جولة في أقدم جامعات أوروبا للفنون وملتقى التعليم المهني بألمانيا (صور)

ما بين برلين ومدنية لايبتزيج، إنطلقت زيارة محررة موقع «القاهرة 24»، التي إمتدت لخمس أيام، لحضور المنتدي العربي الألماني للتعليم المهني، بمشاركة 200 شخصية من الساسة العرب والخبراء الأوروبين، فضلًا عن زيارة جامعة «لايتزبج» للفنون والتصميم، والتي تعتبر من أقدم الجامعات في أوروبا، وتجديد اتفاقيتها مع الجامعة الألمانية بالقاهرة وتوجت الرحلة بإطلاق أول جامعة دولية تطبيقية في مصر وإفريقيا لتضع نقطة البداية لتعليم مهني بخبرات المانية وشركات صناعية ضخمة.

أول جامعة تطبيقية

جاء إعلان إختيار الدكتور ماتياس كناوت، رئيسًا للجامعة الجامعة الألمانية الدولية للعلوم التطبيقية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بداية العمل الفعلي للجامعة، خاصة مع خبراته في ادارة الجامعات التطبيقية في المانيا من جانبه أعلن ” كناوت” إن ارتباط التعليم بالصناعة أدي إلى نجاح ألمانيا وتقدمها اقتصاديا، مشددا علي أهمية عدم فصل الدراسة النظرية عن العملية.

وتابع رئيس الجامعة التطبيقية الدولية، إن ألمانيا تري مصر مفتاحًا لإفريقيًا والمنطقة العربية، ومن خلال التعاون الوثيق الذي تم خلال السنوات الماضية وعمل اتفاقيات كبري بين البلدين، موضحًا أن مصر تعتبر مجتمع شاب ونصف سكانه شباب وهم صناع المستقبل ومصر اقتصادها واعد ومن خلال الشباب ممكن يصبح الاقتصاد الرائد في المنطقة العربية وهذا شئ يهم ألمانيا.

نسبة 70% من الدراسة تطبيقية

ولفت كناوت، إلى أن الطالب الدراس بالجامعات التطبيقية يقضي ما لا يقل عن 70% من وقت الدراسة في التدريب بالورش والمعامل والمصانع، وهذا يمثل ضعف عدد الساعات التي يقضيها الطالب خلال دراسته بالجامعات العادية، مما يجعل الطالب قادرًا علي العمل في المصانع المختلفة بمجرد تخرجه، وهذا هو سر التقدم الألماني.

تخفيض المصروفات

وكشف كناوت، أن مصروفات الجامعة تتراوح ما بين 130 إلى 150 ألف جنيه مصري سنويًا، موضحًا أن المصروفات ليست مرتفعة حتي يكون التعليم متاحًا لقاعدة كبيرة في المجتمع المصري وتحقيق مبدأ الإتاحة، وكذلك وجود منح وإعانات ومساعدات اجتماعية للطلاب، مضيفًا أن الدراسة ستبدأ في 4 كليات، وهي: الهندسة، والمعلوماتية والحاسب الإلى، والإدارة، والتصميم، مشيرًا إلى أن موقع الجامعة بالعاصمة الإدارية مركزي ومميز، موضحا أن الدراسة باللغة الإنجليزية.

وأعلن كناوت، عن فتح باب التسجيل للطلاب المصريين الراغبين في الالتحاق بالجامعة للسنة التأهيلية من خلال الموقع “www.giu-uni.de”، للطلاب المقبولين في 2020، موضحا أن الشهادات التي تمنحها الجامعة هي نفس الشهادات التي تمنحها أي جامعة تطبيقية في حدود ألمانيا.

مساواة شهادات التعليم المهني

وناقش المشاركون في أعمال الملتقى الثامن للتعليم والتدريب المهني ببرلين، الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة الالمانية، والذي امتدت فاعلياته علي مدار يومين، أهمية التعليم الفني وضرورة الاعتراف بالشهادات المهنية بقدر متساو مع الشهادات الأكاديمية، وإيجاد عناصر جاذبة للطلاب للالتحاق بمنظومة التعليم المهني بصورة تدفع الطلاب وأولياء الأمور بأهمية تلك المنظومة، والبدء بربط مخرجات تلك المنظومة بما تحتاجه الصناعة .

من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز المخلافي، الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية، إن نصف سكان العالم العربي شباب وهذه فرصة كبيرة للاقتصاديات العربية ولابد من الاستفادة من التدريب المهني، مؤكدًا أن النظام التعليمي المزدوج الألماني من افضل الأنظمة في العالم، وهو يربط بين كسب الخبرات المعيارية ويربط بين التعليم وسوق العمل وهذا النظام مطلوب علي نطاق دولي.

تجديد التعاون مع أقدم جامعة للفنون

ووقعت الجامعة الألمانية بالقاهرة خلال الزيارة، اتفاقية تجديد التعاون مع جامعة «لايبتزيج» للتصميم وفنون الطباعة الألمانية، وذلك بحضور الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية، والبروفيسور توماس لوخر رئيس جامعة «لايبتزيج»، والبروفيسور ريان عبدالله الأستاذ بالجامعة ومصمم شعار العلم الألماني، وعدد من أساتذة وطلاب الجامعة.

