رقع مزروعة في المختبر تمنح الأمل لملايين مرضى قصور القلب
يقترب العلم من تحقيق طفرة طبية قد تمنح شريان حياة لمليون شخص في المملكة المتحدة يعانون من قصور القلب، وذلك عبر رقع قلبية مزروعة في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية.
أمل لملايين مرضى قصور القلب
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، يعاني مرضى قصور القلب من عدم قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، مما يؤدي إلى وفاة نصف المصابين خلال 5 سنوات من التشخيص، لكن الأمل يتجدد مع تطوير رقع عضلية للقلب، ابتكرها العلماء باستخدام الخلايا الجذعية، والتي وصفتها مؤسسة القلب البريطانية بأنها قد تدشن عصرًا جديدًا في علاج قصور القلب.
وتمكن الباحثون من تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا عضلية قلبية، حيث نمت هذه الخلايا معًا لتكوين رقع بحجم 10×5 سم، والمذهل أن هذه الرقع بدأت بضخ الدم تلقائيًا داخل المختبر، وعند زراعتها على القلب، يمكن أن تعزز قدرته على ضخ الدم بكفاءة أكبر.
وأكدت التجارب أن هذه التقنية تعمل بأمان، حيث تمت تجربتها بنجاح على قرود المكاك الريسوس، وكذلك على امرأة ألمانية تبلغ من العمر 46 عامًا تعاني من قصور حاد في القلب، وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature، أن الرقع القلبية المصنعة تشبه أنسجة قلب طفل يتراوح عمره بين أربع وثماني سنوات، وتم تطويرها باستخدام الخلايا الجذعية المستخلصة من الدم.
استخدام خلايا جذعية
ورغم أن هذه التقنية لا تعتمد على دم المريض نفسه، نظرًا لصعوبة إنتاج الرقع في وقت قصير وإمكانية تعرضها لهجوم مناعي، إلا أن استخدام خلايا جذعية من متبرعين يستلزم تناول المرضى أدوية مثبطة للمناعة.
ووجدت الأبحاث أن الرقع المزروعة تزيد من سمك جدار القلب وتعزز قدرته على الضخ، دون التسبب في اضطرابات ضربات القلب، وهو أحد المخاطر التي ترتبط بحقن خلايا عضلة القلب مباشرة في القلب.
وفيما أظهرت التجربة الأولى على المرأة الألمانية نتائج إيجابية، حيث نضجت الرقعة القلبية وارتبطت بأوعية قلبها الدموية، فإن العلماء تمكنوا حتى الآن من إجراء عمليات زراعة ناجحة لـ 15 شخصًا.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور جيمس ليبر، مدير الأبحاث في مؤسسة القلب البريطانية: هناك حاجة إلى المزيد من التجارب السريرية على نطاق أوسع لتحديد فعالية رقعة القلب لدى البشر، وإذا أثبتت الدراسات نجاحها، فقد تمهد الطريق لعصر جديد في علاج قصور القلب.


