الأحد 10 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من كلاشينكوفا إلى جسور الشرق.. الروسية آنا كنيشينكو تروي لنا قصتها مع مصر والعرب

آنا كنيشينكو ومحمد
سياسة
آنا كنيشينكو ومحمد جمال صحفي القاهرة 24
الأربعاء 23/أكتوبر/2024 - 03:19 م

"أحيانا أنسى أنني روسية".. كانت هذه الكلمات القصيرة التي بدأت بها آنا كنيشينكو الإعلامية الروسية ومقدمة البرامج بقناة روسيا اليوم، في حوارها معي، عندما بادرتها بالسؤال "هل تتحدثين اللغة الروسية يا آنا؟".. نظرًا لما لمسته لديها من طلاقة ومعرفة قوية باللغة العربية ولهجاتها المختلفة وإتقانها بشكل كبير.. وكأنها ولدت هنا وعاشت هنا، لتروي لنا بعد ذلك قصة طويلة من العشق والحب الخالص لمصر والعرب، منذ نعومة أظفارها.

رحلة آنا كنيشينكو الإعلامية والعرب

من كلاشينكوفا إلى جسور الشرق.. آنا كنيشينكو التي تعمل في قناة روسيا اليوم RT منذ نحو ستة عشر عاما مراسلة ومحررة ومعدة ومنتجة ومقدمة برامج، قدمت خلالها تغطيات وبرامج كبيرة حظيت بإعجاب كبير ومتابعة قوية لدى المجتمع العربي، كان أبرزها برنامج "كلاشينكوفا.. أسرار السلاح الروسي" الذي نال شهرة ومتابعة كبيرة لدى الجمهور العربي، وصولا إلى مشروعها الكبير وبرنامجها الخاص الذي يلمس التقارب العربي الروسي متعدد الأوجه وهو "جسور نحو الشرق.. روسيا - العالم العربي"، والذي يتركز على العلاقات العربية الروسية في مختلف المجالات، ويتم الآن تصوير وعرض حلقات خاصة من البرنامج لكل الدول العربية تباعا.. وحديثنا اليوم على هامش عرض الحلقة الخاصة بمصر من البرنامج.. والتي تم عرضها مساء الثلاثاء، بمسرح البيت الروسي بالقاهرة، بحضور آنا وفريقها ومسؤولي السفارة والبيت الروسي بالقاهرة، وعدد من المسؤولين والمفكرين المصريين والصحفيين والإعلاميين.

آنا كنيشينكو ومحمد جمال صحفي القاهرة 24

وإلى نص حوارنا مع آنا كنيشينكو:

حدثينا عن تطور العلاقات المصرية الروسية خاصة في ظل رئاسة السيسي وبوتين؟

العلاقات المصرية الروسية هي علاقات منذ القدم، ولكن في العقدين الماضيين شهدنا تطورا ملموسا لهذه العلاقات، فقد لاحظنا عدد الزيارات المتبادلة بين الرئيسين السيسي وبوتين، واليوم الرئيس السيسي في كازان، وهذه خطوة مهمة جدا بعد انضمام مصر لمجموعة البريكس، وهذا يعطي دفعة جديدة لتطوير العلاقات بين القاهرة وموسكو وباقية دول المجموعة، وكما ذكرت هذه العلاقات بين بلدينا تعود لقرون، وحتى القنصلية المصرية الأولى في روسيا فُتحت في نهاية القرن الثامن عشر، وطبعا كان هناك تبادل ثقافي  كبير بين البلدين.

