دعاء للوالد المتوفى.. كيف ترفع درجة والدك في الجنة بعد موته؟
يستهدف كل دعاء للوالد المتوفى تحصيل منافع أخروية تجعل ثواب الأب عظيمًا، بل وبالدعاء يُرفع الكثير من الحساب والعقاب لدرجة أن الأب قد يرتقي إلى أعلى درجات الجنة بسبب دعاء ابنه له، ولا فرق هنا بين الأبناء الذكور والإناث، لذلك نعرض عبر القاهرة 24 نماذج دعاء للوالد المتوفى والهدف منها، وكيف دعا النبي صلى الله عليه وسلم للموتى؟.
دعاء للوالد المتوفى
يقصد من أي دعاء للوالد المتوفى غاية في نفس الداعي، فالهدف من الدعاء للميت يكون دائمًا تحقيق ما يجعله سعيدًا في الحياة الآخرة وما يقربه من الله عز وجل، وأبرز تلك الأهداف المغفرة والرحمة، وهما مفتاحا الجنة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته".
كما أن دعاء الابن لوالده بالمغفرة والرحمة يكونان سببًا في ارتقائه أعلى مراتب الجنة، وهذا ما أثبته الحديث النبوي الصحيح إنَّ اللهَ ليرفعُ الدرجةَ للعبدِ الصالحِ في الجنةِ فيقولُ يا ربِّ من أينَ لي هذا فيقولُ باستغفارِ ولدِكَ لكَ.

وفيما يلي نستعرض نماذج من دعاء للوالد المتوفى مع بيان القصد منه:
- اللّهُم يا غافر الذنب ويا قابل التوبة اغفر لأبي ما تقدم من ذنبه، وما تأخر فأنت الغفور الرحيم، (الاستغفار الشامل لذنوب الأب)
- اللّهُم إنّك غفّار الذنوب فاغفر لأبي جميع ذنوبه وتجاوز عن سيئاته وارفع درجاته في الجنة وأبدله دارًا خيرًا من داره وأهلا خيرا من أهله، (طلب الرقي لأعلى درجات الجنة بالمغفرة)
- اللّهُم إن كان لأبي ذنب فأنت غني عن عذابه وأنت القائل "ويعفو عن كثير"، فاغفر له واعفُ عنه وأنت العزيز الكريم، (طلب العفو حتى مع وجود معصية سابقة)

- اللّهُم إن كان أبي محسنًا فجازه بإحسانه إحسانًا، وإن كان أبي مسيئًا فجازه عن الإساءة عفوًا وغفرانًا إنّك على كل شيء قدير. (رجاء التجاوز عن السيئات)
- اللّهُم يا بديع السموات والأرض يا أحد يا صمد اغفر لأبي المتوفى، وارحمه إنّك أنت الغفور الرحيم. (دعاء بالتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى)
- اللّهُم إنّي أسألك في آخر ساعة من يوم الجمعة أن تغفر لوالدي وأن تدخله في رحمتك يا غفور يا رحيم. (استغلال فضل يوم الجمعة في الدعاء)
- اللّهُم إنّك قلت ادعوني أستجب لكم وها أنا أدعوك يا رب أن تغفر لوالدي الذي فارقنا بجسده ولم يفارقنا بروحه، اللّهُم اغفر له وأدخله جنة نعيم. (التوسل إلى الله بقوله تعالى والاستشفاع به)
- اللّهُم اغفر له وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم. (دعاء عام يشمل كل ما قد يجهله الداعي عن ذنوب والده)
- اللّهُم يا حنان يا منان أكرم أبي بعظيم جودك وغفرانك فأنت الغني عنه وهو الفقير إليك. (بيان شدة حاجة الميت وفقره إلى الله)

دعاء للأب المتوفى من السنة
من أحب ما يستعان به في دعاء للوالد المتوفى، هو دعاء للأب المتوفى من السنة النبوية المشرفة، إذ حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء للموتى عمومًا، وشدد على الدعاء للأب من قبل أبنائه بل ووصف ذلك امتداد لعمل الميت بعد موته.
وجاء في الحديث الشريف: "إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له"، لذلك فإن أي دعاء للوالد المتوفى يردده أبنائه هو امتداد لعمله الصالح في الدنيا وبر له بعد وفاته.
وقد ورد في أحاديث صحيحة عدد من الأدعية التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاة آخرين نوردها بنص الحديث كاملا كالتالي:

- عن عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- قال: (صَلَّى رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ- علَى جِنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِن دُعَائِهِ وَهو يقولُ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عنْه، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ، قالَ: حتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذلكَ المَيِّتَ.
- عن عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خرج إلى البقيع فسلَّم على أهله ثمّ قال: (اللَّهُمَّ لا تَحرِمْنا أجْرَهم، ولا تَفتِنَّا بعدَهم).

- عن عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- قال: (كانَ -يعني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- إذا فرغَ مِن دَفنِ الميِّتِ وقفَ عليهِ فقالَ استغفِروا اللهَ لأخيكُم وسلوا لَه التَّثبيتَ فإنَّهُ الآنَ يُسألُ).[٧][٨] عن بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- في الحديث الذي يتكلَّم عن توبة ماعز -وهو أحد الصحابة- من الزِّنا واعترافه بذنبه وطلبه من رسول الله أن يُقيم عليه الحد، فقد قال رسول الله بعد دفنه: (اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بنِ مَالِكٍ، قالَ: فَقالوا: غَفَرَ اللهُ لِمَاعِزِ بنِ مَالِكٍ، قالَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: لقَدْ تَابَ تَوْبَةً لو قُسِمَتْ بيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ).
- عن أمِّ سلمة -رضي الله عنها- أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دعا لأبي سلمة عند موته بقوله: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ له فِيهِ)، وفي رواية قال: (وَاخْلُفْهُ في تَرِكَتِهِ، وَقالَ: اللَّهُمَّ أَوْسِعْ له في قَبْرِهِ وَلَمْ يَقُلْ: افْسَحْ له).


