظري سيغير فريق بايدن سياسة “المواجهة والخصوم” تجاه الصين خلال عهد ترامب، ويحولها إلى علاقة “تنافس وتعاون”، كما سيستمر في تعزيز مزايا أمريكا الخاصة من خلال النظام الدولي والحلفاء والقيم.

تابع مواقعنا