أول مخترعة للاستفادة من النفايات النووية بالفيوم: حلمي أوصل لـ”سيرن الأوروبية” (صور وفيديو)

كانت تحلم أن تلتحق بكلية العلوم، لتبتكر في مجال الفيزياء النووية، وميكانيكا الكم، لكن لم يشأ القدر تحقيق ذلك، بسبب وفاة والدها في مرحلة الثانوية العامة، فهي أيام بالفعل قد يحتاج طالب الثانوية العامة لوجود الأب كمصدر تحفيزي أثناء المذاكرة، لكن وافته المنية ثاني أيام امتحاناتها، فأثر الحزن عليها، وعلى مجموعها أيضًا، مما أبعدها عن كليتها المفضلة، على الرغم من أنها حصلت على المراكز الأولى في مراحلها التعليمية، وأيضًا المسابقات، ومن أبرزها مسابقة “آيسف للعلوم والهندسة”، كما حصلت على لقب الطالبة المثالية في الصف الثالث الإعدادي.

فلا تتخيل أن ورشة صغيرة في منزل بقرية نائية بالفيوم، كانت تجلس فيها بنت الفيوم، لتركب وتمزج الأسلاك الكهربائية ببعضها بقصد الاكتشاف والاختراع مُنذ سنوات، كانت بداية حلم وأمل لتجعل، أميرة صلاح محمود محمد، ابنة قرية الحامولي التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، الطالبة بالفرقة الثانية بكلية الزراعة جامعة الفيوم، أول مخترعة بالفيوم في النفايات النووية، حيث حصلت على براءة اختراع للحافظة النووية من وزارة الدولة لشؤون البحث العلمي بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالقاهرة، في مسمى اختراع الحافظة النووية، وتم قبولها من الهيئة الاستشارية العليا لمجلس علماء ومبدعي مصر والعرب كعضو منتسب لحين الانتهاء من رسالة الدكتوراه البحثية العليا HDR، وذلك بهدف استثمار وتسويق البحث العلمي دوليًا في 2021، حتى أصبحت صاحبة لقب سفيرة الفيوم، وأول مخترعة في الحافظة النووية على مستوى المحافظة.

 

 

تروي المخترعة، أميرة صلاح، لـ”القاهرة 24″، بداية اكتشافاتها الفيزيائية، تقول: “أنا من مُحبي الفيزياء الكلاسيكية، وكان لدي ورشة صغيرة في منزلنا بقرية الحامولي، كنت أجلس فيها بهدوء، لأفكر كيف أمزج وأركب فيها بعض الأسلاك على بعضها، لاكتشف أي جديد وذلك مُنذ الصغر، حتى اتجهت لمجال ميكانيكا الكم”.

وبدأت فكرة الاختراع في الصف الأول الإعدادي باختراع محرك كهرباء، لتشغيل مولد كهربائي عن طريق القصور الذاتي، ثم بدأت انتقل من فكرة لأخرى، حتى فكرة النفايات النووية والتي بدأتها في عام 2019، ثم حصلت على براءة الاختراع، كنت أحلم بالالتحاق بكلية العلوم وتحديدًا قسم الفيزياء، وميكانيكا الكم، لكن التحقت بكلية الزراعة لظروف وفاة والدي.

وقالت “التحقت بكلية الزراعة جامعة الفيوم، على أمل تحقيق الحلم في مجال العلوم والفيزياء عامة والفيزياء النووية، وبدأت اتجه تدريجيًا إلى مجال الشؤون النووية والاختراع في هذا الشأن، وأحلم بدراسة مجال الفيزياء في الجامعات العالمية، فأهم أولوياتي واهتماماتي، مجال الفيزياء وميكانيكا الكم، وفيزياء المواد، بحسب تعبيرها، في مجالات الفيزياء هتلاقي حلول لحاجات كتير في حياتك، ومن أكثر العلوم التي لها مستقبل حيث يعتمد عليها اقتصاد دول كبيرة”.

وأشارت  “بدأت أدرك بعض الأمور تدريجيًا، وأدرس نظريات، فضلًا عن الاطلاع على أبحاث علمية تم نشرها من قبل، ومن فكرة لأخرى بدأت معي فكرة النفايات النووية، وأكثر ما جذبني نحوها أنها تؤثر على الجنس البشري، وعلى البيئة عامة، حتى وهي أسفل الأرض، “وهي مدفونة تحت الأرض”، بدأت اكتشف واسأل، هي ليه مدفونة؟، وماذا تعمل تحت الأرض؟، ثم بدأت البحث عن نوع الإشعاع”.

