لماذا يخاف الجن من الذئب؟.. حقائق مذهلة لا تعرفها عن العسّاس
انتشرت أقاويل بين العامة لأسباب توضح لماذا يخاف الجن من الذئب، ففي الثقافة العربية للذئب مكانة خاصة ويستخدم الدجالين جلده لطرد الجان من أجساد البشر، كما أنه رمز للقوة والجرأة، فماذا تعرف عن الذئب، ولماذا يخاف الجن من الذئب، وهل هذه المعتقدات عن الذئب صحيحة، كذلك ما هي أسماء الذئب وصفاته وماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه؟ كل هذا وأكثر نوضحه عبر القاهرة 24.
لماذا يخاف الجن من الذئب؟
يفسر البعض لماذا يخاف الجن من الذئب، بأن الذئب من أقوى الحيوانات على الإطلاق، وآخرون يرون أن الذئب لديه خصائص لا تتوافر لحيوان آخر تجعله قادرًا على قتل الجن.
بدأ انتشار الجدل حول حقيقة خوف الجن من الذئب، بداية من سؤال وجهه أحد الأشخاص للشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله، حيث جاء نص السؤال "يعتقد كثير من الناس أن الجن لا يستطيعون التمثل بالذئب ويخافون من رائحته، وأنه مسلط عليهم فيفترسهم في حالة مواجهتهم، ولذا يعمد كثير من الناس إلى الحصول على شيء من أثر الذئب، كجلده أو نابه أو شعره، والاحتفاظ به لإبعاد الجن، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ وما حكم من يفعلون هذه الأمور؟.
وكان رد ابن جبرين: هكذا سمعنا من كثير من الناس، وذلك ممكن فلم يثبت ولم ينكر، بل واستعان بواقعة حكاها شخص موثوق له، فقال "فقد ذكر لي من أثق به أن امرأة كانت مصابة بالمس، وأن الجني الذي يلابسها كان يخرج أحيانًا ويحادثها وهي لا تراه، ويجلس في حجرها وهي تحس به".
وتابع كما نُشر على موقعه الخاص به عبر الانترنت: ففي إحدى المرات كانت في البرية عند غنمها، ففجأة خرج ذئب عابر فوثب الجني من حجرها ورأت الذئب يطارده ورأته وقف في مكان.
وبحسب رواية ابن جبرين: فبعد ذهاب الذئب جاءت إلى موضعه فرأت قطرة من دم، وبعد ذلك فقدت ذلك الجني وتحققت أنه أكله الذئب.
وأوضح ابن جبرين أن هناك قصص أخرى، معلقًا "فلا مانع من أن الله أعطى الذئب قوة الشم لجنس الجن، أو قوة النظر فيبصرهم، وإن كان البشر لا يبصرهم، فلعلهم بذلك لا يتمثلون بالذئب ويخافون من رائحته فليس ذلك ببعيد".
وحول حكم الاستعانة بأجزاء من جسم الذئب لطرد الجان؛ قال ابن جبرين: "وأما الاحتفاظ بجلد الذئب أو نابه أو شعره واعتقاد أن ذلك ينفر الجن من ذلك المكان: فلا أعرف ذلك، ولا أظنه صحيحًا، وأخاف أن يحمل ذلك عامة الجهلة على الاعتقاد في ذلك الناب ونحوه، وأنه يحرس ويحفظ، كما يعتقدون في التمائم والحروز".
هذه الواقعة يستدل بها الكثيرون على أن الجن والشياطين يخافون من الذئب، بل ورسخ هذا الاعتقاد ما ذكره ابن جبرين مما حُكي له من صفات خاصة يحملها الذئب كالتالي:
- إذا وقعت عين الذئب على جني، فإنه لا يحول عنه بصره، بل يثبت نظره الحاد عليه، ولو فصل بينهما واد لدار الذئب حوله من جهة ألا يجعل هذا الجني الذي رصده بنظره يغيب عن عينه لحظة واحدة.
- الجن يقيدها النظر، فلا تستطيع الانصراف ما دام النظر متعلقًا بها.
- الأرواح سواء كانت ملائكة أو جنا تتعلق بموطئ قدمها على الأرض، فالجن إن ظهر على هيئة بشر، ووقع في نفسك أنه جني، فضع قدمك مكان موضع قدمه على أثر خطواته، فإنه يتسمر في مكانه ولا يعدوه.
- ونتيجة ما تم ذكره، فإن الذئب إن أبصر جني يحدق النظر إليه ويتتبع خطاه، فيقيده بالوقوف على خطوته وبالتالي يمسك به ويقتله.
