ضربة في العمود الفقري لـ الاستخبارات الإسرائيلية.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يفقد اتزانه العصبي
في ظل المأزق العسكري المتصاعد في غزة، تفجرت أزمة غير مسبوقة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث أعلن مئات من جنود الاحتياط في وحدة الاستخبارات العسكرية "أمان" ووحدة التنصت السيبراني "8200" دعمهم لعريضة تطالب الحكومة بإبرام صفقة للإفراج عن الأسرى، ولو تطلّب الأمر وقف القتال.
التقارير العبرية، قالت إن الخطوة التي وُصفت بأنها "زلزال داخل النخبة الأمنية"، أثارت ردّ فعل غاضبًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف الموقعين بأنهم "قلة من الأعشاب الضارة" و"متقاعدون فوضويون تمولهم جهات خارجية"، مؤكدًا أن "الرفض هو الرفض، ولن نتسامح مع التمرد"، متوعدا بفصل كل من يروّج لمثل هذه الدعوات.
التقارير العبرية تحدثت عن نقطه أخري حول أهمية العريضة، والتي لا تكمن فقط في مضمونها، بل في هوية أصحابها؛ إذ تمثل "أمان" و"8200" العمود الفقري للاستخبارات الإسرائيلية، وتعد مرجعًا رئيسيًا للمستوى السياسي في تقييم الوضع الأمني والاستراتيجي، ما يجعل هذه الرسالة تتجاوز البعد الإنساني لتفتح نقاشًا عميقًا حول جدوى الحرب واستمراريتها.
نتنياهو يقف وحيدا
تحدثت التقارير العبرية أيضا عن رأي الضباط ووجهة النظر الرافضة للحرب حيث أكدوا أنهم "ليسوا ضد الدولة أو الجيش، بل ضد سياسات لا ترى أفقًا سياسيًا للحرب، وتصر على تجاهل الثمن الإنساني المتزايد"، في إشارة إلى تعثر مساعي استعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وبناء على ذلك يضع هذا التحرك النادر من قلب المؤسسة الأمنية حكومة نتنياهو أمام مأزق حقيقي، فبينما تسعى لفرض الانضباط والولاء الكامل، تواجه تمردًا من داخل أكثر وحداتها حساسية وتأثيرًا، ومع تصاعد فقدان الثقة الشعبي، واستمرار العمليات العسكرية دون نتائج حاسمة، يخشى المحللين الإسرائيليين أن يتفاقم الشرخ بين القيادة السياسية والعسكرية، ما قد يُضعف التماسك الداخلي في مواجهة أزمة ممتدة.


