شعاع نور للإنجاب| تقنية جديدة تمنح مصابات السرطان أملًا للحفاظ على الرحم.. نسبة نجاحها 80%
شعور جميل عند إعادة الرحم إلى مكانه بعد انتهاء العلاج الإشعاعي، بتلك الكلمات وصف الدكتور باسل رفقي، أستاذ جراحة أورام نسائية، شعوره عقب إجراءه تدخلات جراحية بتقنية جديدة في العالم لإنقاذ رحم النساء من خطورة العلاج الإشعاعي، ومن ثم استئصاله ومنحهم فرصة جديدة في حقهم في الأمومة بعد الإصابة بالأورام السرطانية.
منذ عام و3 أشهر، أجرى أستاذ جراحة أورام نسائية بمركز أورام المنصورة وسكرتير عام الجمعية المصرية لأورام الإناث، التقنية الحديثة «رفع الرحم» والتي أثبتت نجاحها في مصر، حيث أجراها في مصر عقب القيام بها في أمريكا والبرازيل وروسيا، وتعد تلك الحالة الأولى في الوطن العربي، ثم أجريت بعد ذلك في إسبانيا وإيطاليا، وحوالي 7 دول فقط في العالم يقومون بها.
وفي تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أوضح الدكتور باسل رفقي، المقصود بـ تقنية رفع الرحم، مردفًا: لدينا فتيات لديهم أورام في الحوض وتحتاج لأخذ علاج إشعاعي، وهذا العلاج يدمر المبايض والرحم إلى حد بعيد، فكان لدينا تقنية من زمان نقوم بإبعاد الرحم عن الحوض حتى لا يتأثر بالعلاج الإشعاعي؛ للحفاظ على المبايض والهرمونات.
وتابع: ينقل الرحم في الفتاة أو السيدة من الحوض إلى أعلى في البطن بطريقة جراحية معينة حتى تنتهي المريضة من العلاج الإشعاعي ومن ثم ندخل مرة أخرى جراحيًا لإعادة الرحم إلى مكانه الطبيعي ونقوم بتخيطه في الحوض.
وحول نسبة نجاح ذلك الإجراء، أشار إلى أن نسبة النجاح تصل من 70 لـ80%، وبدأت في البرازيل منذ أكثر من 5 سنوات تقريبا، وبالفعل الحالة الأولى بالبرازيل حملت وولدت طفلها، أما في مصر فـ الثلاث حالات اللاتي قاموا بها نجحوا وعاد الرحم إلى موضعه وهو سليم 100%، وتم التأكد من ذلك بالفحوصات الطبية، حيث تجرى تغذيته بشكل طبيعي وأوردته يعملون بشكل جيد جدًا.

وأجرى أستاذ جراحة الأورام النسائية، تقنية «رفع الرحم»، إلى 3 حالات، لم يكتب لها الحمل بسبب حالتهم الاجتماعية ولكن الرحم سليم وتم إنقاذه، وببداية عمله على تلك التقنية كان يشعر بالخوف لحداثة التقنية في البلاد ولاستغراب المرضى، قائلًا: «بالبداية كان الموضوع غريب للناس.. وكنت خائف ومخضوض؛ لأنها تقنية جديدة ويجب أن نحصل على موافقة المريضة لأن هناك احتمالية بفقد الرحم تمامًا، وبالإشعاع فهي تفقده بنسبة 100%، أما بهذه التقنية فهناك احتمالية كبيرة بإنقاذه، وعند نقل الرحم أكون خائف عليه كالجنين ونتعامل معه بمنتهى الهدوء والرئة قدر المستطاع.
وعرض الطبيب اللجوء إلى تلك التقنية على 5 نساء حتى الآن، 2 فقط رفضا التجربة خوفًا من المخاطرة أما الثلاثة الباقين في منتهى السعادة بعد نجاح العملية، وفقًا لقول الطبيب، مشيرًا إلى أن التقنية ما زالت جديدة لم يسمع عنها كل الأطباء ولكن هناك سبل للتوسع في إجراء تلك التقنية، حيث بدأ أطباء الأورام الاهتمام بهذه التقنية بعد نجاحها ويقوموا بتحويل الحالات عليهم الآن.
وأعد رفقي سكرتير عام الجمعية المصرية لأورام الإناث، والذي يعد أول عضو غير أوروبي في التاريخ بالجمعية الأوروبية للأورام النسائية، ورقة بحثية حول هذه التقنية الجديدة، بشأن الثلاث حالات التي أجريت عليهم التقنية، وحصل على موافقة من لجنة الأخلاقيات بكلية طب المنصورة على هذا البحث، على أن يجرى نشر تلك الورقة البحثية خلال العام الجاري.