وما ورد على لسان ابن جبرين لا يوجد له سند أو مرجع، بل هو محض تجارب أثبتت فعاليتها وتداولها الناس دون استناد لحقيقة علمية، وقد أجاز ابن جبرين استخدام بقايا الذئب في طرد الجن مع الرقية الشرعية بالقرآن والسنة، إن أثبتت التجارب تأثير ذلك في نجاح خروج الجن من الإنسان.
وجزم ابن باز رحمه الله المسألة فقال: وكونه ينفر من الذئب ويخرج الجني من الإنسان إذا رأى الذئب هذا يدّعونه، والذي أرى أنه ينبغي ترك هذا؛ حتى لا تقع الكوارث بالاعتقاد في الذئب وأنه يسبب براءة المجانين، والأغلب على هذا أنها خرافات من خرافاتهم.
إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
بعيدًا عن ما ذكر حول لماذا يخاف الجن من الذئب، فقد جاء ذكر الذئب في السنة النبوية باسمه وبوصف السباع، فقد جاء حديث إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ؛ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ؛ فعليْكم بالجماعةِ فإنَّما يأْكلُ الذِّئبُ القاصيةَ).بإسناد حسن.
وقال العلماء بالحديث السابق في التأكيد على أهمية صلاة الجماعة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "فعليكم بالجَماعةِ"، أي: الْزَموا صَلاةَ الجماعةِ، حتَّى لا يتَسلَّط عليكم الشَّيطانُ، مستدلا في ذلك بقولِه: "فإنَّما يَأكُلُ الذِّئبُ القاصيَةَ"، أي: الشَّاةَ البَعيدةَ مِن الأغنامِ؛ لِبُعدِها عن راعيها.
ويقصد من ذكر الذئب في الحديث الشريف، بأنَّ الشَّيطانَ يتَسلَّطُ على تارِكِ الجَماعةِ الذي اعتادَ الصَّلاةَ مُنفرِدًا ولا يُصلِّي مع الجَماعةِ، كما يتَسلَّطُ الذِّئبُ على الشَّاةِ المنفرِدةِ عن قَطيعِ الغنَمِ.
وثبت في السنة النبوية أيضًا قصة الذئب الذي كلّم الراعي، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "وبيْنَما رَجُلٌ في غَنَمِهِ إذْ عَدَا الذِّئْبُ، فَذَهَبَ منها بشَاةٍ، فَطَلَبَ حتَّى كَأنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا منه، فَقالَ له الذِّئْبُ هذا: اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي، فمَن لَهَا يَومَ السَّبُعِ، يَومَ لا رَاعِيَ لَهَا غيرِي؟! فَقالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ، قالَ: فإنِّي أُومِنُ بهذا أنَا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ"، أخرجه البخاري.
ويكشف الحديث السابق عن علامة من علامات يوم القيامة حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال "قال "والَّذي نَفسي بيَدِه، لا تقومُ السَّاعَةُ حتَّى تُكلِّمَ السِّباعُ الإنْسَ"، أخرجه البيهقي، صحيح.
أسماء الذئب
تحتوي اللغة العربية على العديد من أسماء الذئب، تحمل صفة من صفاته ونستعرضها كما يلي:
- السرحان: يشير إلى الذئب الذي يتجول وحيدًا بحثًا عن الطعام.
- العسّاس: يطلق على الذئب الذي يسهر ويستيقظ ليلًا.
- الأصمع: يشير إلى الذئب الأعرج أو المشلول.
- الخلبع: يطلق على الذئب الشرس والعنيف.
- الأويس: يشير إلى الذئب الكبير والكبير السن.
- السِّيْد: يطلق على الذئب القوي والمتسلط.
- العَمَلَّس: يشير إلى الذئب السريع الحركة.
- الشَّيْذَمان: يطلق على الذئب الذي يختبئ وينتظر فريسته.
- القِلَّيب: يشير إلى الذئب الذي يقلب الأشياء بحثًا عن الطعام.
ما اسم صوت الذئب؟
ولمن يتساءل ما اسم صوت الذئب، فإنه من المعروف أن اسم صوت الذئب هو "العواء"، ويقوم الذئب بالعواء للتواصل مع باقي أفراد القطيع والتعبير عن مشاعره المختلفة، مثل الغضب أو الفرح أو التحذير من الخطر.
صور الذئب
بعد استعراض إجابة سؤال لماذا يخاف الجن من الذئب وبيان ما قيل عنه في السنة النبوية وأسمائه، نترككم مع صور الذئب التي تكشف تعدد أنواعه وألوان جلده:
