فوقية أول سيدة تعمل في دفن الجثث المجهولة: بفضفض معاهم.. والأموات أحنّ من الأحياء

كشفت فوقية، أول سيدة مصرية تعمل في دفن الموتى المجهولين، تفاصيل رحلتها مع هذه المهنة، التي ورثتها عن والدها بعد وفاته بمرض السرطان. 

وأوضحت فوقية، أنها بدأت العمل في سن الثانية عشرة، مضطرة لتحمل مسؤولية إعالة أشقائها بعد رحيل الأب.

رحلة فوقية داخل مقابر المجهولين

وأوضحت فوقية، في بث مباشر لـ القاهرة 24، أن عملها لم يكن مجرد دفن لجثث مجهولة، بل كان شاهدا على قصص مرعبة تركت أثرا عميقا في حياتها، فقد دفنت ضحايا حوادث مروعة، وأشخاصا نفذ فيهم حكم الإعدام، وموتى ظلوا بلا هوية حتى لحظة دفنهم.

وتقول فوقية، إنها مع مرور الوقت، وجدت نفسها أكثر ارتباطا بعالم الأموات، وتتجنب الاختلاط بالأحياء؛ بسبب ما مرت به من ظروف قاسية، معلقة: بقيت بحب أفضفض معاهم.

وتضيف فوقية أنها خلال عملها شهدت مواقف مرعبة لا تنسى، حيث رأت جثثا تحمل آثار حروق وتشوهات مروعة، وأخرى ظلت في ثلاجات المستشفيات لأشهر دون أن يسأل عنها أحد، لكنها رغم كل ذلك، لم تفكر يوما في ترك المهنة، بل اعتبرتها رسالة تؤديها بروح صابرة، قائلة: الأموات أحن من الأحياء.

واختتمت حديثها، قائلة إن أكثر ما يؤلمها هو رؤية جثث بلا وداع، مشيرة إلى أن قصص الموتى علمتها الكثير عن الحياة، لكنها جعلتها أكثر وحدة، حيث لم تعد تجد راحة في التحدث إلا مع من لا يستطيعون الرد عليها.