دراسة: مادة كيميائية بمياه الصنبور ترفع مستويات الكوليسترول وتزيد السكتات الدماغية

حذرت دراسة حديثة من وجود مادة كيميائية في مياه الصنبور قد تكون مسؤولة عن ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وذلك حسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ووفقًا للباحثين، فإن المادة المعروفة باسم حمض البيرفلورو أوكتانويك، والتي تُستخدم منذ سنوات في صناعة أدوات الطهي غير اللاصقة وتغليف الأطعمة، تُصنَّف ضمن المواد الكيميائية الأبدية التي تستمر في البيئة وأجسام البشر لفترات طويلة دون أن تتحلل.
تأثير حمض البيرفلورو أوكتانويك على الصحة
وكشفت الدراسة، التي أجراها علماء أمريكيون، أن هذا المركب قد يؤثر على مستويات الكوليسترول في الجسم، بعدما تم العثور عليه سابقًا في مياه الصنبور بالمملكة المتحدة.
وأوضحت نتائج البحث، الذي نُشر في مجلة أرشيف علم السموم، أن التعرض لهذه المادة الكيميائية قد يُحدث خللًا في وظائف الكبد ويُبطئ من قدرته على التخلص من الدهون الضارة.
وخلال التجربة، تمت تغذية الفئران بنظام غذائي غني بالكربوهيدرات والدهون، مماثل لما يستهلكه الإنسان العادي، إلى جانب تزويدها بمياه تحتوي على مستويات مختلفة من حمض البيرفلورو أوكتانويك، وبعد 14 أسبوعًا، لاحظ العلماء ارتفاعًا ملحوظًا في مستويات الكوليسترول الضار لدى الفئران التي تعرضت لكميات متوسطة وعالية من المادة الكيميائية، مقارنة بالمجموعة التي لم تتعرض لها.
ويُعرف الكوليسترول الضار بأنه مادة دهنية قد تتراكم داخل الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انسدادها وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
تفاوت التأثير بين الذكور والإناث
وأشارت الدراسة إلى أن تأثير حمض البيرفلورو أوكتانويك كان أقوى على الفئران الإناث، حيث أظهرن ارتفاعًا أكبر في مستويات الكوليسترول مقارنة بالذكور، ويرجح العلماء أن ذلك قد يكون بسبب استهلاك الإناث لكميات أكبر من الماء أثناء التجربة، ما أدى إلى زيادة تركيز المادة الكيميائية في أجسادهن.
وتُعد مركبات PFAS، والتي تشمل حمض البيرفلورو أوكتانويك، من المواد الصناعية واسعة الاستخدام، حيث تدخل في تصنيع أدوات الطهي غير اللاصقة، والملابس، ومستحضرات التجميل، وتغليف الأطعمة، والسجاد، والدهانات. وعلى الرغم من أن بعض الدول فرضت قيودًا على استخدامها، إلا أنها لا تزال تُستخدم بشكل واسع، مما يثير قلق العلماء بشأن آثارها الصحية طويلة الأمد.
ووجدت الأبحاث السابقة أن هذه المواد قد ترتبط بعدد من المشكلات الصحية، مثل سرطان الكلى والخصيتين، وضعف وظائف الكبد، وانخفاض الوزن عند الولادة، والعقم، وانخفاض الاستجابة المناعية، وعلى الرغم من أن هذه الروابط لم تُحسم بشكل قاطع، إلا أن المخاوف تزداد نظرًا لاستمرار هذه المواد في البيئة لفترات طويلة دون تحلل.
وفي ظل المخاطر المحتملة، يوصي الأطباء بمراقبة مستويات الكوليسترول والحد من استهلاك الأطعمة الدهنية، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والإقلاع عن التدخين، للمساهمة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. كما تُعد أدوية مثل الستاتينات، التي يتناولها حوالي 8 ملايين مريض، من العلاجات الفعالة لخفض الكوليسترول.