الإثنين 08 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

حان وقت الاصطفاف

الثلاثاء 08/أبريل/2025 - 11:01 ص

لا شك في أننا نعيش ظروفًا استثنائية ربما هي الأصعب في تاريخ أمتنا بشكل عام، وبلدنا مصر خاصة، وذلك يتطلب منا جميعا وقفة مع النفس ننبذ خلالها من داخلنا كل ما يمكن أن يفرقنا أو يؤثر على قوة جبهتنا الداخلية.

نعم نعيش أزمات اقتصادية منذ فترة طويلة، ونطالب دائما بإيجاد حلول سريعة للتغلب عليها، ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وربما هناك وجهات نظر مختلفة تتعلق بالحياة السياسية.
ولكن يوجد الآن ما هو أهم وأعظم شأنا حيث الوجود ذاته وذلك ما نعيشه بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

إن جميع المؤشرات تدل على أن هناك ما يحاك لبلدنا من مكائد، ولعل عودة الحرب الإجرامية على قطاع غزة بهذه الشدة غير المسبوقة، والاستهداف اليومي للمدنيين وتركيز العدو على رفح الفلسطينية المجاورة للحدود المصرية، بهدف محوها من الوجود، ودفع سكان غزة إلى التهجير جبرا بعدما تصدت له مصر ورفضته بشكل قاطع خير دليل على نية العدو المتغطرس الحاصل على الضوء الأخضر من ترامب أمريكا بالضغط على القيادة المصرية لقبول ذلك المخطط الخبيث، والذي من شأنه تصفية القضية الفلسطينية على الأرض المحتلة، وتصديرها إلى البلدان المجاورة ومصر على وجه الخصوص.

ويؤكد ذلك ما نقرأه في الصحف الإسرائيلية على لسان مسئولين هناك حول الحديث عن مطالبة مصر بسحب قواتها من سيناء وإزالة بنى تحتية عسكرية تمت إقامتها على حد قولهم، والحديث عن أن ذلك يمثل خرقًا لاتفاقية السلام التي لم يحترموها هم، ولم يلتزموا حتى بأي اتفاق أو قانون دولي، ورفح تشهد الآن على ذلك، فضلًا عن أن إسرائيل عبارة عن كيان يقيم على أرض فلسطينية عربية محتلة وليست له من الأساس، ولكن كلها وسائل ضغط خبيثة من عدو تأخذه نشوة القوة لدرجة أنه يضرب في كل اتجاه بلا رادع أو خشية من محاسبة، وقطعًا هي حسابات خاطئة سوف يكتشف ذلك الكيان المحتل عواقبها لا محالة، وربما المشهد العربي المحزن يزيد من أطماعه.

 وفي المقابل نجد محاولات لخلق أزمات اقتصادية في مصر تزيد من ضغط الشارع لننشغل ببعضنا البعض عن كل خطط العدو وإجرامه بحق إخواننا في قطاع غزة، وذلك لأنه يعلم جيدًا أن مصر هي رمانة الميزان في المنطقة وصاحبة الكلمة الحقيقية وقت الجد، ولا يمكن لبلد في منطقتنا التصدي لكل طموحات العدو الإسرائيلي مثل مصر.

كل ذلك يجعلنا أمام اختبار وتحد علينا النجاح فيه ولا بديل عن هذا.
وذلك لن يكون إلا من خلال تعزيز روح الانتماء الحقيقي والخالص لوجه الله والوطن، بعيدا عن أي نظرة ضيقة لمصالح شخصية، وهذا لا يكون بالشعارات الرنانة والكلمات الحماسية فقط، وإنما بخطوات عملية نتجرد خلالها جميعا من كل شيء يمكن أن يشويش مقصدنا أو يضلل رؤيتنا، وعلينا الوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية وجيشنا العظيم لتجاوز ذلك الخطر المحيط
ولهذا فإنه صدقًا.. قد حان وقت الاصطفاف.

تابع مواقعنا