بعد تبرعه بـ 3 مليارات درهم إماراتي تخليدًا لذكرى ابنته.. من هو رجل الأعمال مرويس عزيزي؟
لم يكن رجل الأعمال مرويس عزيزي يدرك أن رحلة ابنته مع المرض ستقوده إلى مسار جديد من العطاء والإنسانية، فبينما كان يشهد معاناتها مع السرطان، كان قلبه يتألم، لكنه أدرك أن الألم يمكن أن يتحول إلى رسالة أمل للآخرين.
من هو مرويس عزيزي؟
وُلد رجل الأعمال مرويس عزيزي عام 1962 في أفغانستان، ودرس القانون قبل أن ينتقل إلى أوزبكستان، حيث بدأت رحلته في عالم الأعمال، ليؤسس شبكة تجارية امتدت إلى 20 دولة، وفقًا لما أشارت إليه صحف محلية.
قادَه التوسع إلى الإمارات، حيث اشترى قطعة أرض في دبي عام 2007، وأطلق بعدها شركة عزيزي للتطوير العقاري، التي تحولت خلال عام واحد إلى إمبراطورية عقارية تمتلك حاليًا 200 مشروع قيد التطوير، بقيمة 45 مليار درهم إماراتي، ومن أبرز مشاريعه برج عزيزي، الذي يُعد ثاني أطول برج في العالم بعد برج خليفة.
وفي عام 2018، صنّفته مجلة أرابيان بيزنس ضمن قائمة 100 قائد ملهم في الشرق الأوسط.
وعلى الصعيد الشخصي، واجه عزيزي مأساة فقدان ابنته فاريشتا عزيزي، التي توفيت إثر إصابتها بمرض السرطان عام 2022، وهو ما دفعه لاحقًا إلى تخصيص جزء من ثروته للأعمال الخيرية تخليدًا لذكراها.
رحلة من الألم لـ الأمل
عندما رحلت ابنته، لم يكن الفقد مجرد لحظة حزن عابرة، بل كان دافعًا لخلق إرثٍ يحمل اسمها ويمنح الأمل لكل من يمرّ بنفس المحنة، ومع انطلاق حملة وقف الأب التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رأى عزيزي فيها فرصة لتكريم روح ابنته، فتبرع بمبلغ ثلاثة مليارات درهم لإنشاء حي طبي متكامل، يقدّم خدمات متطورة لعلاج مرضى السرطان.
يستند هذا المشروع الإنساني إلى رؤية تقوم على تقديم الرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين، ليكون الحي الطبي منارة شفاء وأمل لكل مريض يكافح السرطان، ولم يكن هذا العطاء وليد اللحظة، بل هو امتداد لقيمٍ تعلمها عزيزي منذ وصوله إلى دبي قبل 31 عامًا، حيث وجد فيها وطنًا احتضنه وأسرته، ورأى في قيادتها نموذجًا للعطاء غير المحدود.
3 مليارات درهم خلال حفل صناع الأمل
وقال عزيزي: لقد تعلمنا من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن العطاء الحقيقي هو الذي يترك أثرًا دائمًا، وأن الخير هو أعظم استثمار يمكن أن يقدمه الإنسان في حياته.
وهكذا، لم يكن تبرعه مجرد مساهمة مالية، بل كان رسالة حب ووفاء لذكرى ابنته، وخطوة نحو بناء مستقبل أكثر رحمة وإنسانية لمن يحتاجون إلى يد العون في معركتهم مع المرض.