نتحدث مثلا عن قصة الرحالة الروسي والمؤرخ والكاتب الشهير أندريه رمبيوف، الذي سافر إلى مصر وشاهد تمثالين لأبو الهول العظيم، وكتب رسالة للسفير الروسي، رسالة قال فيها إنه يجب أن نشتري هذين التمثالين لتطوير الثقافة الروسية، وهذه الرسالة وصلت إلى الإمبراطور نيكولاي الأول وشاهد الرسالة واستشار أكاديمية الفنون الروسية، ليأخذ رأيهم في شراء التمثالين، فقالوا إن هذا أمر ضروري، فهناك في روسيا هوس بالمصريات والثقافة المصرية ومصر القديمة، وبالفعل اشترينا التمثالين وهي موجودة منذ سنة 1834 على كورنيش نهر نيفا بوسط مدينة سان بطرسبورج، وأصبحت رمزًا من رموز المدنية، فالعلاقات هنا طويلة ومتنوعة، أما اليوم فمصر وروسيا في قطب واحد من حيث العلاقات السياسية والجيوسياسية والاقتصادية، وكذلك من حيث المعايير الاجتماعية والأساسية المتنوعة، ولذلك نعمل على تطوير العلاقات في جميع المجالات.

ماذا عن أوجه التشابه بين الشعبين المصري والروسي من وجهة النظر الروسية؟

أوجه التشابه بيننا متعددة، لأن هناك عددًا كبيرًا جدا من السياح الروس في مصر.. لماذا؟ ليس فقط من أجل البحر والشمس الدافئة، بل لأن الروس في مصر يشعرون كأنهم في البيت، لأن هناك تقاربًا كبيرًا بين الشعبين المصري والروسي، وبالفعل نحن نتشابه أيضا في المعايير الأخلاقية والتفاهم المشترك لمفهوم الأسرة وحب الوطن وخدمة الله.. هذه الأشياء التي أصبحت اليوم في الغرب غير مهمة، فالغرب يريد فرض رؤيته علينا في العالم.. وهذه رؤية غريبة علينا، فنحن نؤمن بأن نحافظ على العالم التقليدي والأسرة والأطفال والحب بين الشعوب والتسامح السلمي.

ولذلك نحن مع المصريين متشابهون جدا في هذه الأشياء، لذلك فالعنصر المهم المشترك بيننا المصريين والروس هو دفء القلب، فنحن بالنهاية أناس طيبون ونفكر في الحياة، فمثلا التأثير المتبادل بين الأدب الروسي والمصري، نحن ذهبنا إلى موسكو أثناء تسجيل الفيلم، لنسأل الناس حول معرفتهم عن مصر، واستغربت عندما وجدت الناس يعرفون الكثير عن مصر، فهم يعرفون نجيب محفوظ، ويعرفون الفنانين مثل عمرو دياب وداليدا، ويعرفون المشروعات المشتركة مثل السد العالي والضبعة، فهذه حقائق مهمة جدا ودليل على وجود تقارب بين روسيا ومصر والعلاقات المستمرة والمتطورة.

آنا كنيشينكو ومحمد جمال صحفي القاهرة 24

حدثينا عن مشروع جسور الثقافي وفكرته والفيلم الذي تم عرضه عن مصر؟

فكرة جسور ولدت منذ سنتين تقريبا، فكنا نريد أن نعرضه للجمهور الروسي والعربي لأنه مشروع باللغتين منذ البداية، ويتم بثه باللغة الروسية والعربية، لنعرض للجمهور أهمية التعاون والعلاقات بين روسيا والعالم العربي، لذلك ذهبنا لعدة دول عربية، فقد صورنا حلقات في الجزائر ومصر وسوريا وقريبا في الإمارات والسعودية إن شاء الله، وخطوة خطوة سنصور في كل دولة عربية، لنعرض العلاقات بين روسيا والدول العربية، لأن بالفعل العلاقات قوية جدا، وروسيا الآن تتجه نحو الشرق، نحو الشركاء التقليدين، الشركاء الاستراتيجيين منذ زمن، ومصر طبعا من أهم هؤلاء الشركاء.

كيف يمكن لبرنامج جسور أن يخدم فكرة التعددية القطبية التي تتبناها روسيا والاتجاه لدول الجنوب؟

هذا أمر مهم جدا، ونأمل أن يساهم برنامج جسور في تحيق هذا الهدف، لأن روسيا مع هذه الفكرة منذ البداية، لتشكيل عالم متعدد الأقطاب ونسير في هذا الاتجاه، وقمة بريكس الآن في كازان مهمة جدا في هذا التوقيت، لأن مبادئها تقوم على الاحترام المتبادل والتعامل مع الدول الأخرى على أساس مبدأ العدل والمساواة، لذلك هناك العديد من الدول الآن تريد أن تصبح أعضاء في المجموعة نظرا لذلك.

