عمرو عبد السميع يكتب: السوشيال ميديا لاعب أساسي في تغيير ثوابت المجتمع ونشر الشائعات
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في انتشار الشائعات بين أفراد المجتمع، وهو ما يؤدي إلى شيوع الرعب أحيانا بين جموع المواطنون، والشائعة تعرف بأنها خبر يعتمد على جزء من الحقيقة لنشر معلومة مغلوطة يراد بها إثارة الرعب أو الفوضى بين جموع المواطنين في منطقة جغرافية معينة، ويستهدف من وراء الشائعة أما هدم مبدأ من مبادئ المجتمع أو السيطرة على العقل الجمعي للمواطنين.
ولنضرب مثالا حدث في مجتمع صغير كمجتمع مدينة الفيوم وهي من المدن الصغيرة التي يعرف معظم سكانها بعضهم البعض معرفة وطيدة، فقد حدث منذ أيام مشاجرة بحي كيمان فاس أحد الأحياء الشعبية في الفيوم؛ بسبب خلافات الجيرة، وكتب أحدهم على حسابه على موقع فيس بوك أن مشاجرة حدثت في كيمان فارس بالأسلحة النارية وذكروا وقوع عدد من القتلى والجرحى على غير الحقيقة، وانتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم، ولولا بعض شرفاء الصحافة في الفيوم الذين تغلبوا على الشائعة بنشر الخير الصحيح لحدث ما لا يحمد عقباه.
وواجب كل أسرة أن تراقب أبنائها عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا يركنوا إلى الصفحات المروجة للشائعات لتحسس أخبار بلدهم، خاصة أن بعض الجماعات الخارجة عن نظام المجتمع تلجأ إلى ترويج كثير من الشائعات للسيطرة على العقل الجمعي للمجتمع المصري لبث سموم جماعتهم بين أفراد المجتمع، ودائما يستهدفون النشء والشباب عديمي الخبرة الذين يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي لطلب المعلومة.
أيضا تمكن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من تغيير بعض ثوابت المجتمع التي ظلت راسخة بين أبناء الشعب لمدة قرون من الزمان، فلم يكن يتصور أحد أن تخرج سيدة على المشاهدين ترتدي ثيابا تكشف أكثر مما تستر من جسدها، في مجتمع يعتبر خروج المرأة للعمل إن لم يكن للضرورة فهو نوع من الرفاهية، ويعتبر المرأة خط أحمر لا يمكن مساسه حتى لو بنظرة، وكثيرا ما نشبت خلافات بين أبناء الحي الواحد بسبب نظرة، أما الآن وبفعل السوشيال ميديا أصبحت البيوت والأعراض مستباحة بفعل أهليتهم، وكم من ما يسمون أنفسهم التكتوكرز اللاتي يقدمن روتين يومي بملابس فاضحة يكون المصور هو زوجها أو شقيقها أو والدها.
وهنا يكمن دور رجال الدين الإسلامي والمسيحي، الذين يجب عليهم نشر القيم والمبادئ من خلال الدروس والعظات سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في لقاءات المساجد والكنائس، فهم للفئة الأكثر تأثيرا في الضمير الإنساني، ودونهم لن نعود إلى تقدير القيم والمبادئ وتعاليم الأديان.


