ولاد الشمس أنصف القزامة والعتاولة سخر من التوحد.. ننشر تقرير القومي لذوي الإعاقة عن دراما رمضان 2025
حصل القاهرة 24 على نسخة من تقرير المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة الخاص برصد وتقييم صورة الأشخاص ذوي الإعاقة في دراما رمضان 2025، والذي أعده المجلس بعد تشكيل لجنة مخصصة برئاسة الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، في ظل مشاركة المجلس بمؤتمر تطوير الدراما المصرية، وذلك من أجل تقيم صورة الأشخاص ذوي الإعاقة في الأعمال الفنية التي تم تقديمها خلال شهر رمضان 2025.
وأفاد المجلس في تقريره بأنه على مدار 30 يومًا خلال شهر رمضان تابعت لجنة رصد وتقييم صورة الأشخاص ذوي الإعاقة في دراما رمضان بدأب شديد المسلسلات المصرية، التي قدمت وحظت بشعبية ومتابعة جماهيرية، وقد أشادت اللجنة بقوة هذا الموسم وعنايته بدعم القيم الإيجابية ومعالجة الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع المصري.
كما أشار التقرير، إلى أن اللجنة لاحظت غياب ملحوظ لتمثيل الأشخاص ذوي الإعاقة في عدد كبير من المسلسلات، رغم أن نسبتهم في المجتمع المصري تقارب 15%، ورغم إدراكنا للضرورات الدرامية، إلا أنه من غير المنطقي أن يتم تجاهل هذه النسبة تمامًا، وألا تمثل في أعمال درامية ولو عبر تضمينها في الشخصيات الفرعية.
وأشادت اللجنة باعتناء عدد كبير من مسلسلات هذا العام بنشر الوعي بالعديد من القضايا المجتمعية ومعالجة الظواهر السلبية وتتمنى أن تحظى قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة بالاهتمام الكافى لنشر الوعي المجتمعي بها عبر الدراما خاصة في الدراما المختصة بالعرض فى شهر رمضان الكريم والتى تحظى بنسب مشاهدة ومتابعة جماهيرية كبيرة.
ووفقًا للتقرير الذي حصل عليه القاهرة 24، فقد تضمن مسلسل ولاد الشمس شخصية عبيد، الذي يعاني من قصر القامة، واستعرض العمل الدرامي معاناته، حين لم تتح له فرصة عمل مناسبة بسبب عدم التقبل لمظهره الخارجي دون النظر لقدراته، حتى انتهى به الأمر للعمل بالسيرك كعنصر غرائبي يثير السخرية.
ورصد المسلسل الاستغلال الذى تعرض له عبيد سواء بطريقة شكلية ظاهرة، كما حدث في السيرك، أو عبر بابا ماجد، الذي استطاع أن يسيطر عليه مستخدمًا الحيل النفسية التي يجيد استخدامها بأن يصور لعبيد أنه الوحيد في العالم الذي يقدره ويدرك إمكانياته، ويعتمد عليه ويوكل إليه المسئولية داخل الدار، لذلك يعاني عبيد من صراع داخلي بين الامتنان لبابا ماجد، الذي أنقذه من امتهان العالم الخارجي وقدره وثمن جداراته، وبين إدراكه لممارساته غير الأخلاقية التي يتورط فيها نتيجة لهذا الضغط، هذا الفهم الواعي لطبيعة الشخصية هو الذي يسمح بمسامحة الجمهور لعبيد في نهاية المسلسل وتقبل تحوله الأخلاقي، لذا فقد نجح العمل في تقديم الأبعاد النفسية والاجتماعية للشخصية، وما تعانيه من ظلم اجتماعي، ليلقى بنعومة وفنية الضوء على معاناة قصار القامة في مجتمعاتهم.
ننشر تقرير القومي لذوي الإعاقة عن دراما رمضان 2025
كما كان لظهور عبيد الذي جسده الفنان مينا أبو الدهب، كبطل رئيسي في الأحداث دور في كسر الصورة النمطية للبطل واعتياد المشاهدين على مشاهدة البطل القزم والتفاعل معه وكسر الحاجز النفسي مع القزامة، بالإضافة إلى أن شخصية عبيد بوعي وفهم وحساسية أظهرت موهبته الاستثنائية كممثل يليق به أن يحظى بفرصته المستحقة في أعمال كثيرة قادمة ونتمن اللجنة لصناع العمل إتاحة الفرص العادلة للموهوبين.
وأكد تقرير المجلس، بأن مسلسل سيد الناس، تضمن تقديم شخصية آسر المصاب بالتوحد، وقد لاحظت اللجنة أن المعالجة الدرامية للشخصية لم تقدم أية رسالة اجتماعية حول التوحد، ولم تعكس التحديات التي تواجه المتوحد في تفهم وقبول الآخرين لهم، أو تقدم لأسرته الدعم والإرشاد اللازم، كما لم ترسم ملامح التوحد على نحو صحيح علميًا: فالمصاب بالتوحد غير قادر على التواصل والتلاعب بالأحداث كما أظهره العمل الدرامي، بالإضافة إلى أن لازمات حركة اليد مبالغ فيها، ربما تكون الشخصية الدرامية، ربما يكون التشخيص الأقرب للمعالجة الدرامية أن توصف بمتلازمة أسبرجر حيث يمكنه التحدث ولدية القدرة على الحفظ ويمكنه التواصل مع الآخرين مع وجود لازمة حركية يمكن أن تكون باليد ويمكن أن تكون بالجسم أو الرأس، والتي لا يمكن القول أنها نوع من أنواع التوحد.
