الخميس 12 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أمير المؤمنين في الحديث.. أبرز المواقف والمحطات في حياة سيد المحدثين الإمام البخاري

صورة تعبيرية
أخبار
صورة تعبيرية
الأحد 01/سبتمبر/2024 - 10:33 ص

يوافق اليوم الأحد 1 سبتمبر 2024، ذكرى وفاة الإمام البخاري، حيث توفي في 1 سبتمبر 870 ميلاديا، الموافق 1 شوال 256 هجريا.

أمير المؤمنين في الحديث

ويقدم القاهرة 24، أبرز المعلومات والمحطات والمواقف في حياة الإمام الجليل محمد بن إسماعيل البخاري، وفقا لما ذكرته دار الإفتاء المصرية ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

أبرز المحطات المواقف والمحطات في حياة سيد المحدثين الإمام البخاري 

وقالت دار الإفتاء المصرية، إنه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، أبو عبد الله، الإمام الحافظ صاحب الجامع الصحيح المعروف بصحيح البخاري، ولد في بخارى سنة 194هجريا، وتوفي سنة 256هـ، ونشأ يتيمًا، بدأ رحلة طويلة في طلب العلم وكان آية في الحفظ وسعة العلم والذكاء.

وأضافت الإفتاء: وقالوا لم تخرج خراسان مثله، سمع الحديث ببخارى قبل أن يخرج منها كما سمع ببلخ ونيسابور وبغداد والبصرة والكوفة ومكة والمدينة ومصر والشام، سمع نحو ألف شيخ، وكان له مجلس حديث في بغداد وكان يجتمع له فيه زيادة على عشرين ألف رجل. 

وتابعت: وقد وقع للإمام البخاري كثير من المواقف مع أصحاب الحديث، وهذه المواقف كلها أبرزت مدى علم الإمام البخاري وشدة حفظه، وغزارة علمه، وثقته بنفسه.

الإمام البخاري وموقفه مع أصحاب الحديث

ونوهت بأنه من هذه المواقف ما ذكره أبو أحمد بن عدي قال: "سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا لإسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوا إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة أحاديث وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون ذلك على البخاري، وأخذوا الموعد للمجلس فحضر المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين، فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه. فسأله عن الآخر، فقال: لا أعرفه. فما زال يلقي عليه واحدًا بعد واحد حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول: لا أعرفه. فكان الفهماء فيمن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهم، ومن كان منهم غير ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم، ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال: لا أعرفه. فلم يزل يلقي عليه واحدًا بعد آخر حتى فرغ من عَشرته والبخاري يقول: لا أعرفه. ثم انتدب إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على لا أعرفه، فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال: أما حديثك الأول فهو كذا وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة فرد كل متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها وأسانيدها إلى متونها، فأقر له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل".

وأشارت إلى أنه في هذا الموقف الرائع أظهر الإمام البخاري لأهل الحديث في بغداد وغيرها من الأقطار مدى حفظه وإتقانه لعلم الحديث رواية ودراية، وكيف لا وهو أمير المؤمنين في الحديث، وهو الذي قيضه الله سبحانه وتعالى لكتابة أصح كتاب بعد كتاب الله المسمَّى بصحيح البخاري، فمن أجل هذا فقد أجمع علماء المسلمين وأئمتهم ومحدثوهم وفقهاؤهم عبر القرون على إمامة البخاري في علم الحديث وتقدمه فيه رواية ودراية.

فيما، قدم الأزهر للفتوى، تعريفا لـ صحيح الإمام البخاري بمناسيبة ذكرى وفاة الإمام البخاري، حيق قال إنه: رغم الجهود المُضنِية التي قدَّمها الصَّحابةُ والتَّابعون وتابعوهم لخدمة سُنَّة سيدنا رسول الله ﷺ خلال قرنين كاملين من الزَّمان إلَّا أنَّ صحيح الإمام البخاريّ سيظل علامة فارقة في تاريخ تدوين السنة كلِّه، وسيظل الإمام البخاريّ هو دُرَّة أهل الحديث وأميرُهم وإن تباعد زمانُه، لا لشيء سوى ما مَنَّ الله به عليه من جودة الحفظ، ودقّة الفهم، وسرعة البديهة، واتِّقاد الهمّة، وما وُفِّق إليه من تأسيس مدرسة البحث العلمي الأولى في الاستقصَاء والاستدلال والعَزو.

وأضاف الأزهر للفتوى: ومع أنَّ (الصَّحيح) لم يكن مُؤلَّفَه الوحيد -فقد تجاوزت مؤلفاتُه الثَّلاثين كتابًا- إلا أنه كان أبرزها وأقيمها، بل إنْ شئت قُلتَ: كان صحيح الإمام البخاريّ مشروعَ حياةٍ متكامل، متابعا: بدأ البخاريّ رحلةَ تأليفه مع طلبِه للعلم منذ نعومة أظفاره، وأنهاها في مجالس حديثه التي طاف بها البلاد، وأسمع فيها صحيحَه نحو 90،000 إنسان إلى أن وافته المنيَّة رحمه الله.

صحيح الإمام البخاري

ولفت إلى أنه: ستة عشر عامًا كاملة عَمَد خلالها هذا الإمام العظيم إلى تلال المرويَّات الحديثيَّة المُتراكمة، واستخرج من بين الرُّكام صحيحَها، ثم انتقى من بين الصِّحاح نفيسَها؛ مُقررًا للحُكْمِ على الرُّواة معاييرَ دقيقة، ومُعتمدًا لقبول المرويات شروطًا صارمة لم تعهدها حقول البحث التَّاريخيّ قبله، وهي اشتراط: اتِّصال السَّندِ، وعدالة الرُّواة، وتمام ضَبطِهم، وعدم الشُّذُوذ، وعدم العِلَّة، مع أمانةٍ بالغةٍ في إيراد المتن شَهِد بها القاصي والدَّاني؛ كل هذا في المرويَّة الواحدة.

وتابع: ويكفي للتَّدليل على عظيم بذلِه في تدوين (الصَّحيح) أنَّه رحمه الله انتقى أحاديثَه البالغةَ 2،761 حديثًا بدون المكرر من بين 600،000 حديث، وصنَّفه ثلاثَ مراتٍ في كل مرةٍ يهذّب وينقّح إلى أن أخرجه للنُّور تحت عنوان: (الجامع المُسْنَد الصَّحيح المُختَصر من أُمور رسول الله ﷺ وسننه وأيَّامه)، ثمّ قال: ما أَدخَلتُ في هذا الكتاب إلّا ما صحّ، وتركتُ من الصِّحاح كي لا يطول الكتاب. 

وأطلقوا على الإمام البخاري: أمير المؤمنين في الحديث وأميرُ أُمَراء صَنْعَة الحَدِيث، وسيدُ المحدثين، إمامُ زمانه، لم يُرَ فيه مثله في علم الحديث والأهلية والفهم فيه.

وقيل إن الإمام البخاري توفي ليلة عيد الفطر سنة 256هـ، وعمره 62 عامًا، رحمه الله.

تابع مواقعنا