الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

عبد الغني الحايس يكتب

رمضان كريم

الثلاثاء 25/فبراير/2025 - 04:45 م

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، شهر الجود والخير والكرم، شهر الإحسان والصدقات، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن الكريم، شهر المودة والمحبة والترابط والتعاطف وصلة الرحم، شهر الصبر والدعاء، شهر التوبة والمغفرة والعتق من النار. فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، شهر تستكين فيه الروح وتطمئن لرحمة الله.

شهر رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد أوصانا رسولنا الكريم بأن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. هو شهر فيه ليلة القدر، خير من ألف شهر.

فهل نحن جاهزون لاستقبال الشهر الكريم، بصبر وعزيمة على الصيام، وبتهذيب النفس وتطهيرها؟

هل نحن جاهزون لوصل ما قُطع من صلة الأرحام، والتراحم والتعاطف فيما بيننا؟

هذا شهر نتمنى دوامه طوال العام لما فيه من خير كبير، وعلينا أن نتذكر أنه شهر البركة والصدقات، وقال رسولنا الكريم: "ما نقص مال من صدقة"، وعلينا أن نخرج زكاة أموالنا لمساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين.

علينا أن نغتنم أيامه المباركة ولياليه حتى نفوز برضوان الله ومغفرته ورحمته، وأن يوفقنا الله في الصلاة والقيام والذكر والعبادة وقراءة القرآن، عسى أن نكون من الفائزين في هذا الشهر المبارك برحمة الله وعفوه ورضاه.

شهر رمضان في مصر له طقوس وعادات طيبة، مع مقدمته تنتشر الزينات وتزين المحلات والبيوت، وترسم البهجة على شوارعنا. في كل حارة وعطفة وزقاق وشارع، تدرك قدوم الشهر الفضيل، وترسم السعادة على وجوه الكبار والصغار.

ما زلت أتذكر كل طقوس الشهر في قريتنا الصغيرة، وكيف تجتمع أطفال الشارع لتعلق الزينة، ونلعب معًا، ونحمل فانوس رمضان وندور في المنطقة لنعلن لأهلنا: "رمضان جانا"، ونغني "أهلا رمضان" وأغنيات كثيرة أخرى. ثم ننتظر بجوار المسجد قرب أذان المغرب انتظارًا لصعود المؤذن إلى سطح المسجد ليعلن الأذان، ثم نأخذ الطريق جريًا في سباق مع الريح لنخبر البيت: "قد تم الأذان وعليكم بالإفطار". وبعدها نذهب إلى المسجد لصلاة المغرب، وننتظر لسماع الدرس قبل صلاة العشاء. ثم نجتمع في المساء لنلعب العديد من الألعاب التي اندثرت في تلك الأيام (الدايرة، براشوط، عسكر وحرامية، سباقات الجري) حتى موعد السحور.

كان الأهل لا يضيقون علينا في المذاكرة أو مواعيد النوم، ونترك لحريتنا خلال الشهر طالما كنا ملتزمين بواجباتنا ومسؤولياتنا، لدرجة أننا كنا نتمنى أن تكون السنة كلها رمضان.

فدعونا في الشهر الفضيل نتحلى بأخلاق القرآن، ونتمسك بسنة نبينا الكريم، ونقتدي بسيرته العطرة. فكان رسول الله أجود الناس، وقال أمين الوحي جبريل عليه السلام: "كان أجود بالخير من الريح المرسلة"، لذا علينا أن نسير على خطاه، ونكثر من الصدقات، فهي من جليل ما شرعه الله، ومن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى، فتدفع البلاء، والأمراض، وترفع الشدائد، وتفك الكروب.

جعلنا الله وإياكم ممن يقيمون رمضان حق القيام، ونكون من الفائزين. وكل عام وحضراتكم جميعًا بخير، وأعاد الله الشهر الفضيل علينا أعوامًا كثيرة بكل خير وبركة.

تابع مواقعنا