محمد جمال صحفي القاهرة 24 لموقع OtralecturA الإسباني: مصر لن تقبل بتهجير الفلسطينيين تحت أي ضغط

قال محمد جمال الصحفي المتخصص في الشئون الدولية بموقع القاهرة 24، إن موقف مصر كان واضحا وصريحا منذ بداية الأزمة في قطاع غزة، فقد أكدت القاهرة مرارًا وتكرارًا خلال العام الماضي، في خضم الحرب، أنه لن يكون هناك تهجير، ولن تقبل القاهرة بإخراج الفلسطينيين من أراضيهم، سواء إلى الأراضي المصرية، وخاصة سيناء، التي لا تزال تشكل مطمع للصهاينة، أو إلى أي مكان آخر، موضحا أن هذا ليس مجرد موقف القيادة السياسية المصرية فحسب؛ بل هو أيضا شعور شعبي عام على نطاق واسع، قادر على مقاومة أي خطط من هذا القبيل، وقد شاهدنا ذلك قبل نحو أسبوعين، عندما خرج الآلاف من المصريين عند معبر رفح يهتفون ضد خطط ترامب ويرفضونها.
القاهرة لن تصمت أمام مخططات ترامب
وأضاف جمال في حديث لموقع OtralecturA الإسباني: يشير الموقف المصري إلى أن القاهرة لن تصمت أمام مخططات ترامب مهما كلف الأمر، وهي إرادة شعبية مصرية خالصة، والشعب المصري يعهد إلى قيادته السياسية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لوقف مخططات ترامب ومنع تهجير الفلسطينيين، وقد أثرت الحرب في غزة بشكل كبير على العلاقة بين مصر وإسرائيل على كافة المستويات، منذ السابع من أكتوبر 2023، وأن التوتر بين القاهرة وتل أبيب هو نتيجة واضحة لموقف إسرائيل المتعنت من استمرار الحرب في غزة ومحاولاتها جر مصر إلى الصراع، ورغم دعوة مصر الثابتة إلى السلام والاستقرار في المنطقة، إلا أن التطورات الحالية ومقترح ترامب بتهجير الفلسطينيين زادت من حدة موقف مصر ضد ترامب وإسرائيل على حد سواء.
وأكد صحفي القاهرة 24: تظل مصر الراعي الرئيسي والضامن للتنسيق مع الفصائل الفلسطينية في مختلف القضايا التي تهدف إلى تحقيق السلام، وتستضيف القاهرة اجتماعات الفصائل الفلسطينية وتسهل التنسيق بين مختلف الفصائل، وهذه العلاقة قوية، وتستند إلى التعاون والتنسيق المستمر، ولا شك أن أزمة غزة هي الأزمة الأبرز في الشرق الأوسط والصراع الأكثر أهمية بالنسبة لمصر التي تشترك في حدود مع قطاع غزة وإسرائيل، لذلك فمن الطبيعي أن تؤثر أزمة غزة التي استمرت لمدة 15 شهرًا بقوة على ديناميكية مصر السياسية ومواقفها الخارجية تجاه الصراعات الأخرى، بما في ذلك الصراعات في ليبيا والسودان.
وردا على سؤال حول مخاوف مصر من احتمال زيادة أعداد اللاجئين داخل أراضيها، رد جمال: من المهم أن نوضح أن القاهرة لن تقبل بفكرة تهجير الفلسطينيين من أرضهم سواء إلى مصر أو أي مكان آخر، ولكن بشكل عام مصر لديها مخاوف من الزيادة العامة في أعداد اللاجئين، وكما نعلم فإن مصر تستضيف أكثر من 9 ملايين لاجئ، وهو ما يفرض عبئًا كبيرًا على البلاد، وقد أكد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي أن القاهرة تتعرض لضغوط كبيرة بسبب أعداد اللاجئين وتخشى تفاقم هذه الأزمة، وتعمل مصر بشكل مستمر على معالجة هذه القضية.
واختتم جمال: تتبنى مصر استراتيجية واضحة في الدعوة إلى السلام العادل في المنطقة من خلال الجهود الدبلوماسية الدؤوبة على المستوى الدولي، وهي مستمرة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وترفض أي شكل من أشكال التهجير، وتلمح من وقت لآخر إلى استخدام القوة كرادع إضافي ضد الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة، ومصر تتصدى حاليا لموقف إسرائيل وترامب المتعنت من خلال الجهود الرامية إلى حل الأزمة، والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والدعوة في المحافل الدولية إلى حلول سلمية للصراع في محاولة للوصل إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقبلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.