فقدان للكلام وشلل نصفي.. حالة نادرة تصيب مريضة بعد التخدير في أمريكا
شهدت وحدة العناية ما بعد التخدير بجامعة فلوريدا الدولية حالة طبية نادرة لـ مريضة تبلغ من العمر 57 عامًا، أُصيبت بفقدان القدرة على الكلام وضعف نصفي في الجانب الأيمن من الجسم عقب خضوعها لجراحة اختيارية في الكاحل الأيسر باستخدام التخدير الإقليمي، وذلك وفقًا لما أعلن عنه فريق الأطباء بالجامعة.
وحسب ما نُشر في CUREUS، خضعت المريضة لتخدير أعصاب طرفية باستخدام 10 مل من مادة روبيفاكين 0.5% أُعطيت تدريجيًا خلال 5 دقائق، تحت إشراف طبي تخديري، وبعد 3 ساعات تقريبًا من انتهاء العملية، ظهرت عليها أعراض عصبية شملت تلعثمًا في الكلام وضعفًا حادًا في حركة الأطراف اليمنى، ما أثار شكوكًا حول احتمال تعرضها لسكتة دماغية، الأمر الذي تطلب استدعاء فريق طب الأعصاب لتقييم حالتها.
وأظهرت الفحوصات الأولية أن ضغط دم المريضة كان 126/78 مم زئبق، ومستوى السكر في الدم بلغ 169 ملغ/ديسيلتر، ولم تُظهر نتائج الأشعة المقطعية للدماغ وجود نزيف حاد داخل الجمجمة، لكنها لم تكن مرشحة لتلقي علاج تينيكتيبلاز بسبب خضوعها للجراحة مؤخرًا وخروجها من الإطار الزمني المناسب للعلاج.
فيما كشفت النتائج السريرية عن وعي المريضة الكامل واستجابتها للأوامر البسيطة، مع استمرار تلعثم في الكلام دون اضطراب نطقي، ورغم أن وظائف الأعصاب القحفية كانت طبيعية، فقد ظهر ضعف ملحوظ في الأطراف اليمنى دون أي فقدان للإحساس، بينما لم تُقيَّم قوة الطرف السفلي الأيسر بسبب الألم الناتج عن الجراحة.
الأشعة المقطعية للأوعية الدموية
وأظهرت نتائج التحاليل المختبرية بعد العملية عدم وجود أي اضطرابات كبيرة، وأكد التصوير بالأشعة المقطعية للأوعية الدموية سلامة الأوعية الكبيرة من أي انسدادات، ما استبعد الحاجة إلى تدخلات ميكانيكية، أما التصوير بالرنين المغناطيسي فقد أظهر اعتلالًا وعائيًا دقيقًا مزمنًا، دون وجود علامات لسكتة دماغية حادة، وهو ما دفع الفريق الطبي للترجيح بأن السبب يعود إلى تأثيرات التخدير الإقليمي.
وبدأت حالة المريضة بالتحسن تدريجيًا في اليوم التالي، حيث استعادت جزءًا من قدرتها على الحركة والكلام، وتم إدخالها في برنامج تأهيلي مكثف شمل العلاج الطبيعي والتقييم اللغوي والمهني، ورغم أن أخصائي النطق واللغة لم يرَ حاجة لمتابعة طويلة الأمد، إلا أن البرنامج التأهيلي ساهم بشكل ملحوظ في استقرار حالتها.
وبعد 5 أسابيع من إعادة التأهيل، أظهرت المريضة تحسنًا واضحًا في القوة الحركية للطرفين الأيمنين، وتمكنت من المشي والجلوس والوقوف بمفردها، لكنها ما زالت بحاجة إلى دعم يومي لأداء أنشطة الحياة، وعند خروجها، وُفّر لها علاج منزلي وفريق رعاية طبية لمواصلة دعم عملية التعافي.


