أنكروا الحج واعتبروه مخالفًا لـ الحياء.. أزهري يرد على الملحدين
تلقى الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، نصه: ينكر الملاحدة الحج لأن فيه تجردا من الثياب وذلك يخالف الحياء، والسعي وهو يناقض الوقار، ورمي الجمار، وذلك يضاد العقل.. فما ردكم على ذلك؟.
وقال الدكتور عطية لاشين خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: الرد على هذا الزعم يمكن أن يتم من خلال توضيح أن الحج، كما هو معلوم، عبادة شرعية قائمة على أساس التسليم لله ولرسوله، وتحمل العديد من الدلالات الروحية والرمزية التي لا يمكن أن تُفهم فقط من خلال النظرة الظاهرية، والواقع أن الأعمال المتعلقة بالحج، بما في ذلك الإحرام والسعي ورمي الجمار، تحمل معاني أعمق من الظاهر الذي قد يراه البعض متناقضًا مع الحياء أو الوقار.
أنكروا الحج واعتبروه مخالفًا لـ الحياء.. أزهري يرد على الملحدين
وتابع: الإحرام ليس مجرد تجرد من الثياب كما يفهمه البعض، بل هو رمز للتواضع والتساوي بين الناس أمام الله، فما يرتديه الحاج هو لباس بسيط وغير فاخر، ليعبر عن حالة التساوي بين الغني والفقير، ويفصل بين الحاج وملذات الدنيا، مؤكدًا على أن الإنسان في هذا الموقف لا يحكم عليه إلا بما قدمه من أعمال صالحة، وليس بملابسه أو مركزه الاجتماعي.
وأكمل: السعي بين الصفا والمروة لا يتناقض مع الوقار، بل هو عبادة تمثل الجهد والكدح في سبيل الله، وتذكرنا بكفاح السيدة هاجر بحثًا عن الماء لإطعام ابنها إسماعيل عليه السلام. هذا الفعل ليس فقط حركة جسدية، بل هو تذكير للمؤمنين بأن السعي في الحياة الدنيا لا بد أن يكون في طاعة الله وطلب مرضاته.
وأكد: رمي الجمار يمثل عملية تطهير للنفس وتكفيرًا للذنوب، وهو ليس مجرد فعل جسدي، بل هو رمز لتحدي الشيطان والابتعاد عن مغرياته. إذا فهمنا مغزى هذا الفعل بعمق، نعرف أنه يعزز من قوة الإرادة ويقوي الإيمان بالله، والأحكام الشرعية في الإسلام تتنوع بين ما هو تعبدي وما هو معلل، وبعض الأفعال مثل الإحرام والسعي ورمي الجمار قد لا يكون لها تفسير عقلي مباشر، لكن الغرض منها هو الامتثال لأوامر الله والتأكيد على التسليم الكامل لله، هذا هو جوهر الإسلام، حيث لا يُطلب من المسلم إلا أن يتبع ما أمر الله به ورسوله.
وأكمل: ما يجب أن نفهمه هو أن الحج ليس مجرد مجموعة من الأفعال الظاهرة، بل هو تجسيد للإيمان والتقوى والرجوع إلى الله بصدق. من يعتقد أن الحج يتناقض مع الحياء أو الوقار، عليه أن يعيد النظر في مفهومه عن الحياء والوقار في سياق الدين الإسلامي، لأن الحاج لا يسعى إلى ما يراه الناس بل إلى مرضاة الله.
