صفقة الأسرى| مقترحات مصرية - أمريكية.. وتغيّر نسبي في موقف حماس وإسرائيل
المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة حماس حول صفقة تبادل الأسرى تقترب من مرحلة حاسمة، بعد سلسلة من اللقاءات والمناقشات بين الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومتين المصرية والأمريكية، فضلًا تقاطعها مع أطراف دولية أخرى.
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرب التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل يقضي بصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، وأشار إلى أن المحادثات لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة 59 أسيرًا إسرائيليًا تتقدم.
من جهته، كشف مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لعائلات الأسرى الإسرائيليين: صفقة جدية للغاية تختمر على الطاولة، هي مسألة أيام قليلة، نعمل على صفقة شاملة بين إسرائيل وحماس، سيتم الإعلان عنها قريبًا، يسبقها وقف إطلاق النار، يليها المفاوضات.
عقدت الحكومة الأمنية المصغرة جلسة دون أن يُدعى إليها أي من قادة الأجهزة الأمنية، وركزت على نتائج لقاء نتنياهو وترامب، خاصة تبعات المفاوضات الأمريكية الإيرانية المباشرة حول المشروع النووي التي فاجأت إسرائيل.
التصريحات الصادرة عن مجلس الوزراء الأمني المصغر -الكابينيت- في إسرائيل تشير إلى تغيّر في موقف حماس، ما يفتح المجال لفهم أكبر للاتجاهات المستقبلية لهذه المفاوضات، وأبلغ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أعضاء الكابينيت أن تغيّرًا ملحوظًا في موقف حماس.
صفقة الأسرى.. مقترحات مصرية - أمريكية
يرى نتنياهو أن هذا التطور قد يكون دافعًا لتحريك المفاوضات نحو مرحلة جديدة، متوقعًا أن تشمل الصفقة إطلاق أكثر من خمسة رهائن إسرائيليين أحياء، في خطوة قد تكون بداية لتحريك العملية بشكل أكبر.
في الجانب الآخر، هناك حديث مستمر عن مقترح جدي يُتوقع أن يشمل إطلاق عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، مع وجود مقترح مصري يتحدث عن الإفراج عن 8 أسرى إسرائيليين على الأقل مقابل أسرى فلسطينيين.
المقترحات المتداولة تأتي وسط شبه تقارب بين الولايات المتحدة ومصر، مما يعكس تحولًا في المواقف نحو تقديم حلول وسط قابلة للتنفيذ، ورغم وجود مداولات مكثفة حول المقترحات، فإن حماس لم تُصدر أي تعليق رسمي بعد على المقترح المصري.
يثير هذا تساؤلات حول مدى جدية الحركة في التفاوض، وقد يكون هذا الجمود مؤشرًا على أن حماس لا تزال تنتظر ضمانات إضافية، خاصة في ما يتعلق بالوقف الكامل للعمليات العسكرية أو ما يُطلق عليه المرحلة الثانية من المفاوضات.
في إسرائيل، تظهر التصريحات استعدادًا لمناقشة المرحلة الثانية من المفاوضات، التي قد تشمل وقف الحرب في حال تم الإفراج عن الأسرى، ووجود استعداد داخلي للتوصل إلى اتفاق شريطة أن يكون هناك توازن بين مصالح إسرائيل الأمنية والحفاظ على حياة الرهائن.
دور مصر المهم في تحريك المفاوضات، ومعها الولايات المتحدة، يمثل عنصرين حيويين في التأثير على مسار هذه الصفقة، حيث تسعى القاهرة إلى زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، ما يتلاقى مع أهدافها في تسوية القضايا الإنسانية المتعلقة بالصراع.
تقارير تشير إلى أن المقترح المصري يتضمن الإفراج عن 8 أسرى إسرائيليين مقابل عدد مماثل من الاسري الفلسطينين. وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن هذه الخطوة قد تكون بداية لعملية تبادل أوسع تشمل المزيد من الأسرى في المستقبل.
ولا تزال إسرائيل تأمل في إطلاق سراح أكثر من 5 أسري أحياء، وهذا الرقم يمثل مؤشرًا مهمًا على نوعية التقدم في المفاوضات، حيث إن إطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى قد يساهم في تعزيز الثقة بين الأطراف المعنية.
غير أن النقطة الجوهرية في المفاوضات ستكون حول ما إذا كانت حماس سترضى بصفقة تتضمن إطلاق سراح الأسرى دون شرط وقف الحرب، وتشير تصريحات إسرائيلية إلى استعدادها لمناقشة وقف الحرب في المستقبل، لكن عدم وجود اتفاق نهائي يجعل استشراف المستقبل صعبًا.
إذا تم التوصل إلى اتفاق قريبًا، فإن التحدي الأكبر سيكون في مرحلة التنفيذ، حيث إن أي خطأ في التفسير أو عدم التزام من أي طرف قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المفاوضات، وسيكون على الوسيطين المصري والأمريكي العمل بجدية للتأكد من التزام الأطراف بتنفيذ كامل الاتفاقات.
في حال إتمام الصفقة بنجاح، قد تسهم في تخفيف حدة التوتر بين إسرائيل وحماس على المدى القصير، لكن على المدى الطويل، تظل هناك تحديات كبيرة فيما يتعلق بالاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة.
ورغم أن توقف الحرب ليس محتملًا في المرحلة الأولى من المفاوضات، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت الأطراف المعنية ستستمر في الضغط من أجل مرحلة ثانية تتضمن وقف العمليات العسكرية كجزء من الصفقة الشاملة.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن الجيش سيبقى في محور فيلادلفيا والمنطقة العازلة في جميع الظروف، حتى لو تم التوصل إلى صفقة، فيما عبرت مصادر سياسية إسرائيلية عن استيائها من إعلان الرئيس الفرنسي بأن باريس ستعترف بدولة فلسطينية خلال أشهر.
المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس تشير إلى تغييرات تدريجية في المواقف، ومن المتوقع أن يكون هناك تقدم في صفقة التبادل التي قد تشمل إطلاق سراح الأسري الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
مع استمرار الوساطة الأمريكية والمصرية، تتجه الأمور نحو صياغة اتفاق قد يكون نقطة تحول مهمة في مسار النزاع، مع التركيز على التحديات المستقبلية في ضمان تنفيذ الاتفاقات وتحديد مستقبل الحرب في المنطقة.