كما أشار التقرير، إلى أن بطل مسلسل سيد الناس عمرو سعد يظهر في أحد المشاهد، في حارة شعبية بحثًا عن شخص كان يعاون والده في تجارة المخدرات والسلاح وأثناء ذلك يظهر شخص من قصار القامة ليعبر من بين قدميه فيكون مثارًا للسخرية بسبب قصر قامته، وهو ما يعد تكريس لصورة نمطية تحط من شأن قصار القامة وتقدمهم بصورة غرائبية سلبية.
وفيما يتعلق بمسلسل العتاولة، فقد ظهرت طفلة تعاني من ضمور العضلات والضمور الدماغي، لكن حضور الشخصية كان هامشيًا للغاية، وجاءت المعالجة سطحية، إذ استُخدمت الشخصية كمبرر لسلوك الأم التي تلجأ إلى طرق غير مشروعة لتوفير نفقات علاج ابنتها، دون تقديم أي توعية حول الحالة أو دمجها فعليًا في حبكة العمل، بالإضافة إلى ظهور الممثل باسم سمرة في مشهد كوميدي يقدم عرض أزياء، ويشير إلى الزي الذى يرتديه العارض بأنه استايل استوحاه من التوحد والوحدة بطريقة هزلية ساخرة تجعل التوحد كحالة نفسية وجسدية مثارًا للضحك والسخرية.
بينما مسلسلات أشغال شاقة جدًا وشهادة معاملة أطفال، تضمنت إشارات إلى بعض الإعاقات، كضعف البصر أو كف البصر الكلى وتمت تقديم الحالة وعمل اختبارات إبصار لها على نحو غير دقيق علميا، مثال: استخدم الممثل عصا بيضاء وهي مخصصة لكف البصر الكلي، في نفس الوقت الذي أجرى له الطبيب اختبار ألوان له إيشيهارا الخاص بمشكلات رؤية الألوان، وغير مناسب للحالة البصرية الموضحة في المسلسل، كما رصدت اللجنة في مسلسل "وتقابل حبيب" ظهور شخصية إجلال أبو العزم التى تؤديها الفنانة أنوشكا فى المشهد الأخير ، وهى على كرسى متحرك دون إظهار السبب، وهو مايظهر الإعاقة كعقاب إلهى على الشر.
وأوصت اللجنة بضرورة إدماج شخصيات من ذوي الإعاقة في الأعمال الدرامية بشكل متوازن بما يعكس النسبة الواقعية في المجتمع دون الإخلال بمقتضيات الدراما، مع ضرورة التنسيق بين جهات الإنتاج المختلفة والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بوصفه الجهة الرسمية الوحيدة التي لديها خبراء متخصصين في كافة أنواع الإعاقة ليكون مرجعية معتمدة للأعمال التي تتناول حياة وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، والتشاور مع خبراء الإعاقة عند كتابة سيناريوهات تتضمن شخصيات من ذوي الإعاقة لضمان الدقة في العرض والمعالجة.
كما أوصت اللجنة بالابتعاد عن تقديم الشخصيات ذات الإعاقة بطريقة نمطية أو كمجرد أدوات لخدمة الحبكة الدرامية، مع تخصيص أعمال درامية أو مساحة داخل الأعمال الدرامية لرفع الوعي بقضايا ذوي الإعاقة وتحدياتهم الحياتية، وتوعية المجتمع بقضية الإعاقة بصورة صحيحة مع أهمية أن تتضمن الصورة التي تعكس الدراما للأشخاص ذوي الإعاقة تجربة حياتية كاملة تعكس تفاصيله اليومية وممارساته الملبس – المأكل- التنقل، وذلك وفق ما يناسب نوع إعاقته وهو ما ينعكس بالضرورة على وعي الجمهور بتفاصيلهم الإنسانية.
وأوصت أيضًا اللجنة بإتاحة الفرصة للفنانين من ذوي الإعاقة للمشاركة في تجسيد أدوارهم بأنفسهم لتعزيز مصداقية العمل وتمكينهم فنيًا مع تحفيز وتكريم الأعمال التي تقدم معالجة إنسانية وعميقة لقضايا ذوي الإعاقة، وتشجيع الإنتاج المستقبلي في هذا الاتجاه، والتوسع في دور لجنة رصد وتقييم صورة ذوي الإعاقة في الدراما لتقوم بهذا الدور على نحو دائم في كافة أنواع الدراما تليفزيون – سنيما – مسرح التي تتناول الأشخاص ذوي الإعاقة وقضاياهم على مدار العام، والتواصل مع الجهة المختصة للدراما أو الأعمال السينمائية لتفسير الناحية الفنية الخاصة بالشخص ذوي الإعاقة.


