كلمات تجلب لك النحس.. دعاء الرزق والتوفيق لماذا قد لا يُستجاب؟
يلاحظ البعض أنهم يدعون بـ دعاء الرزق والتوفيق، لكنهم يجدون الأبواب مغلقة والرزق ضيق، فيظنون عدم استجابة دعائهم، ولكن المفاجأة أن الإنسان يمكن أن يجلب لنفسه الشرور والأزمات بسبب لسانه وما يعتقده، كيف يحدث ذلك وما هو دعاء الرزق والتوفيق المستجاب؟ هذا ما نناقشه عبر القاهرة 24.
دعاء الرزق والتوفيق
يعد دعاء الرزق والتوفيق، أحد وسائل العبد لطلب الخير وتحسين مستواه المادي والعلمي والاجتماعي، فكل ما يتنعم به الإنسان من نعم هو رزق له، وكل ما يتيسر له من أمور هو بتوفيق من الله تعالى، ولكن هل يتدخل الإنسان في جلب الخير أو الشر لنفسه؟.
شرح الدكتور أيمن الحجار، الباحث بمشيخة الأزهر، في لقاء تليفزيوني له، حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، حينما قالت البلاء موكل بالمنطق، في الأثر الذي نقله ابن عباس رضي الله تعالى بإسناد صحيح، مشددًا على أن ما يقوله الإنسان يقع ويتحقق سواء شرًا أو خيرًا.
وحذر من بعض الكلمات التي تجلب لصاحبها البلاء والشرور، كأن يقول أحدهم "أنا حظي وحش" أو ما شابه من أقوال تشائمية، لأن الملائكة تؤمن على هذا القول فيتحقق وكأنه بمثابة دعاء باستمرار سوء الحظ.

في المقابل، حث الشيخ أيمن الحجار على من يلتزمون بكلمات طيبة حتى في أصعب المواقف مثل أن يقول أحدهم "أنا ربنا ساترها معايا أو دايما ربنا بياخد بايدي أو ما بيتركني في وقت الشدة، مشددًا أن هؤلاء نجدهم بالفعل يخرجون من أزمات ومشكلات بفرج الله ويعيشون في ستر ونعمة.
وأرجع سبب تلك الظاهرة إلى حسن الظن بالله تعالى كما قال المولى عز وجل "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي"، فما يقوله الإنسان يعبر عن معتقداته وقناعاته.
وحذر من أن يوقع الإنسان نفسه في الشر بسبب كلمات لا يحسبها، وقد جاء عن كثير من أهل العلم أن البلاء موكل بالمنطق حتى أن إبراهيم النخعي عندما كان يتعرض لسوء أو مرض يقول "أخاف أن أتكلم فابتلى بهذا".
ونصح كل مسلم بأن يتعامل مع حياته وفقًا للمنهج الرباني وهو المعتمد على التفاؤل بالخير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا طيرة وخيرها الفأل، قال: وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم".
وفيما يلي نماذج دعاء الرزق والتوفيق:
- لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، يا حيُّ يا قيّوم برحمتك أستغيث، إنّي مسّني الضّرّ وأنت أرحم الرّاحمين.
- اللّهُم لا سهل إلّا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلًا، استودعتك أموري كلها، فوفّقني لما تحبّه وترضاه يا أكرم الأكرمين.
- اللّهُم إنّي توكّلت عليك، وسلّمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
- اللّهُم افتح لنا خزائن رحمتك، اللّهُم رحمة لا تعذّبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقًا حلالًا طيبًا، ولا تحوجنا ولا تُفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكرًا، وإليك فقرًا وفاقة، وبك عمّن سواك غنىً وتعفّفًا.

- اللّهُم ارزقني التوفيق، وزدني علمًا وعملًا صالحًا، واجعلني من المتّقين المخلصين.
- ربِّ أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا.
- ربِّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني، يفقهوا قولي.
- اللّهُم يا فارج الهمّ، وكاشف الغمّ، مجيب دعوة المضطرّين، رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
- اللّهُم إنّي أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبّتني وثقّل موازيني، وحقّق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة.
- اللّهُم إني أسألك الطّيّبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني.

دعاء الرزق المستجاب
وحول دعاء الرزق المستجاب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ فقال: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ! يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتعلمهنَّ".
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم للرزق “اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجد”، و"اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ".

وورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله “اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاء، وتنزعُ الملكَ ممن تشاء، وتُعِزُّ مَن تشاء، وتذِلُّ مَن تشاء، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قدير، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاء، وتمنعُ منهما من تشاء، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك”، وكذلك “اللهم أَغْنِني من الفقرِ واقضِ عني الدَّينَ وتوفّني في عبادتِك وجهادٍ في سبيلِك”.