ونحن في برنامج جسور نستضيف الشخصيات الكبيرة من روسيا ودول أخرى، فهم يتحدثون عن آرائهم في تنظيم العالم الجديد، عالم متعدد الأقطاب، لذلك نحن في جسور نمنح منصة لهؤلاء الخبراء، ليعبروا عن آرائهم، ولذلك هذا يساهم في النهاية في منح دفعة للمشاهد حول كيفية تشكيل عالم متعدد الأقطاب، ونحاول في البرنامج أن نعرض للروس والعرب كيف سيكون الهيكل الجديد للعالم.

آنا كنيشينكو ومحمد جمال صحفي القاهرة 24

قمة بريكس في كازان حديث العالم.. كيف تنظرين للوجود المصري في القمة والتطلعات للنتائج؟

بالتأكيد الوجود المصري في قمة بريكس عنصر مهم لتطوير التكتل، والآن أصبحت البريكس مجموعة مهمة جدا في العالم، من حيث الناتج المحلي الإجمالي وعدد السكان، حيث تنافس مجموعة 7 G و20G، ودول بريكس أصبحت الآن قوة كبيرة وهذه البداية فقط، ومثلا الآن من أهداف قمة بريكس بلورة آلية شفافة لتبادل المعلومات المصرفية والتنسيق بين البنوك للدول التي تشارك في المجموعة، في ظل الحديث عن التعامل بالعملات الوطنية لتكون بديل للدولار، فلا يمكن أن نستمر في التعامل بالدولار في ظل سياسة الولايات والمتحدة والغرب ونحن نرفض ذلك.

ووجود مصر في بريكس مهم جدا، لأنه هذا يمنح فرص جديدة للتعاون بين مصر وروسيا ومع الدول الأخرى الأعضاء في المجموعة، وكما قال الرئيس السيسي فإن مشاركة مصر في بريكس يمكن أن يفتح مجالات أوسع، ومصر قد تصبح بوابة لاستثمارات روسيا ودول أخرى في إفريقيا.

في النهاية.. حدثينا عن تجربتك الإعلامية المتنوعة في روسيا اليوم

أنا كنت أحلم صراحة أن أصبح صحفية منذ الطفولة، واختيار اللغة العربية كان من أهم الخطوات في حياتي، لأن هذا الخيار منحني الكثير من الفرص والآفاق من حيث العمل، فالعمل في روسيا اليوم مهم جدا، فقدت عملت محررة ومراسلة ومنتجة.. عملت في كل شيء، ولذلك ربما هو سر من أسرار النجاح للبرامج التي نصورها والتقارير الإعلامية، لأن أنت عندما تعرف المهنة من كل جانب هذا يمنحك آفاق أوسع، فعندما تشتغل كمراسل تريد أن تسافر لدول أخرى وتغطي ملفات مختلفة وتصبح خبير بكل هذا الأشياء، وربما في يوم ما تكون لديك فرصة لإجراء مقابلات مع الأشخاص المهمين وأصحاب القرار، مثلا عندما أجريت مقابلة العام الماضي مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ومثلا فرصة الحوار المطول مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، فعندما تتحدث مع القادة والزعماء هذا يمنحك فرصة لمعرفة أكثر بالعالم وكيف هو العالم، وأيضا العمل في تغطية المجال العسكري عندما كنت أشتغل في برنامج كلاشينكوف، كنت أسافر لأماكن مختلفة مع الجيش الروسي وحضور تدريبات عسكرية، فهذه فرصة لرؤية هذه الفاعليات من الداخل ليس فقط كمشاهد ومتابع للأخبار، فهذه المتابعة مختلفة وتعطيك خبرة في الحياة بشكل عام.

آنا كنيشينكو
تابع مواقعنا