دعاء لا يرد مهما كان طلبك من الله.. كيف تكون مستجاب الدعوة؟
يبحث كثيرون عن دعاء لا يرد مهما كان طلبك من الله، كأمنية يمتناها كل مسلم، وهي أن يكون مستجاب الدعوة، ولكن الشرع الحنيف وضع ضوابط للوصول إلى هذه المرتبة والمكانة العالية لا تتحقق إلا بها، فما هي تلك الضوابط وكيف تحققها؟. عبر القاهرة 24 نتعرف على صيغ دعاء لا يرد مهما كان طلبك من الله وكيف تكون مستجاب الدعوة بإذن الله تعالى.
دعاء لا يرد مهما كان طلبك من الله
لمن يرغب في دعاء لايرد مهما كان طلبك من الله، عليه أن يتعلم أولا كيف يكون مستجاب الدعاء، فقد طلب الصحابي سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ من النبي قائلا: “يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ أنْ يجعلَني مُستجابَ الدَّعوة”، فقال: “يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ”.

ويشير الحديث إلى أهم شرط يجب أن يتوفر في المسلم ليكون مستجاب الدعاء، وهو الرزق الحلال والبعد عن الربا، كذلك لابد من تحري أوقات استجابة الدعاء، وخاصة بين الأذان والإقامة ودعاء السحر والفجر وعند نزول المطر ويوم الجمعة.
ويتجاهل بعض الناس سلامة القلب من الأحقاد على الرغم من أنها أحد أسباب استجابة الدعاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام” أيضًا قطيعة الرحم والخصام تحجب استجابة الدعاء.
وأشار الشيخ رمضان عبد الرازق، أحد علماء الأزهر، إلى سبب آخر لقبول الدعاء، وهو التوكل على الله تعالى، وشرح بأنه يعني أن يمتلئ قلبك بثقة في الله وانكسار له وخشوع الجوارح، وأن تأخذ بالأسباب اعتمادًا على رب الأسباب.
وضرب مثلا بمن لديه اختبار أنه يجتهد في مذاكرته وفي الحقيقة هو لا ينجح إلا بتوفيق الله مهما زاد اجتهاده، فقد ينجز جميع الاسئلة لكنه يقف عند سؤال لا يرشده إلى حله إلا لجوئه إلى الله بالدعاء، وهذا هو التوكل.
وأوضح أن الأنسان يتخذ بالأسباب دون تواكل، فالتواكل هو عدم الأخذ بالأسباب، مشيرًا إلى قاعدة شرعية تقول “المعونة على قدر المؤنة”، أي أن توفيقك سيكون بقدر اجتهادك والمشقة التي تحملتها، مشيرًا إلى صيغة ما سماه العلماء بدعاء المعجزات "حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون"، والذي إن استعان به المسلم يكون دعاء لايرد مهما كان طلبك من الله.
وفيما يلي نستعرض صيغ دعاء لايرد مهما كان طلبك من الله بعد اتخاذ أسباب استجابة الدعاء:
- يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. اللهم إني عبدك الضعيف المحتاج، أسألك مسألة المضطر، وأدعوك دعاء المكروب.
- اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، أن تغفر لي وترحمني وتقضي حاجتي وتيسر أمري.
- يا من بيده مقاليد السموات والأرض، يا من إذا قال للشيء كن فيكون، أسألك باسمك الذي لا إله إلا أنت، أن تفرج همي، وتكشف كربي، وتيسر عسري.
- اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، أن تستجيب دعائي وتحقق رجائي.
- يا من أمرتني بالدعاء ووعدتني بالإجابة، ها أنا ذا بين يديك، أرفع إليك حاجتي وفقري ومسكنتي. اللهم لا تردني خائبًا، ولا تجعل دعائي عليك محجوبًا.
- اللهم يا مجيب دعوة المضطرين، ويا كاشف كرب المكروبين، ويا مغيث المستغيثين، ويا أرحم الراحمين، أسألك أن تستجيب دعائي، وتحقق رجائي، وتيسر أمري.
- اللهم إني أتوسل إليك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تفرج عني ما أنا فيه.
- يا من لا تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، هب لي من لدنك رحمة وافتح لي من خزائن رحمتك رحمة لا تعذبني بعدها أبدًا في الدنيا والآخرة.
- اللهم إني أسألك في هذه الساعة التي لا يرد فيها دعاء الداعين، ولا يخيب فيها رجاء السائلين، أن تستجيب دعائي، وتقضي حاجتي، وتفرج كربي.
- يا من لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يا من خزائنه ملأى لا تغيض، ويا من عطاؤه لا ينفد، أسألك من فضلك وكرمك ما لا يكون إلا منك.

دعاء عن رسول الله لايرد أبدًا
أوضحت السنة النبوية دعاء عن رسول الله لايرد أبدًا، كما جاء في عدة صيغ صحيحة، منها أنه صلى الله عليه وسلم سمعَ رجلًا يدعو وَهوَ يقولُ: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنِّي أشهدُ أنَّكَ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الأحدُ الصَّمدُ، الَّذي لم يلِدْ ولم يولَدْ ولم يَكُن لَهُ كفوًا أحدٌ"، فقالَ: "والَّذي نَفسي بيدِهِ لقد سألَ اللَّهَ باسمِهِ الأعظمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى".
كذلك نوه النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك أشخاص دعوتهم لا تُرد، ودعائهم يستجاب على الفور منها: "ثلاثةٌ لا تردُّ دعوتُهُم: الصَّائمُ حتَّى يُفْطِرَ، والإمامُ العادلُ، ودعوةُ المظلومِ".
وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم "ثلاثُ دَعَواتٌ مُستجاباتٌ، لا شكَّ فِيهِنَّ: دَعوةُ الوالِدِ على ولدِهِ، ودعوُةُ المسافِرِ، ودعوةُ المظلُومِ"، وحديث ثالث "دعْوتانِ ليس بينَهُما وبينَ اللهِ حِجابٌ؛ دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المرْءِ لأخيهِ بِظهْرِ الغيْبِ".



