البحرية الفرنسية ترفض إنقاذ 60 مهاجرًا رغم تعرضهم للخطر.. وتطلب تدخلا بريطانيّا
رفض ضباط البحرية الفرنسية التدخل لإنقاذ 60 مهاجرًا كانوا على متن قارب مطاطي غارق بالمياه، على بعد 1.3 ميل فقط من السواحل الفرنسية، وبدلًا من ذلك، طلبوا المساعدة من قوات الحدود البريطانية.
مراقبة دون تدخل
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، قضى المسؤولون الفرنسيون ساعات في مراقبة القارب المكتظ بالمهاجرين، ومعظمهم من الرجال، أثناء عبوره القناة الإنجليزية، وسط مشاهد مؤثرة حيث كان الركاب يصرخون طلبًا للمساعدة ويلوحون بأيديهم نحو سفينة بحرية فرنسية قريبة، ورغم إدراك السلطات الفرنسية لخطر غرق القارب، فإنها لم تقدم أي مساعدة مباشرة، بل تواصلت مع قوات الحدود البريطانية عبر الراديو.
بعد مرور 4 ساعات من تعقب البحرية الفرنسية للقارب منذ الساعة 5:50 صباحًا، أبلغت قوات الحدود البريطانية عن الوضع عبر نظام راديو مفتوح، حيث أشار مسؤول فرنسي إلى أن القارب غارق بالمياه والمهاجرين يستغيثون.
وردت القوات البريطانية بأن إرسال قارب إنقاذ إلى المياه الفرنسية يتطلب تدخلًا من الجانب الفرنسي أولًا، مما دفع البحرية الفرنسية إلى مرافقة القارب حتى دخول المياه البريطانية، حيث تسلمته قوات الحدود ونقلت المهاجرين إلى ميناء دوفر.
تفاقم أزمة المهاجرين
أثارت الواقعة انتقادات واسعة، حيث وصفها أحد الشهود بأنها خدمة سيارات أجرة كاملة، مُشيرًا إلى أن البحرية الفرنسية تخلت عن مسؤولياتها بترك المهاجرين يعبرون القناة حتى اضطر البريطانيون لاستقبالهم.
تكشف الأرقام الجديدة عن تصاعد أعداد المهاجرين هذا العام، حيث بلغ عدد الوافدين 3،224 مهاجرًا حتى الآن، بزيادة 8% عن نفس الفترة العام الماضي. كما تمكن 1،168 مهاجرًا من عبور القناة خلال الأيام الأربعة الأولى من الشهر الجاري، مع وصول 326 منهم في يوم واحد فقط عبر ستة قوارب.
اعتماد استراتيجية اعتراض القوارب
وتأتي هذه التطورات في وقت تدرس فيه الحكومة الفرنسية تغيير القوانين للسماح لقواتها البحرية باعتراض القوارب في المياه، بدلًا من الاكتفاء بمراقبتها، ويقود وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتيلو، جهودًا جديدة لاعتماد استراتيجية اعتراض القوارب، في محاولة لمواجهة التكتيك الذي يعتمد عليه المهربون، حيث يطلقون القوارب في المياه مباشرة لتفادي التفتيش على الشواطئ.
وفي إطار الجهود المشتركة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، اتفقت فرنسا وبريطانيا على تمديد اتفاقية أمنية حدودية حتى عام 2027، مع تعهدات بتعزيز التعاون لمواجهة تفاقم أزمة قوارب المهاجرين.