وأوضحت “من هنا جاءت فكرة النفايات النووية، وكيف أتعامل معها، ولكن على سطح الأرض بدلًا من دفنها تحت الأرض، فهي تعتبر ثروة بالنسبة لنا غير مستغلة، وهي عناصر صغيرة في البيئة”.

وأشارت إلى أنها بدأت تتساءل ما السبب وراء دفن تلك النفايات، ولماذا لا يتم تدوريها مرة أخرى، ولكن ليس بالشكل التقليدي المتعارف عليه، لكن بشكل احترافي وجديد”، هكذا حاورت نفسها أول مخترعة في الحافظة النووية بالفيوم عند بداية الاختراع.

 

أول مخترعة لمواجهة النفايات النووية بالفيوم: النفايات ثروة لا تستحق الدفن

وأفادت بأن الهدف الأساسي من الاختراع، كان لعمل حماية من الإشعاع، بمعنى دخول النفايات داخل الجهاز، فبذلك يتم عمل حماية فقط، وأثناء عمل عدة دراسات و نظريات، بدأت في تركيب معادلات على بعضها، ثم بدأت في فكرة استغلال النواتج من النفايات المدفونة، حيث يتخوف منها الكثيرين، وهذه النواتج في عدة تخصصات، مثل الطاقة، والطب، والصناعة، لأن النفايات ثروة لاتستحق الدفن تحت الأرض.

وقالت إنها تواصلت مع عدد من المتخصصين قبل البدء في الاختراع، لأن الاختراع يضم أكثر من تخصص، مثل الفيزياء النووية، وميكانيكا الكم، وفيزياء المواد، وجزء هندسي، وعلى الرغم من أنها لم تلتحق بكلية العلوم، استطاعت تحقيق حلمها، معبره” لأن العالم أصبح يسمح لك أن تدرس مجالين، خاصة في عصر الإنترنت الحديث، حيث تستطيع تخاطب متخصصين من دول أخرى، وتستطيع تحميل كتب من على الإنترنت في أي مجال، وذلك لإتاحة البحث والاطلاع”.

 

قالت أميرة صلاح، “كان لدي عدة أحلام كثيرة في مجال الاختراع قبل كورونا، أبرزها السفر لروسيا، لكن توقفت بسبب جائحة كورونا، ومنع السفر احترازيًا من تفشي الفيروس، ولكن بعد انتهاء الوباء سيكون هناك احتمال للسفر، حيث توجد أكثر من دولة مرشحة لي للسفر للدراسة أو استكمال الأبحاث هناك، وحلمي أن أصل لـ”منظمة سيرن الأوروبية للأبحاث النووية”، وأكون ضمن الفريق الذي يعمل هناك فيما بعد”.

وأشارت إلى أن مصطلح “سِرن” ‏يُعني أضخم مختبر في العالم في فيزياء الجسيمات، كما يستخدم المصطلح “سيرن” للإشارة إلى المختبر نفسه، ويُستعمل الاختصار “سرن ” للتعبير عن المنظمة نفسها، التي تقوم بتشغيل عدة مختبرات عالمية كبيرة، أشهرها حاليا مصادم الهادرونات الكبير واختصاره LHC فى سويسرا.

وأوضحت :”نعمة شقيقتي الكبرى خريجة دار العلوم كانت تساعدني في المذاكرة، ومجال الاختراع، وكانت مصدر تحفيزي وتوجيهي وداعم بشكل مباشر، ماديا ومعنويا، معبرة” نعمة هي النعمة اللي ربنا عوضني بيها بعد وفاة والدي”.

 

 

 

وفي سياق ذلك قال الدكتور سعد المصري، رئيس مجلس علماء ومبدعي مصر بالقاهرة، لـ “القاهرة 24″، إنه سيتم تكريم الطالبة أميرة صلاح، ابنة الفيوم، يوم 26 ديسمبر الجاري، ضمن عدد كبير من المكرمين والمخترعين، بمجلس تكريم العلماء.

مخترع روبوت يجري مسحات كورونا: “أتمنى تصنيعه في مصر بدلًا من الخارج” (فيديو)

طالب مخترع يبيع العطور في المترو: “نفسي وزير التعليم يساعدني أدخل مدارس STEM لاستكمال اخترعاتي”

محافظ الفيوم: تأجيل مهرجان “تونس” للخزف والفخار احترازًا من “كورونا”