دعاء المظلوم على الظالم سريع الإجابة.. لماذا تأخر عقابه أفضل للمظلوم؟

من عظيم لُطف الله أن دعاء المظلوم على الظالم سريع الإجابة وليس بينه وبين الله حجاب، وهو من الأدعية التي تتميز عن غيرها في مكانتها عند الله عز وجل، فقد حرم الله تعالى الظلم عن نفسه وجعله بين الناس محرمًا، ومن يرتكبه يتوعده الله بعقاب شديد، وعبر القاهرة 24 نتحدث عن دعاء المظلوم على الظالم سريع الإجابة ولماذا يعد تأخر العقاب أمر سيء للظالم؟.

دعاء المظلوم على الظالم سريع الإجابة

لا شك أن دعاء المظلوم على الظالم سريع الإجابة، فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تُحمل على الغمام؛ يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين، لذلك فإن انتقام الله تعالى من الظالم أشد وأكبر مما قد يستطيع المظلوم فعله للاقتصاص من الظالم. 

ينصح العلماء كل مظلوم بصلاة ركعتين للحاجة بنية رفع الظلم عن النفس، ثم قول حسبي الله ونعم الوكيل وأفوض أمري إلى الله بنية النصر على الظالم والاقتصاص منه، وقد أثبتت العديد من الأحاديث الشريفة أن دعاء المظلوم على الظالم سريع الإجابة.

وثبتت سنة الدعاء على الظالمين عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روى البخاري أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ بكِتَابِهِ رَجُلًا؛ وأَمَرَهُ أنْ يَدْفَعَهُ إلى عَظِيمِ البَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ البَحْرَيْنِ إلى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ، قالَ: فَدَعَا عليهم رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.

كما جاء في حديث الصحيحين عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن الوليد"، قال عبد الله: "فو الله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب".

وحول عقوبة الظلم، جاء في سورة إبراهيم قوله تعالى "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ"، بينما جاء في الحديث الشريف "اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب" وقد شرح ابن رجب أنها تستجاب فيقتص الله تعالى من الظالم في الدنيا.

وحول ذلك، قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء، عبر خدمة الفتاوى المصورة، إن أعظم ما يمكن أن يقع فيه الإنسان هو ظلم الآخر، وأن الإمام بن رجب عند شرحه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، أكد أن الله تعالى يستجيب للمظلوم ولو كان كافرًا.

وشدد على أن الله تعالى قد يُملي للظالم بأن يؤخر له العقاب في الآخرة، وقد يبتليه في دنياه اقتصاصًا منه؛ فيرى المظلوم أثر عقوبة الظلم على الظالم فلا تعارض بين الآية وما ورد في الحديث.

وفي حديث صحيح قال النبي الكريم "إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُمْلِي لِلظّالِمِ، فإذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ وكَذلكَ أخْذُ رَبِّكَ، إذا أخَذَ القُرَى وهي ظالِمَةٌ إنَّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ"، وهذا ما يطمئن قلب كل مظلوم يرى من ظلمه تشتد قوته ويزيد ضغيانًا ولا يصيبه الدعاء في الدنيا بمكروه، فالله تعالى يأخذه أخذ عزيز مقتدر يوم القيامة.

دعاء المظلوم من القرآن

وردت العديد من صيغ دعاء المظلوم من القرآن، ولعل أشهرها حسبنا الله ونعم الوكيل، والتي تزن كل دعوة يمكن للمظلوم ترديدها “ومن توكل على الله فهو حسبه” أي يكفيه ويغنيه عمن سواه، وفيما يلي أدعية على الظالمين من القرآن الكريم:

• أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
• عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ربَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
• رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ.
• وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا.
• وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ".
• وقالوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
• فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ.
• رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا* إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا* رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا.