الأحد 15 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لمسات إضافية لنجاح بناء الإنسان

الأربعاء 04/سبتمبر/2024 - 12:45 م

لا شك أن المبادرات الرئاسية نقطة فارقة ومضيئة في عهد الرئيس السيسي، فهي تعكس رؤية القيادة السياسية نحو بناء مجتمع متقدم ومتكامل، وجاء المشروع القومي للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان" ليتوج تلك المبادرات الصحية والاجتماعية.

ما عرفناه حتى الآن عن المشروع القومي للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان" هو أنه يهدف إلى تشكيل أجيال بصحة رياضية تتمتع بالثقافة وتمتاز بالحفاظ على القيم والأخلاق والمبادئ بدعم من الأزهر والكنيسة ووزارة الأوقاف.
وتكوين جيل قادر على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، ويمتلك المهارات المناسبة لاحتياجات سوق العمل.

ووفق بيان أصدره القائمون على المبادرة، يضم المشروع القومي للتنمية البشرية العديد من المبادرات الفرعية، لتنفيذ برامج وأنشطة وخدمات متنوعة لم تقتصر على فئة معينة وإهمال أخرى، بل تشمل كافة الفئات العمرية منذ الولادة إلى ما بعد الـ 65 عاما.

إضافة إلى برامج لدعم كبار السن، والمشاركة المجتمعية، في إطار الحفاظ على القيم والأخلاق والمبادئ التي تمثل الهوية المصرية الأصلية.

وللحق فإن كل المبادرات السابقة  كمبادرة حياة كريمة وتكافل وكرامة لم تكن مجرد إعلان فقط بعناوين كبيرة براقة عن وجود جديد يتم إطلاقه، ولكنها كانت  فاعلة مؤثرة، استفاد منها ملايين المواطنين. 

وأعجبتني آليات تنفيذ هذه المبادرة الهامة، والتي تشمل إطلاق حملات توعوية وبرامج صحية وقوافل علاجية بالمحافظات لتحسين الخدمات الصحية والرياضية والثقافية من خلال دعم النشاط الرياضي وضمان توافر آلياته في كل محافظات الجمهورية، وتعظيم دور بيوت الثقافة والمسرح والسينما، وأيضا التوظيف بخلق فرص عمل جديدة وبرامج لتطوير المهارات، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، وذلك في ظل آليات منسقة ومتكاملة ومتداخلة بين الوزارات والجهات الشريكة، مع وجود آلية متطورة لمتابعة مركزية من خلال تطبيق لا مركزي للمشروع القومي بكل محافظة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، واستفادة ورضا كافة المواطنين.

كلام جميل ورائع لو تم تطبيقه بهذا الشكل وهذه الكيفية مع إضافة لمسات أخرى تدعم هذا المشروع فاستجابة المواطن المصري ورد فعله هي الأساس في نجاح المشروع من عدمه، ولا يمكن لإنسان يعاني من ضغوط اقتصادية رهيبة زرعت بداخله الإحباط أن يستجيب لمبادرة بنائه إلا بجرعة أمل جديدة تعيد إليه الثقة وتخرجه من حالة اليأس والإحباط التي يعيشها ولن يتأتى ذلك إلا بخطاب إعلامي واع وصادق  يخاطب قلوب وعقول الناس ليخبرهم بما يدور في الداخل والخارج بكل صدق وأمانة، ويكسب ثقتهم حتى لا يستقي المواطن معلوماته من قنوات ومصادر أخرى مضللة تعمل ضد مصر  وتهدف لإسقاطها.

وبالتوازي مع ذلك يجب أن تقوم المؤسسات الدينية كالأزهر والكنيسة بدورها في بث الأمل بنفوس الناس لما لهما من مصداقية وثقة، وتدخل المدارس ومراكز الشباب ومؤسسات المجتمع المدني على الخط لتساهم بدورها في إعادة التفاؤل ورسم ملامح لصباح جديد يستنشق المحبطون نسماته  فيتجرعون الأمل من جديد.
وهنا أيضًا علينا أن نعيد التركيز على حملات مواجهة الإدمان والابتعاد عن المخدرات بصياغة جديدة تؤتي ثمارها سريعًا، وكذلك على الدولة دعم وزارة الداخلية في مواجهة تجارة المخدرات، لأن الأرقام باتت مخيفة ومستشفيات علاج الإدمان العامة والخاصة خير دليل على فداحة الأزمة، وبناء الشباب في الفئة العمرية من 18 وحتى 35 عامًا هو الأساس، ولا أتصور نجاح مشروع بناء إنسان مع شخص مدمن مهلهل نفسيًا وجسديًا، خلفه أسرة تعاني تبعات هذا الضياع.
المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان رائعة ومهمة لكنها تحتاج لصياغة رؤية مختلفة في التنفيذ تعتمد على واقع نعيشه ونلمسه وعلينا مواجهته دون خجل أو مواربة إذا أردنا حقًا نجاح عملية بناء الإنسان.
حمى الله مصر وشعبها من كل سوء.

تابع مواقعنا