آلات يمتد عمرها لـ300 عام

وتعد جامعة «لايبتزيج» الألمانية من أقدم الجامعات المتخصصة في التصميم والفنون في أوروبا، حيث تأسست منذ 255 عام ، ويتواجد بها كنز من الآلات التي يمتد عمرها لـ300 عام.

وتقدم برامج دراسية لمدة 4 سنوات دراسية وسنة تدريب إلزامي في مجالات التصميم والتصوير والميديا والفنون، ويبلغ عدد خريجيها 600 طالب فقط، حيث لا تقبل الجامعة سوي 16 طالب سنويًا، من مئات المتقدمين الذين يتم تعريضهم لتصفيات، وتقبل الفتيات علي كلية الفنون والتصميم بشكل أكبر فتبلغ نسبتهن 80% من الطلاب، وتتحمل الحكومة الألمانية تكلفة الدراسة بالكامل منذ الالتحاق وحتي التخرج وتبلغ مليون يورو .

ومن أهم ما يميز هذه الكلية، إنها تصر علي استخدام الآلات القديم، حرصًا منها على الانفراد والاختلاف الذي يظهر شخصية الجامعة، فضلًا عن ربط الماضي بالحاضر والتركيز علي تعليم الطلاب احترام الأجهزة والتكنولوجيا وذلك بتعليمهم أصول الأجهزة والخلفية وقصتها وتحويل هذه الأشياء لمنتجات عن طريق الكمبيوتر.

وترفع الجامعة شعار «الاختلاف أكثر من الجودة»، ولذا يتاح للطالب تقديم فنون ابداعية بشكل جريء ومختلف، عبر 31 قاعة تدريب يتدرب فيها الطلاب، مثل قاعة الحفر علي الخشت، قاعة السيلكون، قاعة الحفر علي المعدن وقاعة التشريح التي تعرف الطالب أنواع العظام والعضلات المختلفة للحيوانات والبشر وتحتوي علي نماذج محنطة للعديد من الحيوانات.

1500 مليار يورور صادرات سنويًا

وقال الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية، خلال التوقيع، إن تجديد الاتفاقية لها أهمية كبيرة خاصة وأن التصميم له دور كبير في ألمانيا سواء المنتجات والسيارات والصناعة مما ساهم في تصدير ألمانيا منتجاتها بنحو 1500 مليار يورو سنويًا، مشيرًا الصناعة الألمانية تعتمد علي قوة التصميم، ملمحًا إلى إنه أثناء تصميم الجامعة الألمانية بالقاهرة، وإنشاء كلية التصميم والفنون كان من سعادتنا الاستعانة بجامعة «لايبتزيج» والدكتور ريان عبدالله العميد المؤسس الكلية وأحد مشاهير التصميم في العالم.

من جانبه، قال توماس لوخر رئيس جامعة «لابيتزنح» للفنون والتصميم، أن ما يحدث ليس تجديد إتفاقية وإنما تعميق الإتفاقية، مؤكدا أن الكتابة الفرعونية هي أساس الفن الكتابي في ألمانيا والعالم وما يميز الحروف الفرعونية انها متحركة، موضحًا أنه منذ مئات السنين كانت الحضارة الألمانية متواضعة وبسيطة مقارنة بالحضارة الفرعونية.

وأوضح لوخر، أن فن الكتابة يعيش عصور معقدة وصعبة ولكننا مازالنا نؤمن بقوة الكلمة والجمل ومحتواها ولابد أن تري جمال الكلمة الفنية ونتمني أن يكون طلابنا هم وسيلتنا لجمال الفن والتصاميم للكلمة في العالم.

مصمم شعار العلم الألماني

لعل اللقاء مع الدكتور ريان عبد الله، الأستاذ بجامعة لايبتزيج، عراقي الأصل يعد فخرًا ليس له مثيل، حيث أن عبد الله حدث شعار المانيا ليكون أكثر وضوحً، كما صمم شعارات ولافتات لشركات عالمية علي رأسها «فولكس فاجن» ووعدّل شعار «أودي»، كما أشرف علي جميع تصميمات شركة خطوط النقل العام والقطارات ووسائل الإرشاد والإيضاح فيها والتي يمكن مشاهدتها تحت الأرض في محطات المترو في المانيا.

وصمم عبد الله، شعار خطوط مترو أنفاق دبي بالإمارات العربية المتحدة، وشعار «بربري»، و«فودافون» معرض فرانكفورت، وجامعة سعودية، وسبع ألغ كتب، كما حصل علي جائزة أحسن عمل تصميمي في العالم عام 1993 يضم كل الأيقونات في وسائل النقل.

وقال ريان عبدالله، إن كلية التصميم والفنون بالجامعة الألمانية بالقاهرة، من أعظم الكليات المتخصصة في مصر والشرق الأوسط، لافتًا إلى أنه عند تأسيس الكلية في مصر قام بزيارة كافة الكليات المتخصص في مصر، لأن الهدف إنشاء كلية ليس لها مثيل في مصر.

وأشار، إلى أن الهدف أن يكون للكلية دور كبير في خدمة الدولة المصرية من خلال إعداد التصاميم الخاصة بالصناعة والبنية التحتية في مصر، بحيث تعد البذرة الأولي في مجال التصميم.