مؤسسة هند رجب تتعقب وزير دفاع إسرائيل.. والأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في غزة
في تصعيد هو الأخطر منذ اندلاع الحرب، أعلنت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستوى كارثيًا، مع تحذيرات من مجاعة وشيكة تهدد حياة الآلاف، خاصة الأطفال، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل منذ أكثر من ستة أسابيع، وبينما يتهاوى الوضع الإنساني، تتواصل الضغوط القانونية على المسؤولين الإسرائيليين، مع مساعٍ دولية لملاحقتهم بتهم ارتكاب جرائم حرب.
الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في غزة
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن أربعة بالمئة من الأطفال الذين خضعوا للفحص الطبي في غزة خلال شهر مارس يعانون من سوء تغذية حاد، بزيادة صادمة بنسبة ستين بالمئة عن الشهر السابق.
وأشارت مفوضية حقوق الإنسان إلى أن إسرائيل تفرض ظروفًا معيشية على الفلسطينيين لا تتلاءم مع استمرار وجودهم، في تحذير غير مسبوق يقترب من وصف ما يحدث بجرائم إبادة جماعية.
أزمة غذائية
في المقابل، تزعم إسرائيل أن منع دخول المساعدات هدفه الضغط على حركة حماس، معتبرةً أن المواد الإغاثية كانت تساهم في تعزيز سيطرة الحركة على القطاع.
وأكد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه لا نية لإدخال أي مساعدات في المرحلة الراهنة، معتبرًا أن الحصار أحد أدوات المعركة الأساسية، تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن مخزون الغذاء المتبقي في غزة يكفي لشهر واحد فقط.
خوف مكسور
في ظل هذا الخنق المحكم، رصدت جهات أمنية إسرائيلية مؤشرات متزايدة على كسر حاجز الخوف من حماس بين السكان، مع تصاعد احتجاجات محلية، منها إعدام عناصر من شرطة حماس على يد زعماء عشائر، ونشر تهديدات موجهة ضد مسلحين عبر وسائل الإعلام.
هجرة متصاعدة
وفي تطور متصل، تتسارع وتيرة الهجرة الطوعية من القطاع، إذ غادر مئات الفلسطينيين إلى 12 دولة أوروبية، وسط تقديرات بوصول عدد المهاجرين منذ بداية الحرب إلى خمسين ألف شخص.
مباغتة حماس
ميدانيًا، تفيد مصادر عسكرية إسرائيلية بأن حماس فوجئت باستئناف المناورة البرية الإسرائيلية، وكانت في حالة ذهول اعتقادًا بأن الحرب انتهت. وقد نفذت القوات الإسرائيلية هجمات واسعة طالت 1200 هدف، وأودت بحياة نحو 350 مقاتلًا، بينهم قيادات ميدانية بارزة كذلك، تم اكتشاف شبكة من الأنفاق يصل عمقها إلى كيلومتر تحت الأرض، أبرزها في مناطق الشجاعية ودرج التفاح.
دعاية إسرائيلية
ورغم الصورة القاسية للوضع الإنساني، يواصل الجيش الإسرائيلي الادعاء بأنه يراقب الأوضاع عن كثب، مؤكدًا وجود إمدادات غذائية كافية، وأنه لن يسمح بحدوث أزمة إنسانية، بما يتعارض مع القانون الدولي. غير أن هذا التصريح يبدو متناقضًا مع سياسة وقف إدخال المساعدات بشكل كامل.
مطاردة دولية
على صعيد آخر، فتحت مؤسسة هند رجب المعادية لإسرائيل جبهة قانونية جديدة ضد القادة الإسرائيليين، عبر تقديم طلب لإصدار مذكرة اعتقال بحق وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي يزور بريطانيا، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، خصوصًا في ما يتعلق بحصار مستشفى كمال عدوان، وتقول المؤسسة إن ساعر ساعد وشجع على التعذيب والانتهاكات الجسيمة خلال اقتحام المستشفى، وأنها قدمت ملفًا مدعومًا بشهادات أطباء عملوا ميدانيًا في غزة.
انهيار اقتصادي
اقتصاديًا، كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، أن حماس تمر بوضع بالغ السوء، اضطرها إلى التوقف عن دفع رواتب مقاتليها وموظفيها، في مؤشر على عمق الأزمة المالية التي تعصف بالقطاع تحت الحصار والضغط العسكري المكثف.
صفقة رهائن
أما في الأروقة السياسية، فقد أكدت مصادر فلسطينية أن حماس رفضت مقترحًا إسرائيليًا بوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق عشرة رهائن، في وقت يعقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسات تقييم للوضع، وسط ضغوط داخلية متزايدة لاستكمال العمليات العسكرية.
مساعدات مشروطة
مع استمرار القتال والتدهور الإنساني، تبقى غزة رهينة لمعادلات معقدة، حيث تزداد المآسي الإنسانية على وقع ضربات عسكرية لا تهدأ، ومبادرات سياسية متعثرة، وأصوات حقوقية ترتفع لكنها لا تجد حتى اللحظة آذانًا صاغية في مراكز القرار.


