معجزات أواخر سورة البقرة.. 8 أحاديث صحيحة في فضلها
جاء الكثير من الفضل حول أواخر سورة البقرة فيما تداولته كتب الحديث والتفسير، وقد خص الله هاتين الآيتين بالمزيد من الخصوصية، إذ يستعان بها كل يوم لطلبي ما يعين المسلم على مصاعب الحياة والبلاءات والتحصين أيضًا من الشرور الظاهرة والخفية، وإلى جانب أن الآيتين وردتا في سورة مباركة إلا أن لهما فضل خاص كشفت عنه 8 أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقدم القاهرة 24 معلومات قيمة عن أواخر سورة البقرة وأدلة فضلهما ومعنى ما جاء فيهما.
أواخر سورة البقرة
تحمل أواخر سورة البقرة، ما يحتاجه المسلم في يومه من أجل التيسير وحسن إدارة المصاعب والأزمات المتوقعة، وهي آيتين تحملان تضرعا لله تعالى بمطالب مباشرة تبدأ بالاعتراف بالإيمان الموجب لاستجابة تلك الأدعية.
وعن أنس بن مالك، قال: لما نزلت هذه الاَية على النبي صلى الله عليه وسلم {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} قال النبي صلى الله عليه وسلم: "حق له أن يؤمن" ثم أخبر عن الجميع فالمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد لا إله غيره، ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة، لا يفرقون بين أحد منهم.

وفي تفسير ابن كثير، فإن المؤمنون يتمثلون لقول الله تعالى ويصدقونه ويعملون به، طالبين للمغفرة والرحمة واللطف، وعن حكيم، عن جابر، قال: لما نزلت أواخر سورة البقرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جبريل: إن الله قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك فسل تعطه، فسأل {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} إلى آخر الآية.
والتكليف قدر السعة، أي أي لا يكلف الله أحدًا فوق طاقته، وهذا من لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم، وقال ابن كثير أن تلك الآية تنسخ وترفع ما كان أشفق منه الصحابة في قوله {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}.
وقوله {لها ما كسبت} أي من خير {وعليها ما اكتسبت} أي من شر، ثم قال تعالى مرشدًا عباده إلى سؤاله، وقد تكفل لهم بالإجابة كما أرشدهم وعلمهم أن يقولوا {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} أي إن تركنا فرضًا على جهة النسيان، أو فعلنا حرامًا كذلك، أو أخطأنا جهلًا منا بالشرع.
وقد ورد عن ابن عباس، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، وقوله {ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا} أي لا تكلفنا من الأعمال الشاقة وإن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية قبلنا، {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} أي من التكليف والمصائب والبلاء لا تبتلنا بما لا قِبل لنا به.

فوائد أواخر سورة البقرة
بعد فهم دلالات أواخر سورة البقرة، نتعرف على فوائد أواخر سورة البقرة من خلال أحاديث 10 صحيحة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم كالتالي:
- تكفي العبد أمر دينه ودنياه: عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال "من قرأ الاَيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".
- خاصة بأمة محمد فقط: عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي.
- براءة من الشرك: عن عبد الله، قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهى به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السابعة، إليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها، قال {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: فراش من ذهب، قال: أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئًا المقحمات.
- عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضلنا على الناس بثلاث أوتيت هذه الاَيات من آخر سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش، لم يعطها أحد قبلي، ولا يعطاها أحد بعدي".
- تطرد الشياطين: عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرأ بهن في دار ثلاث ليال فيقر بها شيطان".
- كنز للتحصين الكامل:عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ سورة البقرة وآية الكرسي ضحك وقال: "إنهما من كنز الرحمن تحت العرش".
- عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش والمفصل نافلة".
- نور وهداية لقارئها: عن ابن عباس، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل إذ سمع نقيضًا فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء، فقال له: "أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ حرفًا منهما إلا أوتيته".

آخر آيتين من سورة البقرة مكتوبة
لا تنسى إذًا قراءة آواخر سورة البقرة كل يوم في أذكار المساء وقبل النوم، وفيما يلي نعرض آخر آيتين من سورة البقرة مكتوبة بالتشكيل، وهما الآيتين رقم 285 - 286 من سورة البقرة:
﴿ ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ (286) لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾


