أقوال عن الصبر والفرق بينه وبين الرضا.. أجمل عبارات من السلف الصالح

نقدم أقوال عن الصبر، وهي من أهم الأقوال المأثورة التي نوضحها بالمقتطفات والاقتباسات الرائعة الواردة عن السلف الصالح، فقد ذُكر الصبر في القرآن الكريم في 103 موضعا، جاء في واحد وأربعين موضعا بصيغة الاسم، من ذلك قوله عز وجل من سورة البقرة، "واستعينوا بالصبر والصلاة".

بينما جاء الصبر في اثنين وستين موضعا بصيغة الفعل، من ذلك قوله سبحانه من سورة آل عمران، "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا"، فضلا عن ورود الصبر في العديد من الأحاديث النبوية المطهرة، ومن منطلق أهمية الصبر وفضل التصبر، نوضح لكم أقوال عن الصبر والفرق بينه وبين الرضا.

أقوال عن الصبر

يهتم ملايين الأشخاص بالاطلاع على أقوال عن الصبر، وهو من أعظم الفضائل التي يحث عيها الدين الإسلامي، فالصبر سلاح المؤمن القوي، ودرعه الواقي في مواجهة تحديات الحياة ومصاعبها، كما أن الصبر امتثالا واقتداء بالأنبياء والرسل، فقد صبروا جميعا على الأذى والابتلاء، وكان صبرهم مفتاحًا لنصرهم ونجاحهم، مع العلم أن للصبر أنواعا عديدة، فإما أن يكون صبر على الطاعة، أو صبر عن المعصية، أو صبر على الابتلاء.

وأجمل أقوال عن الصبر، قالها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث الشريفة، فقال النبي لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "واعلم أنَّ في الصبرِ على ما تكرَهُ خيرًا كثيرا، وأنَّ النصرَ مع الصبرِ، وأن الفرجَ مع الكربِ، وأنَّ مع العسرِ يسرًا"، وقال النبي ﷺ في حديث آخر رواه مسلم " والصبر ضياء"، كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام " ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاءً خيرًا من الصبر".

وعلى الأشخاص الذين يشعرون بالحزن تجاه أقدارهم، أن يطلعوا على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الصبر، فقال النبي ﷺ في حديث صحيح "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"، ومن أقوال السلف الصالح عن الصبر، ما قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بَادَ الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له".

ومن أقوال عن الصبر للسلف الصالح:

• عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه: "إنَّ أفضَل عَيشٍ أدرَكناه بالصَّبرِ، ولو أنَّ الصَّبرَ كان مِنَ الرِّجالِ كان كريما".
• خالدُ بنُ الوليدِ يقولُ: "يا أهلَ الإسلامِ، إنَّ الصَّبرَ عِزٌّ، وإنَّ الفشَل عَجزٌ، وإنَّ مَعَ الصَّبرِ النَّصرَ".
• قال عَليُّ بنُ الحُسَينِ لابنِه: "يا بُنيَّ، اصبِرْ على النَّائِبةِ، ولا تَتَعَرَّضْ للحُقوقِ، ولا تُجِبْ أخاك إلى شَيءٍ مَضرَّتُه عَليك أعظَمُ مِن مَنفعَتِه له".
• عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ وهو على المِنبَرِ: "ما أنعَمَ اللهُ على عَبدٍ نِعمةً فانتَزَعَها منه، فعاضَه مَكانَ ما انتُزِعَ مِنه الصَّبرَ، إلَّا كان ما عَوَّضَه خَيرًا مِمَّا انتَزَعَ مِنه، ثُمَّ قَرَأ: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيرِ حِسَابٍ".
• عن إبراهيمَ التَّيميِّ قال: "ما مِن عَبدٍ وهَبَ اللهُ له صَبرًا على الأذى، وصَبرًا على البَلاءِ، وصَبرًا على المَصائِبِ، إلَّا وقد أوتيَ أفضَلَ ما أوتيَه أحَدٌ بَعدَ الإيمانِ باللهِ".
• قال مَيمونُ بنُ مِهرانَ: "الصَّبرُ صَبرانِ: الصَّبرُ على المُصيبةِ حَسَنٌ، وأفضَلُ مِن ذلك الصَّبرُ عنِ المَعاصي".
• قال زيادُ بنُ عَمرٍو: "كُلُّنا نَكرَهُ المَوتَ وألمَ الجِراحِ، ولكِنَّا نتفاضَلُ بالصَّبرِ".
• قال عُمَرُ بنُ ذَرٍّ: "من أجمَعَ على الصَّبرِ في الأُمورِ فقد حَوى الخَيرَ، والتَمَسَ مَعاقِلَ البِرِّ وكمالَ الأُجورِ".
• قال مالِكُ بنُ دينارٍ: "ما مِن أعمالِ البرِّ عَمَلٌ إلَّا ودونَه عَقَبةٌ؛ فإن صَبرَ صاحِبُها أفضَت به إلى رَوحٍ، وإن جَزِعَ رَجَعَ".
• قال سُفيانُ الثَّوريُّ فيما أوصى به عَليَّ بنَ الحَسَنِ السُّلميَّ: "عَليك بالصَّبرِ في المواطِنِ كُلِّها؛ فإنَّ الصَّبرَ يجُرُّ إلى البرِّ، والبِرَّ يجُرُّ إلى الجَنَّةِ، وإيَّاك والحِدَّةَ والغَضَبَ؛ فإنَّهما يجُرَّانِ إلى الفُجورِ، والفُجورُ يجُرُّ إلى النَّارِ".

كلام عن الصبر والثقة بالله

ومن ضمن أقوال عن الصبر أيضا، لا تنتهي العبارات التي تجسد فضل الصبر، فالصبر من أسباب رضا الله عن العبد، وقد والله عز وجل عباده الصابرين بأجر عظيم في الدنيا والآخرة، ولكن على العبد أن يتصبر بدون سخط، بل يتخذ صبره قربة للتقرب إلى الله تعالى، حتى يكون صبره سببا للفوز بالجنة، وقد روي عن الإمام أحمد قوله: "الصبر نصف الإيمان؛ فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر"، ومن أقوال عن الصبر والثقة بالله نوضح ما يلي:

• لَو لمْ يوجد الألم لما وُجِدَ الصبر، ولو لَمْ يوجد الصبر لما وُجِدَت الفضيلة.
• ما أتعس من لا يملك شيئًا من الصبر، إن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا.
• لا يعني الصبر أن تتحمل المصاعب سلبًا، بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية للصبر.
• ماذا يعني الصبر؟ إنه يعني أن تنظر إلى الشوكة، وترى الوردة، أن تنظر إلى الليل، وترى الفجر.
• إن عشاق الله لا ينفد صبرهم مطلقًا، لأنهم يعرفون أنه لكي يصبح الهلال بدرًا، فهو يحتاج إلى وقت.
• الصبر هو التسليم بأن الأمور ممكن أن تتحقق بترتيب يختلف عن الذي تظنه في عقلك.
• بقليل من العقل السليم، وقليل من الصبر، وقليل من حس النكتة، يمكننا العيش بسلاسة على هذا الكوكب.
• واصبر فإن الصبر عند الضيق متسع.
• أهم شيء في الحياة هو الصبر- ليس الحُب – الحُب لا يمكن أن يستمر طويلًا.
• قد يأتينا السلامُ في النّهاية، لكنه لن يأتي حتى ينفذ الصبر، فإن فاقد الصبر قنديل بلا زيت.
• إنْ صَبرتَ جَرَى عليكَ القلمُ وأنت مأجورٌ، وإنْ جَزعتَ جَرَى عليكَ القلمُ وأنت مأزور.
• المصيبةُ واحدةٌ، فإن جَزِعَ صَاحبُها فهما اثنتين، يعني: فَقدَ المُصَاب وفَقدَ الثَّواب.

حكم عن الصبر والصمت

وأخيرا نقدم لكم حكم عن الصبر والصمت، فللصبر مراتب عديدة وهو يختلف عن الرضا، ولكن وبإجماع الأئمة فإن الصبر واجب، ولكن الرضا مستحب، فالرضا مرتبة عالية لا يأثم من لم يقدر على الوصول لها، ولكنه مطالب بمجاهدة النفس والشيطان حتى لا يسخط، وبالرجوع إلى الصبر، فالصبر هو أن يمنع الإنسان نفسه من فعل شيء، أو قول شيء يدل على كراهته لما قدره الله، ولما نزل به من البلاء.

وبالتالي فلابد أن يكون الصمت مرافقا للصبر، فالصابر يمسك لسانه عن الاعتراض على قدر الله، وعن الشكوى لغير الله، ويمسك جوارحه عن كل ما يدل على الجزع وعدم الصبر، كاللطم وشق الثياب وكسر الأشياء وضرب الرأس في الحائط وما أشبه ذلك، وعن الصبر قال ابن القيم " الصبر: حبس اللسان عن الشكوى الى غير الله، والقلب عن التسخط، والجوارح عن اللطم وشق الثياب ونحوها"، وأما الرضا وأما الرضا، فهو صبر وزيادة، فالراضي صابر، بل ويتلذذ بقضاء الله، لا يتألم به.

• اصبر قليلًا فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.
• اصبر لكل مُصِيبةٍ وتجلًّدِ واعلم بأن الدهر غير مُخَلَّدِ.
• التأني من الرحمن والعجلة من الشيطان.
• الجزع عند المصيبة مصيبة.
• الرمد أهون من العمى.
• الصبر صبران: صبر على ما تكره وصبر على ما تحب.
• الصبر عند الصدمة الأولى.
• الصبر مفتاح الفرج.
• إن السماء تُرْجَى حين تحتجب.
• إن الله يمهل ولا يهمل.
• إن غدًا لناظره قريب.
• أنا الغريق فما خوفي من البلل.
• بالتأني تُدْرَكُ الفُرَصُ.
• دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسًا بما حكم القضاء.
• دواء الدهر الصبر عليه.
• صبرك عن محارم الله أيسر من صبرك على عذاب الله.
• صبري على نفسي ولا صبر الناس عليّ.
• عش رجبا ترى عجبًا.
• في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.