فضل ليلة القدر في القرآن والسنة النبوية.. نفحات ورحمات وشواهد يوضحها داعية إسلامي
يرغب ملايين المسلمين في معرفة فضل ليلة القدر في القرآن والسنة النبوية، فهي من الليالي الغالية على القلوب لما فيها من نفحات ورحمات وبركات، ولذلك ينتظرها المسلمون من العام للعام طمعًا في نيل ثوابها، ودعائها المستجاب الذي تتغير به الأقدار، كما أن العبادة في ليلة القدر تعادل أجر 83 عاما من العبادة فيما سواها، ولذلك تتزايد الرغبة في إدراك هذه الليلة المباركة، بمعرفة فضل ليلة القدر الوارد في القرآن والسنة.
فضل ليلة القدر في القرآن والسنة النبوية
أيام قليلة وتتزايد عمليات البحث عن فضل ليلة القدر في القرآن والسنة النبوية، فهي ليلة ذات فضل وشرف اختصها الله عز وجل بالمنزلة العالية من بين الليالي، وسميت ليلة القدر وفقا لجمهور أهل العلم لأنها ذات قدر، كما قيل لأن فيها تقدرُ أرزاق العباد وآجالهم على وفق ما سبق به علمُ الله، قال تعالى: فيها يفرق كل أمرٍ حكيم {الدخان:4}.
ومن جانبه أوضح الداعية الإسلامي، دكتور زغلول النجار، فضل ليلة القدر في القرآن والسنة النبوية، مؤكدا أن ليلة القدر ليلة مباركة تأتي مرة واحدة في العام، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عنها " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"، فقد تأتي ليلة القدر ليلة 21 رمضان، أو 23 رمضان، أو 25 رمضان، أو ليلة 27 رمضان، أو 29 رمضان.

وأضاف في حديثه السابق عبر قناته الرسمية بموقع يوتيوب في فضل ليلة القدر في القرآن والسنة، أن إخفاء ليلة القدر، لحكمة لا يعلمها إلا الله، والظاهر منها حتى ينشط المسلم في الليالي العشر الأخيرة من رمضان كلها، فهي أشرف الليالي على الإطلاق، مضيفًا أن فضل ليلة القدر ذُكر في القرآن، بأنها ليلة خير من ألف شهر، أي أنها تفوق عمر الإنسان بالكامل، ولذلك فالاجتهاد في العبادة في هذه الليلة أجرها عظيم، تكفر الكثير من الخطايا، وتُزيد أجر الأعمال الطيبة للمسلم، وتزيد من بركة الرزق والمال والذرية.
ودعا الداعية زغلول النجار، إلى الاجتهاد في ليلة القدر، لأنها فرصة ذهبية يُهيئها الله لكل مسلم ومسلمة، كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم، بالاجتهاد في ليلة القدر، ولذلك كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان كلهم، وكان ﷺ إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيي الليل وأيقظ أهله.
وتابع النجار، أن من شواهد ليلة القدر، السكينة والهدوء الشديد حتى للحيوانات، وطلوع الشمس ثاني يوم من غير شعاع، والإحساس بالرضا والاطمئنان والسكينة، وأوصى فيما تبقى من شهر رمضان باغتنامه بتلاوة القرآن، فهي عبادة من أجل العبادات، كما يجب التأمل في الآيات وتدبر معانيها، واستخلاص العبر منها، وإثبات السبق العلمي لكتاب الله وأحاديث رسول الله، فهي من واجبات المسلم الذي يقرأ بتدبر وبفهم للقرآن.
فضل ليلة القدر
استكمالا لتوضيح فضل ليلة القدر في القرآن والسنة النبوية، قال الشيخ محمد أبو بكر، إن ليلة القدر مُنحت لنبي ذي قدر، لأمة ذات قدر، فنزل فيها كتاب ذا قدر، فكانت ليلة القدر، وقد خصصت ليلة القدر لأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم خصيصا، وهي ليلة تتنزل فيها الملائكة، وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
وأضاف الشيخ أبو بكر في لقاء تلفزيوني سابق له ببرنامج اسأل مع دعاء، المذاع عبر فضائية النهار، أن ليلة القدر لا يُحرم منها مسلم أو مسلمة على وجه الأرض، لأن قيام الليل فيها لا يتوقف على الصلاة فقط التي قد تحرم منها النساء بالعذر الشهري لها، وإنما يشمل القيام كل أنواع العبادة التي يقوم بها الإنسان، الدعاء، الاستغفار، قراءة القرآن، التفكر في خلق الله، الإطعام، إفشاء السلام، وسائر أنواع الخير والعبادة.
ولمن يتساءل عن سر كون ليلة القدر في الليل؟ فقد أوضح جمهور أهل العلم، أن الليل هو القت الذي تكون فيه العبادة لله وحده، وفيه هدوء وصفاء وصدق التعبير، فالذي يرائي بعبادة الله، لا يمكن أن يقوم بالليل، ولكن الذي يقوم الليل هو الخاشع لله سبحانه وتعالى، وعندما يختار الله وقتا من الأوقات أو مكانا من الأمكنة أو شخصا لينعم عليه بما شاء ويصطفيه لرسالته أو لإبلاغ خلقه منهجه، فهذا الاختيار هو خير للبشرية كلها.
وقد ورد فضل ليلة القدر في القرآن الكريم، حيث سورة كاملة تحمل اسم القدر، إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5) صدق الله العظيم، فليلة القدر ليلة سلام وأمان وتذكرنا بنزول القرآن الذي يُذهب الخوف والحزن من القلوب.

وأما فضل ليلة القدر في السنة النبوية المطهرة، نوضحه بالأحاديث الصحيحة التالية:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تحينوا ليلة القدر في العشر الأواخر، أو قال: في التسع الأواخر"
عن بن عمر رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-: "التمسوها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر. فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي".
عن أنس رضي الله عنه- قال أخبرني عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: إني خرجت لأخبركم بليلة القدر وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس".
عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان بن عاصم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني رأيت ليلة القدر فأنسيتها، فاطلبوها في العشر الأواخر وترا"
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قلت: يا رسول الله! أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي -وفي رواية: تقولين: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني"


