هل يجب قول نويت إخراج شيء لله عند النذر؟
ردت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها مفاداه: ما الذي يلزمني بقولي: نويت إخراج شيء لله تعالى من أرباح هذه الصفقة عند نجاحها وقد تحقَّقَ المكسب والحمد لله؟
وقالت الدار عبر موقعها الرسمي: إن كانت نية المُتلفِّظ بكلمة "إخراج شيء لله تعالى" النَّذر، فإنه يلزمه الوفاء به، ويجب عليه إخراج ما نواه وحدده إن كان قد نوى قدرًا محددًا، وإلا تصدق بما شاء من الأرباح -قليلًا كان أو كثيرًا- على الفقراء والمساكين.
وتابعت: أمَّا إن كانت نيته بكلمة "إخراج شيء لله تعالى" التطوع بصدقة دون النذر، فهو مخير بين الإخراج وعدمه، والإخراج أولى، شكرًا لله تعالى على فضله ونعمائه.
حكم الوفاء بالنذر
وأكملت: ومن المقرَّر شرعًا أنَّ المكلف إذا نذر نذرًا وجب عليه الوفاء به ما دام قادرًا، وكان نذره طاعةً؛ لقوله تعالى: ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ [الحج: 29].
وأضافت: ولِـما جاء عن أمِّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن نَذَرَ أن يُطيعَ الله فليطِعْه، ومَن نَذَرَ أن يعصِيَه فلا يعصِه» أخرجه البخاري.
وأكدت: وقد حكى إمامُ الحرمين الجُوَيْنِي إجماع الفقهاء على أنَّ النَّذر ملزم، والملْتَزَم به لازمٌ على الجملة؛ فقال في "نهاية المطلب" (18/ 418، ط. دار المنهاج): [والنذرُ ملزِم إجماعًا، والملْتَزَم به لازمٌ على الجملة، والخِلافُ في التفاصيل] اهـ.
