بعد 9 أشهر.. مركبة سبيس إكس تلتحم بمحطة الفضاء الدولية لإعادة رواد الفضاء العالقين للأرض
شهدت محطة الفضاء الدولية لحظة فارقة مع وصول طاقم مركبة سبيس إكس دراغون، التي أُرسلت خصيصًا لإعادة رائدي الفضاء سونيتا ويليامز وبوتش ويلمور، بعدما تقطعت بهما السبل في الفضاء لمدة 9 أشهر.
استقبال غير تقليدي
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فعند الالتحام بالمحطة، استقبل رائد الفضاء التابع لناسا نيك هاج الطاقم الجديد بطريقة غريبة، حيث ارتدى قناعًا فضائيًا، ما أضفى أجواء من المرح على الحدث.
وانطلقت المركبة من مركز كينيدي الفضائي التابع لناسا، محملة بأربعة رواد فضاء جدد، هم آن ماكلاين ونيكول آيرز (من ناسا)، تاكويا أونيشي (اليابان)، وكيريل بيسكو (روسيا)، إلى جانب مهمتها الأساسية إعادة ويليامز وويلمور إلى الأرض.
لحظة مؤثرة بعد أشهر من الانتظار
وفتح ويلمور باب المحطة الفضائية، ورنَّ جرس السفينة التقليدي ترحيبًا بالوافدين، قبل أن يعانق الطاقم العائد زملاءهم بعد أشهر من العزلة، وعلّقت ويليامز قائلة: كان يومًا رائعًا، من الرائع رؤية أصدقائنا يصلون أخيرًا.
ومن المقرر أن يقضي الرائدان العالقان بضعة أيام إضافية على متن المحطة، قبل أن بدء رحلة العودة إلى الأرض يوم الأربعاء، برفقة زميليهم هاج وألكسندر جوربونوف.
ما سبب تأخر عودتهم؟
كان من المفترض أن يعود ويليامز وويلمور بعد 8 أيام فقط من وصولهما إلى محطة الفضاء الدولية، إلا أن كبسولة بوينج ستارلاينر التي أقلتهما إلى المدار تعرضت لمشاكل تقنية خطيرة، ما دفع ناسا إلى إعادتها فارغة، تاركة الطيارين في انتظار بديل آمن للعودة.
وأثارت القضية جدلًا واسعًا، حيث زعم بعض المسؤولين، بمن فيهم إيلون ماسك، أن الرائدين تُركا عمدًا لأسباب سياسية، في حين نفى رواد الفضاء ذلك.
وأدت الانتخابات الأمريكية إلى تصاعد الجدل حول عودة ويليامز وويلمور، خاصة بعدما طالب الرئيس السابق دونالد ترامب من ماسك الذهاب وإعادتهما، ما دفع ناسا إلى تسريع موعد عودتهما أسبوعين عن الخطة الأصلية التي كانت مقررة في 26 مارس.
وزعم ماسك أنه عرض إعادة رواد الفضاء قبل 8 أشهر، لكن إدارة الرئيس جو بايدن رفضت ذلك، خشية أن يمنح نجاح المهمة دعاية إيجابية لترامب خلال الانتخابات ضد كامالا هاريس، واعترف مسؤول في ناسا لاحقًا بأنه كانت هناك مناقشات في البيت الأبيض حول تأجيل عودتهم لأسباب سياسية.
مستقبل محطة الفضاء وطاقمها الجديد
وبعد التحام المركبة، بدأ الطاقم الجديد في التأقلم مع بيئة المحطة، حيث سيبقون هناك لمدة 6 أشهر لإجراء أبحاث علمية وصيانة روتينية.
أما ويليامز، فقد أعربت عن حماسها للعودة إلى الأرض، قائلة إنها تتطلع إلى لقاء كلبيها وعائلتها، بينما تتشوق ابنتا ويلمور المراهقتان لرؤية والدهما بعد هذه التجربة الطويلة، التي وصفوها بأنها مرهقة عقليًا.
