أصبحت شبه هيروشيما.. شهادات جنود إسرائيليين تكشف فظائع الحرب في غزة
كل مبنى، كل شجرة، كل مصنع أصبح كومة من الأنقاض، هكذا وصف جنود إسرائيليون خدموا في قطاع غزة حجم الدمار الذي ألحقته قوات الاحتلال بالأراضي الفلسطينية ضمن عمليات إنشاء ما يُعرف بمنطقة القتل على أطراف القطاع.
شهادات جنود إسرائيليين عن الحرب في غزة
في تقرير صادم نشرته وكالة رويترز اليوم الاثنين، نقلت الوكالة عن منظمة كسر الصمت وهي منظمة إسرائيلية حقوقية شهادات مروعة لجنود إسرائيليين شاركوا في العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال في غزة.
أشبه بفيلم... لكنه واقع لا يُحتمل
قال جندي من وحدة الهندسة القتالية: كان الأمر سرياليًا، كما لو أنك في فيلم، ما رأيته هناك، بقدر ما أستطيع الحكم، يتجاوز ما يمكنني تبريره بأنه ضروري، المسألة تتعلق بالتناسب.
ووصف جندي احتياطي في سلاح المدرعات ما شاهده قائلًا: في الأساس، كل شيء يُسوّى بالأرض، كل شيء، كانت مثل هيروشيما.
ووفقًا للتقرير، استخدمت القوات الإسرائيلية جرافات ومعدات ثقيلة وآلاف الألغام والمتفجرات لتدمير نحو 3500 مبنى، إضافة إلى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والصناعية، ما يُعد ضربة قاصمة لأي جهود لإعادة الإعمار مستقبلًا.
وذكر التقرير أن الجنود الذين خدموا في غزة خلال عملية إنشاء المنطقة العازلة، التي تم توسيعها إلى ما بين 800 و1500 متر داخل القطاع بحلول ديسمبر 2024، قد أدلوا بشهاداتهم حول الأساليب القاسية المستخدمة، ومنذ ذلك الحين، تم توسيع هذه المنطقة أكثر من قبل القوات الإسرائيلية.
وأفاد الجنود بأنهم اقتلعوا أشجار الزيتون وحقول الباذنجان والقرنبيط، ودمروا مصانع كبرى، من بينها منشأة لشركة كوكاكولا وأخرى لصناعة الأدوية.
وقال أحدهم: كانت منطقة صناعية ضخمة، مصانع كبيرة، وبعد ذلك أصبحت مجرد كومة من الخرسانة المدمرة.
منطقة قتل.. بلا محاسبة
وذكر الجنود أن هدف العمليات كان إنشاء منطقة عازلة بعمق يصل إلى 1500 متر داخل غزة، تحت مبرر منع تكرار هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وقال أحد قادة سلاح المدرعات: الحدود عبارة عن منطقة قتل، منخفضة، ونحن نسيطر عليها من علو، وكذلك هم، في إشارة إلى مقاتلي حماس.
وأشار الجنود إلى أن الفلسطينيين يُمنعون تمامًا من دخول تلك المنطقة، وأنه يتم إطلاق النار عليهم بمجرد اقترابهم منها، وأوضح أحدهم أن قواعد الاشتباك تختلف حسب القائد الميداني، وأنه لا توجد آلية واضحة للمحاسبة.
وقال أحد الجنود: في معظم الأحيان، الذين يخترقون المنطقة هم رجال بالغون، لم تدخلها نساء أو أطفال، مضيفًا أن التحذير يسبق إطلاق النار فقط إذا كانت الأهداف نساء أو أطفال.
35 % من أراضي غزة الزراعية دُمّرت
بحسب تقرير منفصل صادر عن منظمة جيشا الحقوقية، فقد تم تدمير نحو 35% من الأراضي الزراعية في غزة، وهي مناطق تقع بمعظمها في الأطراف، أي ضمن المنطقة العازلة.


