أستاذ فلك عن رؤية الهلال: الحسابات الفلكية دقيقة جدا لدرجة لا تقبل الشك
قال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، إن اقتران أي جرم سماوي مع الشمس لا يمكن رؤيته أبدا بسبب قوة إضاءة الشمس، ولذلك لا يمكننا رؤية القمر أثناء اقترانه مع الشمس أثناء المحاق في نهاية الشهر القمري، لأن القمر يشرق مع الشمس ويغرب معها فلا يترائى لنا أبدا في هذه المرحلة، ولكن بمجرد أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد هلال القمر الجديد، وهذا ما تؤكده الحسابات الفلكية.
رؤية الهلال
وأكد الدكتور أشرف تادرس، في رد على سؤال كيف ومتى يولد هلال القمر الجديد؟، أن الحسابات الفلكية دقيقة جدا لدرجة لا تقبل الشك ويمكن الاستدلال بها على الظواهر الفلكية لعدة قرون مقبلة، متابعا: ولكن لكي نتمكن من رؤية الهلال الجديد فلا بد أن يحدث الاقتران أولا قبل غروب الشمس بوقت كاف حيث نتمكن من رؤية الهلال بالعين المجردة، حينئذ تتفق الحسابات الفلكية مع الأرصاد.
وتابع: إذا حدث الاقتران قبل غروب الشمس بوقت قصير فهذا يجعل القمر يغرب سريعا بعد غروب الشمس مباشرة ولم يسمح لنا برؤيته، ومع كوننا على يقين بأن هلال القمر الجديد قد وُلد وموجود بالسماء، إلا أننا لم نتمكن من رؤيته، متابعا: ولذلك نرى هلال القمر في اليوم التالي أكبر وأعلى قليلا حيث يمكث لفترة أطول بعد غروب الشمس ويُمكننا ذلك بالطبع من رؤيته بسهولة ووضوح بالعين المجردة.
وأضاف أنه يمكن تشبيه هذا الأمر بعقارب الساعة، فإذا كانت الشمس عقرب الساعات، والأرض عقرب الدقائق، والقمر عقرب الثواني، قائلا: فعندما تنطبق العقارب الثلاثة معا حينئذ يكون المحاق، ولكن بمجرد أن يخرج القمر من هذا التطابق نقول إن الهلال الجديد قد وُلد.
واختتم: كما يمكن تمثيل عُمر ونسبة إضاءة القمر الجديد بعدد الثواني التي يقطعها عقرب الثواني منذ خروجه والذي يزيد تدريجيا حتى يكتمل بدرا، أما رؤية الهلال الوليد فتعتمد أساسا على فترة بقاءه في السماء بعد غروب الشمس أثناء الشفق المسائي، كما تعتمد رؤيته أيضا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء.


