السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

يهدد سوق العمل.. الصين تطلق Manus أول نظام ذكاء اصطناعي لا يحتاج لتدخل بشري

تطبيق مانوس ـ تعبيرية
سياسة
تطبيق مانوس ـ تعبيرية
الإثنين 10/مارس/2025 - 10:37 ص

نجح فريق من مهندسي البرمجيات الصينيين في تطوير ما وصفوه بـ أول وكيل ذكاء اصطناعي مستقل بالكامل في العالم، يُدعى هذا النظام مانوس Manus، وهو قادر على أداء مهام معقدة بشكل مستقل، دون الحاجة إلى توجيه بشري، وفقًا لمجلة فوربس.

مانوس.. تطبيق صيني جديد يحدث ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي 

وعلى عكس روبوتات المحادثة التقليدية مثل ChatGPT، وGemini من Google، وGrok، التي تتطلب تدخلًا بشريًا مباشرًا لتنفيذ المهام، يستطيع مانوس اتخاذ القرارات وإنجاز المهام بشكل استباقي دون انتظار الأوامر.

فعلى سبيل المثال، إذا طلب مستخدم من مانوس العثور على شقة، فإنه لا يكتفي بعرض قوائم العقارات المتاحة، بل يُجري أبحاثًا، ويُقيّم عدة عوامل مثل معدلات الجريمة، والطقس، واتجاهات السوق العقاري، ليقدم توصيات مخصصة تلائم احتياجات المستخدم.

وكيل ذكاء اصطناعي متعدد المهام

يعتمد مانوس على هيكلية فريدة متعددة الوكلاء، حيث لا يعتمد على نموذج ذكاء اصطناعي واحد فقط، بل يعمل مثل مدير تنفيذي يشرف على مجموعة من الوكلاء الفرعيين المتخصصين، تمكنه هذه البنية من معالجة المهام المتعددة الخطوات بكفاءة وسلاسة.

ومن أبرز ميزاته أنه يعمل بشكل غير متزامن، مما يعني أنه يُنفّذ المهام في الخلفية دون الحاجة إلى متابعة مستمرة من المستخدم، ولا يُخطره إلا عند اكتمال النتائج.

هذا التطور يُمثل نقلة نوعية، إذ أن معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية تعتمد بشكل كبير على البشر لبدء المهام، بينما يُمثّل مانوس خطوة نحو ذكاء اصطناعي مستقل بالكامل، مما يفتح آفاقًا جديدة، لكنه يثير أيضًا مخاوف جدية بشأن تأثيره على الوظائف البشرية والمسؤولية القانونية عند حدوث أخطاء.

هل تفوقت الصين على الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي؟

يأتي الكشف عن مانوس بعد عام واحد فقط من إطلاق ديب سيك DeepSeek عام 2023، وهو نموذج ذكاء اصطناعي صيني يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه لحظة سبوتنيك بالنسبة للصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لمجلة Forbes.

وبحسب بعض المراقبين، فإن ظهور مانوس يُعيد تشكيل موازين القوى في مجال الذكاء الاصطناعي العالمي، إذ يكسر الفرضية القائلة بأن الولايات المتحدة هي القائدة بلا منازع في هذا المجال، ويُشير إلى أن الصين قد لا تكون فقط قد لحقت بالركب، بل ربما تخطته عبر تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي مستقلة بالكامل.

تطبيقات عملية وتهديد لسوق العمل

لا يُمثل مانوس مجرد إنجاز أكاديمي، بل يُمكنه أن يُحدث تحولات كبيرة في القطاعات المختلفة، مثل:
التوظيف، حيث يمكنه تحليل السير الذاتية، ومقارنة مهارات المرشحين مع اتجاهات سوق العمل، واتخاذ قرارات توظيف مثالية، مع تقديم تقارير تحليلية مفصلة.

وكذلك تطوير البرمجيات، إذ يستطيع بسرعة إنشاء موقع إلكتروني احترافي من الصفر، وجمع المعلومات الضرورية من وسائل التواصل الاجتماعي، ورفع الموقع على الإنترنت، وحتى حل المشكلات التقنية المتعلقة بالاستضافة تلقائيًا.


ردود الأفعال المتوقعة

على عكس الأنظمة الحالية التي تُعزز إنتاجية البشر، يُمثّل مانوس تهديدًا حقيقيًا للوظائف البشرية، لأنه قادر على استبدال العمال بدلًا من مجرد تحسين كفاءتهم.

هذا يطرح تحديات أخلاقية وتنظيمية كبيرة، إذ إن القوانين الحالية غير مهيأة للتعامل مع وكلاء ذكاء اصطناعي مستقلين بالكامل، على سبيل المثال، إذا ارتكب الذكاء الاصطناعي خطأً مكلفًا، فمن سيتحمل المسؤولية؟

في وادي السيليكون، وهو موطن كبري شركات التكنولوجيا، لطالما افترضت شركات التكنولوجيا الكبرى أن التفوق في الذكاء الاصطناعي سيتم عبر تحسينات تدريجية على النماذج القائمة، لكن ظهور مانوس كـ نظام مستقل بالكامل يُغيّر قواعد اللعبة، ويُثير مخاوف من أن الصين قد تكتسب ميزة تنافسية كبيرة في القطاعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

نحو عصر جديد من وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين

لا يزال من غير الواضح كيف سيكون رد فعل بقية العالم على هذا التطور، ولكن من الواضح أننا قد نكون على أعتاب حقبة جديدة من وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين، حيث لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل أصبح قادرًا على العمل بمفرده واتخاذ قراراته الخاصة.
 

تابع مواقعنا