الخميس 12 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"وردة الحنيّة"

الجمعة 13/سبتمبر/2024 - 06:41 م

• مفيش حد بياخد قرار إن "الحنية" تكون هي سمته الأساسية في تصرفاته مع غيره هيرجع بإيده فاضية!.. "الحنية" هي السور اللي بيحاوط أي مشاعر حلوة من أعاصير المشاكل والعك اللي بننطسّ فيهم ليل نهار.. عشان كده بيبقى فهم جزء كبير من الدنيا اللي بيفهم إن شوية حنية طالعين بصدق قادرين يسندوا القلب ويلينوا الحديد ويدوبوا جبل من تلج المشاعر ويخففوا تُقل الحياة عن القلوب.. في واحدة من القصص الإنسانية اللي تم نشرها في قسم القصص الإنسانية في جريدة "نيويورك تايمز" وتم إعادة نشرها بعد كده في أكتر من كتاب هي قصة البنت الأمريكية "مارشا".. البنت اللي كل اللي عرفها كان بيقول عليها إنها إنسانة سيئة الحظ من يومها.. ليه؟.. والدها اتوفى وهي عندها يادوب 8 سنين.. تفاصيل يوم وفاته نفسها كانت غريبة لإنهم خرجوا سوا عشان يشتروا فستان جديد ليها والفستان الوحيد اللي عجبها لما جت تقيسه لقيته واسع عليها جدًا فعيطت بشكل هيستيري لكن والدها صمم ياخدها يجيب لها آيس كريم عشان ماتروحش وهي زعلانة وبعدها أخدها على السيرك فبقى اليوم اللي كله كآبة كله فرحة وانبساط.. صحيح إنه تاني يوم الصبح والدها اتوفى بس بعد ما كان علمها درس عمرها ما نسيته وهو إزاي إن حنيته عليها في وقت زعلها غيرت مودها 180 درجة من العياط للضحك وكإنه كان حاسس بقرب وفاته بعدها بساعات فقرر إن ده يكون درس العمر للبنت.. كبرت "مارشا" وكبر معاها الدرس ولما وصلت لسن 12 سنة بقت كل يوم الصبح تلاقي وردة بيضا جاية بإسمها على باب البيت مع مندوب من المحل اللي على أول الشارع!.. فشلت كل محاولات "مارشا" عشان تعرف شخصية اللي بيبعت الوردة اليومية دي وحتى لما سألت في المحل معرفتش مين اللي بيبعتها لإن ثمنها كان بيتدفع بالفيزا من النت!.. بدأت دماغها وبسبب الفضول الأنثوي اللذيذ تشتغل وتفكر!.. يا ترى مين اللي بيبعت الوردة؟.. بطبعها "مارشا" كانت شخصية لطيفة جدًا وبتحب غيرها ودايمًا حنينة عليهم عشان كده لما جت تحصر قائمة الناس اللي هي شاكة فيهم عشان تخمن هو مين منهم تاهت كتير جدًا.. ممكن يكون زميلها الشاب الوسيم اللي معاها في المدرسة بيحبها بس مكسوف يعبر لها عن حبه خصوصًا إنها الوحيدة اللي كانت بتشجعه وهو بيلعب سلة في ماتشات مدرستهم!.. جايز.. أو ممكن تكون جارتها اللي دايمًا لما بترجع من السوق وعربيتها مليانة بالطلبات اللي اشترتها كانت "مارشا" لما تشوفها من البلكونة تنزل جرى عشان تساعدها في نقل أكياس الطلبات من العربية للبيت!.. جايز برضه.. أو ممكن يكون الراجل العجوز اللي ساكن على أول الشارع واللي كانت متعودة في الشتا تروح تطلع له الجوابات اللي موجودة في صندوق البريد الخارجي في مدخل بيته لحد شقته فوق عشان تخلّيه مايخرجش في عز البرد!.. ممكن كمان يكون صاحب الكلب اللي هي أنقذته لما شافته واقع على الأرض في نصف الشارع رجله مكسورة وشالته وراحت بيه على العيادة البيطرية ولما صاحبه رجع من الشغل كانت نظرات العرفان بالجميل ليها مالية عيونه!.. أو ممكن يطلع أي حد من ضمن ناس كتير جدًا شملتهم القائمة كانت هي في غاية الحنية معاهم.. لما طلبت من أمها تفكر معاها أمها قالتلها: (وبعد أن تعرفينه!، استمتعى بهديته فقط ولا تشغلى بالك فبالتأكيد هو شخص يرد لك الجميل لأنك كنتي في غاية الحنية معه يومًا ما).. البنت مشيت بنصيحة أمها وبدأت تنسى تدريجيًا موضوع البحث عن صاحب الوردة واكتفت بالانبساط اليومي اللي بتحس بيه لما تستلمها.. الحقيقة إن زي ما "مارشا" كانت حنينة على الناس فـ أم "مارشا" كانت هي كمان من أسباب ورث البنت للطبع الحلو ده.. في يوم كانت مروحة من المدرسة زعلانة عشان صديقها فكس لها فنامت معيطة، وصحيت من النوم لقت أمها كاتبالها بالروج الأحمر على مراية التسريحة بتاعت الأوضة: (لا تحزني، هو أحمق لأنه خسرك).. مش ده الغريب لكن الغريب إنها ماكنتش حاكية لـ أمها بس أمها حست بيها!.. مرة برضه وصباح يوم عيد ميلادها صحيت لقت أمها حاطالها بالمناسبة دي على كنبة الأوضة بتاعتها الفستان الأبيض القصير المنفوش إياه اللي كانت شافته ونفسها فيها زمان خصوصًا إن دلوقتي جسمها بقى أكبر والفستان يليق عليه!.. أمها مانسيتش موضوع الفستان!.. والدة "مارشا" اتوفت في بداية يناير 2010، وهو نفس التاريخ اللي توقف فيه إرسال الوردة البيضا اليومية!.. بس "مارشا" ما بطلتش توزع حنية على الناس. 

 

• الحنية زى السحر.. كرم رباني بيختص بيه ربنا بعض عباده عشان تكون الصفة دي هي دايرة النور اللي مصاحباهم في كل خطاويهم وبتشاور للناس عشان تقول لهم فلان ده شخص استثنائي لإنه "حنيّن".. الحنية مابتتشحتش، مابتتقلدش، ومابتتفرضش.. اللي اتولد حنين هيكمل كده، واللي اتولد قاسي برضه هيكمل كده.. الشخص الحنين "الحنية" بالنسباله منهج، وطريق.. بيتأثر.. بيتوجع لما بيكون سبب دموع غيره.. أذيته لغيره شيء مش سهل وخط أحمر بالنسباله.. د."أحمد خالد توفيق " قال: (الشخص الحنون لا يفرق بين إعطاء الحنان وتلقيه).. شوية حنية مش هيخسروك حاجة بس هيخلّوا غيرك يكسب كتير.

تابع مواقعنا