ترامب vs القنوات الفضائية.. أزمات متلاحقة بين الرئيس الأمريكي والإعلام القومي
تتواصل أزمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع وسائل الإعلام الأمريكية، حيث وجّه مؤخرًا انتقادات لاذعة لشبكة CBS، مطالبًا بوقف بثها وفرض عقوبات عليها، على خلفية تقارير بثها برنامج 60 دقيقة الشهير، الذي يُعد من أكثر البرامج الإخبارية مشاهدة في الولايات المتحدة.
أزمة بين ترامب والقنوات التلفزيونية
وكتب ترامب عبر منصته Truth Social، مهاجمًا الشبكة وشركتها الأم Paramount Global، التي تسعى للاندماج مع شركة Skydance Media، قائلًا إنه يأمل أن تتدخل لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) التي يترأسها بريندان كار، والذي وصفه بأنه "محترم للغاية"، لفرض أقصى درجات العقوبة على ما وصفه بـ السلوك غير القانوني وغير الأخلاقي للشبكة.
واتهم ترامب البرنامج بأنه لا يمثل إعلامًا محايدًا، بل هو نشاط سياسي متخفٍ في ثوب صحفي، داعيًا إلى تحميل CBS المسؤولية الكاملة عن تضليلها الإعلامي، بل وذهب إلى حد المطالبة بسحب الترخيص من القنوات المحلية التابعة لها.
ويُذكر أن لجنة الاتصالات الفيدرالية لا تُرخص الشبكات الوطنية مباشرة، وإنما تشرف على المحطات المحلية، ما يجعل تهديد ترامب رمزيًا لكنه يحمل دلالة على توتر العلاقة بينه وبين وسائل الإعلام، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وكان ترامب قد رفض الظهور في مقابلة تقليدية مع البرنامج خلال الانتخابات الأخيرة، بينما شاركت منافسته كامالا هاريس، مما دفعه إلى اتهام الشبكة بالتحيّز لصالحها، خاصة بعد أن قامت بتحرير جزء من إجاباتها لأسباب تتعلق بالوقت، بحسب CBS، وهو ما اعتبره ترامب تواطؤًا إعلاميًا لتلميع صورة منافسيه السياسيين.
وفي سياق متصل، جاءت هذه التصريحات عقب سلسلة من التحركات التي قادها ترامب ضد وسائل الإعلام العامة، أبرزها وقف التمويل عن Voice of America وعدد من المنصات المرتبطة بها، ما أدى إلى توقف بث قناة الحرة وفروعها.
وبينما يتصاعد الصدام بين ترامب والمؤسسات الإعلامية، يبقى مستقبل العلاقة بين الرئيس السابق والإعلام الأمريكي مفتوحًا على مزيد من التوترات، خاصة في ظل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
