هل بدائل السكر الخالية من السعرات الحرارية مفيدة لصحة الجسم؟
على الرغم من أن بدائل السكر تُعتبر خيارًا جذابًا لمن يسعون لتقليل استهلاك السعرات الحرارية، إلا أن دراسة حديثة أثارت الشكوك حول فعاليتها، لا سيما في إدارة الوزن، وكشفت الأبحاث عن أن السكرالوز، أحد أكثر المحليات الصناعية شيوعًا، يؤثر على الدماغ بطريقة قد تزيد من الشعور بالجوع، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
استهلاك السكر والبحث عن بدائل
يُعد الإفراط في تناول السكر من العوامل الرئيسية المساهمة في أزمة السمنة، حيث يستهلك الأمريكيون في المتوسط 17 ملعقة صغيرة من السكر المضاف يوميًا، وهو ما يفوق التوصيات الصحية بكثير، لهذا السبب، يلجأ نحو 40% من الأمريكيين إلى بدائل السكر في محاولة لتلبية رغباتهم دون زيادة الوزن، ومع ذلك، تُظهر الأدلة أن هذه البدائل قد لا تكون الحل الأمثل.
تأثير السكرالوز على الدماغ والجوع
في دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا، تم فحص استجابة 75 مشاركًا بعد تناول الماء أو مشروب محلى بالسكرالوز أو مشروب محلى بالسكر، وأظهرت النتائج أن السكرالوز تسبب في زيادة نشاط منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، وهي المسؤولة عن التحكم في الشهية، ما أدى إلى زيادة الشعور بالجوع، خاصة لدى المصابين بالسمنة، وتبين أن السكرالوز يؤثر على تواصل الدماغ مع المناطق المرتبطة بالدافع واتخاذ القرار، ما قد يؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد في عادات الأكل.
اختلاف التأثيرات بين الجنسين
لاحظ الباحثون أن التأثيرات كانت أكثر وضوحًا لدى النساء مقارنة بالرجال، ما يشير إلى أن بدائل السكر قد تؤثر بشكل مختلف حسب الجنس.
إلى جانب التأثير على الشهية، أظهرت دراسات أخرى أن السكرالوز قد يرفع مستويات الأنسولين، ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما أشارت الأبحاث إلى احتمال تأثيره السلبي على صحة الأمعاء، وإلحاق ضرر بالحمض النووي، والتسبب في اضطرابات بعملية إزالة السموم من الكبد.
هل يجب إعادة النظر في استخدام المحليات الصناعية؟
على الرغم من أن بعض الهيئات الصحية، مثل جمعية القلب الأمريكية، تدعم استخدام المحليات الصناعية كبديل للسكر، إلا أن منظمة الصحة العالمية حذرت في عام 2023 من الاعتماد عليها للتحكم في الوزن، مؤكدة عدم وجود أدلة قوية على فعاليتها في إنقاص الوزن على المدى الطويل.
وفي ظل هذه النتائج، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت بدائل السكر تُساعد حقًا في إدارة الوزن أم أنها تُفاقم المشكلة بطرق غير متوقعة. لذا، يدعو الخبراء إلى مزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات طويلة الأمد لهذه المواد على صحة الإنسان.


