السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الأمراض المناعية.. سرطان العصر

الأربعاء 23/أبريل/2025 - 10:10 م

لم تعد وظيفة المعالج النفسي كما كانت في السابق محدودة وغير معترف بها في مجتمعاتنا العربية بل بالعكس باتت ضرورية ومنتشرة، وبدأت تظهر في عدة صور، فأصبح هناك ما يسمى بـ (life coach) وهو يختلف عن المعالج النفسي أو الطبيب النفسي بأنه يساعد المريض على تحسين جودة حياة الأفراد ومساعدتهم في تحقيق أهدافهم، بينما يعمل المعالج النفسي على تشخيص وعلاج المشاكل النفسية، ويعطي علاجًا دوائيًا إن لزم الأمر. 

في جميع الحالات سواء كان طبيبًا أو مدربًا فهي تعتبر طفرة في مجتمعاتنا العربية التي بدأت تعترف أن علاج الأمراض النفسية ليس رفاهية، ومع زيادة الوعي والمعرفة وبطبيعة الحال أيضا الانفتاح الإلكتروني؛ أصبح هناك وعي بوجود أمراض مناعية ليس لها علاجات دوائية، ولكن تحتاج لتغيير نمط ونظام الحياة، فمثلا انتشر مؤخرًا مرض (الفيبروميالوجيا) وهو الألم العضلي الليفي، وهو ألم مزمن ينتشر في أماكن متعددة من الجسم ويطلق عليه (متلازمة الألم العضلي الليفي)، وأيضا مرض الـ( MS) وهو التصلب المتعدد ويسبب تآكل الغلاف الواقي للأعصاب، ويسبب ضعفًا وصعوبة في المشي، وتغيرات في الرؤية ويهاجم الجهاز المناعي.

التواصل والعلاقة بين الجهاز المناعي والجهاز العصبي كبيرة، وهو ما يسبب هذه العلاقة الطردية بينهما، فبسبب الضغوط النفسية والمجتمعية وطرق التربية غير الصحيحة، وعدم وعي الأسر العربية بأهمية نفسية الطفل؛ جعل هناك جيلًا ولنعتبر أنه ما قبل انتشار الإنترنت ووسائل نشر الوعي التربوي ليس لديه قدرة على التأقلم مع مجريات الحياة، وبسبب المعايير الخاطئة التي تربى عليها، وفي منتصف عمره، اكتشف أن له حقوقًا، فمثلًا انتشار فكرة عقوق الأبناء والخوف والرهبة الشديدة من الخطأ جعل جيلًا كاملًا تحت ضغط عدم القدرة على التعبير، ما أثر سلبًا بطبيعة الحال على أدائه الفكري والعملي والتربوي وكل هذا الضغط تم ترجمته في نتيجة طبيعية لظهور أمراض نفسية ومناعية ونوبات 
هلع.

من المؤكد أن المساعدة في زيادة الوعي لتحسين طرق التربية سواء دينيًا أو إعلاميًا أو فنيًا سوف يساعد الأسر على تغيير المفاهيم الخاطئة، وأهمها احترام أفكار الطفل ومشاعره، وتوجيه أفكار الوالدين إلى أن الأطفال ليسوا ممتلكات خاصة يمكن أن يتم ممارسة الموروثات الخاطئة عليهم، بل هم أمانة أعطاها الله لهم وسوف يحاسبون على هذه الأمانة التي إذا لم يحافظوا عليها سيمثل ذلك تدميرًا لجيل كامل.

تابع مواقعنا