بقيمة 183 مليون دولار.. إندونيسيا تطلق فحصًا صحيًا مجانيًا للحد من الوفيات المبكرة
أعلنت إندونيسيا عن إطلاق برنامج فحص صحي مجاني سنوي، بقيمة تصل إلى ثلاثة تريليونات روبية بما يعادل 183.54 مليون دولار، بهدف الحد من الوفيات المبكرة، في خطوة وصفتها وزارة الصحة بأنها أضخم مشروع صحي في تاريخ البلاد.
إندونيسيا تطلق مشروعًا للحد من الوفيات المبكرة
وبموجب هذه المبادرة، سيتمكن جميع المواطنين الإندونيسيين مستقبلًا من إجراء الفحص مجانًا في يوم عيد ميلادهم، رغم أنه لن يكون إلزاميًا، ويشمل الفحص قياس ضغط الدم، وتقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، إضافة إلى فحوصات العين، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة.
وقال وزير الصحة الإندونيسي، بودي جونادي صادقين، إن المرحلة الأولى من البرنامج ستستهدف الأطفال دون سن السادسة، إضافة إلى البالغين بدءًا من عمر 18 عامًا.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن السكتة الدماغية، وأمراض القلب، والسل، تعد من بين الأسباب الرئيسية للوفيات في إندونيسيا، التي تُعد رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
ورغم أن الميزانية الأولية للبرنامج كانت مخططة لتصل إلى أربعة تريليونات روبية، إلا أن الرئيس برابوو سوبيانتو وجّه بخفضها بمقدار تريليون روبية، لتوجيه الفائض نحو تنفيذ وعود انتخابية، تشمل توفير وجبات مجانية لطلاب المدارس.
فحوصات طبية متنوعة
وشهدت المراكز الصحية في جاكرتا إقبالًا لافتًا مع انطلاق البرنامج، حيث سجل نحو 30 شخصًا لإجراء الفحص في اليوم الأول، وقالت راميكا ديوي ساراجيه، وهي معلمة تبلغ من العمر 33 عامًا، إنها أجرت فحوصات متنوعة شملت الثدي، وعنق الرحم، والعين، مؤكدة أنها لم تشعر بالقلق حيال ذلك، وأضافت: كنت أتطلع إلى هذه الفرصة حقًا، وأعتقد أن على المزيد من الناس الاستفادة منها.
وتهدف الحكومة الإندونيسية إلى إجراء الفحوصات لـ100 مليون شخص خلال العام الجاري، ضمن مساعيها لتعزيز ثقافة الرعاية الوقائية، حيث أوضح الوزير بودي أن العديد من المواطنين لا يلجؤون إلى الفحوصات الطبية إلا بعد ظهور أعراض المرض، قائلًا: ثقافتنا تعتمد على التحقق من حالتنا الصحية بعد أن نصبح مرضى بالفعل، وهذا أشبه بالاقتراب من القبر.
ويعد هذا البرنامج هو الأضخم في تاريخ وزارة الصحة الإندونيسية، متجاوزًا حتى حملة التطعيم ضد فيروس كورونا، وسيتوفر الفحص المجاني في أكثر من 20 ألف مركز صحي وعيادة في جميع أنحاء البلاد، متضمنًا أيضًا اختبارات الصحة النفسية للكشف عن مؤشرات الاكتئاب والقلق.
ورغم الترحيب الواسع بالمبادرة، حذر باحثون من معهد البحوث الاقتصادية والاجتماعية بجامعة إندونيسيا من أن البرنامج قد يشكل ضغطًا إضافيًا على المرافق الصحية المحلية التي تعاني بالفعل من نقص الأطباء والتوزيع غير المتوازن للأدوية.


