باحثون يحذرون من انتشار متحور جديد لفيروس جدري القرود
حذّر باحثون من معهد الأغذية الوطني بجامعة دلهي للتكنولوجيا، من أن تفشي فيروس جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية قد يشكل تهديدًا عالميًا مع تزايد قدرته على الانتشار عبر الحدود بوتيرة متسارعة، وكشفت التحليلات الجينية عن ظهور متحور جديد من الفيروس يُعرف باسم 1ب، يتمتع بمعدل عدوى مرتفع مقارنة بالسلالات السابقة.
تحورات جديدة ومخاطر متزايدة
وحسب ما نشرته News medical health، وثّق الباحثون ظهور ثلاثة متغيرات فرعية من سلالة 1ب من فيروس جدري القرود، حيث انتشر أحدها إلى مناطق أخرى داخل البلاد، بالإضافة إلى انتقاله دوليًا ليصل إلى دول مثل السويد وتايلاند، وتشير البيانات الأولية إلى أن هذه السلالة قد تزيد من خطر الإجهاض بين النساء الحوامل.
ويُذكر أن تم رصد السلالة الجديدة لأول مرة في سبتمبر 2023 بمدينة كاميتوغا بالكونغو الديمقراطية، ومنذ ذلك الحين خضعت لطفرات جعلتها أكثر قدرة على الانتقال بين البشر، ونُشرت هذه الدراسة في مجلة Nature Medicine ضمن إصدار علمي متسارع، مما يسلط الضوء على خطورة الوضع.
انتقال أوسع للعدوى وضرورة تعزيز التعاون الدولي
كان يُعتقد أن جدري القرود مرض حيواني المنشأ ينتقل من الحيوانات إلى البشر، إلا أن تفشيه في عام 2022 أظهر أنه يصيب بشكل رئيسي الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، لكن المتحور الجديد 1ب يختلف في نمط انتشاره، حيث سُجلت إصابات متزايدة بين الرجال والنساء على حد سواء، بالإضافة إلى إصابات بين العاملين في قطاع الرعاية الصحية والأطفال.
وفي ظل الانتشار السريع للفيروس، دعا الخبراء إلى تعزيز التعاون عبر الحدود لمتابعة انتقال العدوى، وعلاج المرضى، وتكثيف حملات التوعية الصحية، لا سيما بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة
وفقًا لدكتور فرانك أريستروب، يشهد شرق الكونغو الديمقراطية وبوروندي حاليًا انتقالًا غير منضبط للفيروس، فيما لا تزال معدلات الانتشار الدولي محدودة، إلا أن استمرار تفشي المرض يتطلب استجابة سريعة لمنع تفاقم الأزمة، بما في ذلك تجنب الاتصال الوثيق، وخاصة في المناطق المزدحمة.
وأضاف أريستروب أن الإجراءات المحلية، مثل تكثيف جهود التطعيم والتوعية، تُعدّ ضرورية، بينما يمكن أن تشمل التدابير العالمية فرض قيود على السفر إلى المناطق المتضررة، لا سيما فيما يتعلق بالاتصال الجنسي في تلك المناطق.
