وضع موازين بالفنادق.. الصين تتخذ تدابير جديدة لمكافحة السمنة المتزايدة بين السكان
في خطوة جديدة لمواجهة الارتفاع المستمر في معدلات السمنة، أعلنت وزارة الصحة الصينية عن سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى تشجيع المواطنين على التحكم في أوزانهم، ومن بين هذه التدابير، حث الفنادق على توفير موازين للضيوف، بهدف تعزيز الوعي الصحي بين الأفراد.
وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرج، خلال مؤتمر صحفي عُقد بالتزامن مع جلسات المؤتمر الشعبي الوطني، صرح لي هاي تشاو، رئيس اللجنة الوطنية للصحة، بأن السلطات الصحية ستوجه المؤسسات الطبية إلى إنشاء عيادات متخصصة تقدم استشارات مهنية لمساعدة الأفراد في إدارة أوزانهم بفعالية، كما ناشد الفنادق والمنتجعات بضرورة توفير موازين الوزن؛ مما يسهل على المواطنين مراقبة أوزانهم واتخاذ التدابير المناسبة للوقاية من الأمراض المزمنة.
معدلات متزايدة للوزن الزائد والسمنة
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن نسبة البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن في الصين وصلت إلى نحو الثلث بحلول عام 2020، بينما يعاني ما يقرب من 16% من السمنة، وترتبط هذه الظاهرة بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض مثل السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأنواع مختلفة من السرطان، وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات وقائية جديدة.
أنماط الحياة غير الصحية ودورها في السمنة
يؤكد الخبراء أن انتشار السمنة يرتبط بشكل أساسي بالعادات اليومية غير الصحية، مثل قلة النشاط البدني والنظام الغذائي غير المتوازن، ويوصون باتباع نمط حياة أكثر نشاطًا، يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام وتناول طعام صحي للحفاظ على وزن مثالي، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة شينخوا.
وتواجه الصين تحديًا مزدوجًا في التعامل مع هذه المشكلة، إذ أدى التوسع في الوظائف المكتبية المعتمدة على التكنولوجيا إلى قلة الحركة بين السكان، في الوقت ذاته، ساهم التباطؤ الاقتصادي في تغيير الأنماط الغذائية، حيث يلجأ العديد من المواطنين إلى الأطعمة الأرخص التي تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، ما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الوزن الزائد.
تأثير الاقتصاد على العادات الغذائية
في ظل الانكماش الاقتصادي، يفضل المستهلكون الصينيون الأطعمة ذات التكلفة المنخفضة، والتي غالبًا ما تكون غير صحية، كما يتراجع الآباء عن تسجيل أطفالهم في الأنشطة الرياضية مثل السباحة، ما يقلل من فرص ممارسة التمارين البدنية، وتشير التوقعات الصادرة عن شركة ديوكس كونسلتنغ المتخصصة في الاستشارات الاقتصادية إلى أن حجم سوق الوجبات السريعة في الصين سيصل إلى نحو 254 مليار دولار بحلول عام 2025، مقارنة بـ 892 مليار يوان في عام 2017.
السمنة كقضية صحية رئيسية
في تصريحات سابقة خلال شهر يوليو، أشار جيو يان هونغ، أحد كبار المسؤولين في اللجنة الوطنية للصحة، إلى أن ارتفاع معدلات السمنة يمثل تحديًا صحيًا رئيسيًا في البلاد، ووفقًا لتقرير نشرته وكالة شينخوا، فإن أكثر من نصف البالغين الصينيين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، وهي نسبة تفوق تقديرات منظمة الصحة العالمية التي قدرتها بـ 37% فقط.
المخاطر المستقبلية للسمنة في الصين
تعتمد منظمة الصحة العالمية في تحديد السمنة على مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يُصنف الشخص الذي يتجاوز مؤشره 25 على أنه يعاني من زيادة الوزن، بينما تعتبر السمنة عندما يصل المؤشر إلى 30 أو أكثر، ويحذر الأطباء من أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المستمرة قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، إذ إن التحضر المتسارع خلال العقد المقبل قد يدفع العديد من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن إلى تجاوز عتبة السمنة.
وفي هذا السياق، يرى جون سونغ كيم، الخبير الاقتصادي في جامعة سونغ كيون كوان بكوريا الجنوبية، أن التباطؤ الاقتصادي في الصين قد يؤدي إلى زيادة الاعتماد على الأطعمة ذات الجودة المنخفضة مثل الوجبات السريعة، مما يساهم بشكل مباشر في ارتفاع معدلات السمنة بين السكان.


